حول فوضى إثبات الهلال في المناطق المحررة مسئولية من !!

موقفنا:

تُحتسب النجاحات الإدارية العامة في المناطق المحررة لمصلحة الثورة السورية بشكل عام . وتتجسد النجاحات الإدارية في حماية الأمن ، وإقرار العدل ، ورعاية المشاعر والمناسك ، وتأمين الخدمات بأنواعها من صحة وإسعاف وتعليم وماء وكهرباء إلى تنظيف الشوارع وإزالة المخلفات .

ندرك أن الجود من الموجود . ونقدر جميع العوائق التي تكتنف عملية الإدارة بأبعادها. ولكن هذا لا يمنع من التذكير بأمرين مهمين :

الأول : هو أن النجاح في ميدان الإدارة لا يقل أهمية عن الانتصار في الميادين الأخرى. ولا أجمل من أن يلاحظ العالم أنه بينما تختنق المناطق التي يديرها بشار الأسد بالأزمات مع وفرة الإمكانات وكثرة الداعمين ؛ فإن النجاحات تبقى حليف الأحرار والثوار ..

والثاني : هو أن الإنسان يعذر فيما لا يد فيه ، ويلام فيما يستطيعه ويقعد عنه . وهو ما سماه أبو الطيب المتنبي " عجز القادرين على التمام "

ماذا كان يمنع المرجعيات السياسية والإدارية والشرعية العلمائية في المناطق المحررة وفي فضاء الثورة أن يكون لها مرجعية موحدة في اعتماد موقف شرعي في إثبات هلال رمضان وهلال العيد . موقف يحول بين الناس وبين أن يكونوا نُهبى الفوضى والاختلاف كالذي نراه ..

نعلم أن أي موقف في واقع الثورة السورية لن يحسم الخلاف مطلقا لكثرة المتصدرين، ولكن الموقف المرجعي الشرعي سوف يخفف من الاختلاف ويحده ويقطع الطريق على المتقولين والخراصين .

وقبل الموقف الشرعي يجب أن يكون لنا نشرات توعية عامة لجمهور الثورة الذين ينطلق بعضهم في مواقفه من ألم واضطراب رؤية فيتبنون المخالفة للمخالفة ، ويرفعون شعار " الجكارة في الطهارة " إن كان ثمة مع طرف من الأطراف أثارة من صواب .

رسائل توعية تعلم المجاهد في خندقه أن عليه مع كل الاحترام لجهده وجهاده وتضحياته أن يصغي وأن يسمع ويطيع إذا صدر عن المرجعيات قرار فيما يخص الشأن العام ..

التدريب على الانضباط العقلي والانضباط القولي والانضباط السلوكي مطلب مهم لحاضرنا ومستقبلنا . فالحرية لا تعني هذه الحالة من الفوضى التي تنقسم فيها القرية الواحدة حي صائم وحي مفطر ، وكل فريق يهاجم الآخر بتهم التبديع والتفسيق والتجهيل ..!!

لا تقولوا ذهب رمضان ؛ المحطات في حياة جغرافيتنا الحية كثيرة . والمتطلبات أكثر ، وإخراج مواطننا من دوامات السلبية التي كان يعيشها في عهد الأسد مطلب . ووضع حد لحالات الفوضى والاختلاف مطلب آخر . والاجتماع على قليل من الحق خير من الافتراق على ما يظنه البعض الحق كله ..

وكل عام والسوريون في نظام وحب ووئام . تعميم الفرح هو المعنى الذي أراده الإسلام من العيد ..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 827