الهوية الوطنية والمبادرة الاجتماعية

مريم ياسين الحمادي

في وقت نفتخر به بـ «قطرنا» وهذا ليس غريباً، لأنه وعد قطعه على نفسه صاحب السمو الأمير الوالد ونفذه. وقام صاحب السمو أمير دولة قطر بوضع صورة المواطن القطري في رؤية قطر 2030، واستكمل في كلماته رسم خريطة الطريق. في زمن الإقبال السريع على عالمنا المفتوح، كثيراً ما نتداول كلمة الهوية، ولكن قليلاً ما نتناول مفهومها العميق، الذي يحتاج لدراسته من جميع الجوانب.

فهي مفهوم يتجاوز الأبعاد لتكون هي البصمة التي نتركها عند الآخرين! وعندما نحدد الهوية الوطنية «القطرية»، فهي صفات وسمات لكل قطري، ومن سكن أرض الحبيبة قطر! هي الانتماء والولاء وكل شيء جميل.

مبادرات مميزة تنطلق من الجهات في الدولة لتعزيز الرؤية المتكاملة للهوية القطرية، مثل مبادرات الريادة المجتمعية، فالريادة لا ترتبط بالأعمال التجارية والاقتصادية، كما كانت! بل تطور المفهوم لترتبط الريادة بالمجتمع وبالعلم والمعرفة وغيرها، يضيف عليها كل يوم الأفراد في الحياة المدنية والمؤسسات في المجتمع، معتمداً على القيم والسلوكيات الريادية، التي تحقق أهدافاً اجتماعية مستدامة، ومن خلال ابتكار الحلول، وتحليل المشاكل ووضع الحلول الإبداعية، وتنفيذها، ويفيد ذلك المجتمع، من خلال معالجة القضايا وتلبية احتياجات المجتمع. نعم! إنهم الرواد الذين يغيرون المجتمع، ويستثمرون الفرص والموارد، للسير بالمجتمع نحو الأفضل، رسالتهم الأساسية التغيير الاجتماعي الإيجابي. فالشباب عليهم دور كبير في تحمل هذه المبادرات والنهوض بها، وكل قطري ومقيم بغض النظر عن السن أو النوع! المهم انخراط الجميع وخاصة الشباب، من خلال منهجية الاستقصاء، والبحث، والتفكر، والعمل.

فيبرز من الشباب خاصة، القيادات المستقبلية، القادرة على تحمل المسؤولية، والتصدي لمشكلات المجتمع، مع زيادة ولائه لمجتمعه، وتبني علاقات إيجابية. ويصاحبه تطور قدراتهم في التخطيط والإعداد، ورصد المشكلات، وصياغتها، والبحث عن حلول مبتكرة، والتحول من التذمر إلى الفعل! ونقلاً عن القائمين على برنامج خلك مبادر اجتماعي، وهي إحدى الحملات الواعية في الدولة «قد يشك الناس فيما تقول، ولكنهم سوف يؤمنون بما تفعل». 

تساهم الريادة الاجتماعية، في تعزيز التغيير البناء والإيجابي، ضمن المجتمعات عبر صياغة حلول تنموية مبتكرة من أفكار ومبادرات، من شأنها تحقيق تنمية مستدامة، وتقديم حلول دائمة للمشكلات المتأصلة، وتوزيع المنافع والخدمات للمجتمع، بعيداً عن تحقيق الربح المادي.

هذه المبادرات تنمو وتتطور ويدعمها الإعلام، وكذلك بدعم الشباب للإعلام، فقد تكون مبادرات هادفة لخلق مجتمع إعلامي واعٍ. وعلى المدى الطويل تحدث الريادة، وتقاس بقدرتها على خلق واستثمار رأس المال الاجتماعي الذي يقاس من خلال القدرة على زيادة الإنتاجية وقيام مشروعات تنموية. 

قطري والنعم! لأننا سنجعل الوطن يفتخر بنا، ليستحق كل قطري أو من سكن قطر (والنعم) فهو ثناء يليق بالوطن يشمل كل خلق حسن وكل مبادرة منتجة. لكم جميعاً! قطري والنعم!

وسوم: العدد 815