في المتوالية الأسدية لبيع الأرض والبحر، مستعمرة إيرانية في صورة ميناء على الحدود السورية - اللبنانية !؟

أتمت الزمرة الأسدية الأسبوع الماضي التوقيع على الاتفاقية السادسة مع المحتلين الصفويين . الاتفاقية التي تضمنت إقامة ميناء إيراني على البحر الأبيض المتوسط ، في المنطقة الواقعة جنوب طرطوس وتحديدا في منطقة " عين الزرقا " المتصاقبة مع الحدود اللبنانية .

وكانت هذه الزمرة قد طرحت في نهاية عام 2017 ست اتفاقيات اقتصادية للتوقيع مع المحتل الصفوي ، وقعت خمسا منها وأجلت السادسة إلى الأسبوع الماضي ، حيث يبدو أن الظروف الدولية والإقليمية قد نضجت للمضي قدما في بيع البحر السوري ، كما تم بيع الأرض السورية من قبل .

الميناء الإيراني الجديد ، سيعطي إيران الدولة الداخلية المنخنقة إلا من إطلالة محدودة على الخليج العربي أبعادا استراتيجية - غير محدودة - آخذين بالاعتبار أن المتوسط هو بحيرة التواصل والحضارة بين أقطاب العالم القديم .

ودون أن ننسى الثروات الواعدة التي يبشر بها المتوسط من نفط وغاز أصبح موضع استثمار وفي متناول يد الكثيرين .

إن اختيار موقع الميناء " المستعمرة " على الحدود السورية - اللبنانية سيعطي الدولة الصفوية المحتلة بعدا إضافيا في تكريس وجودها في بلدين عربيين هما سورية ولبنان؛ تم توحيدهما فعلا تحت راية الشر الصفوية اليوم ، كما تحت راية الشر الأسدية قبل عقود دون أن يعبر أحد في الخارج ولا في الداخل عن قلقه من حقيقة المؤامرة وتداعياتها .

تقول الأنباء إن الاتفاقية التي تم توقيعها الأسبوع الماضي بين الزمرة الأسدية والمستعمر الإيراني ممثلا في شركة عنوانها المزيف " مؤسسة خاتم الأنبياء " ستمتد على مسافة اثنين ونصف كيلو متر على الساحل السوري . ليستطيع المحتل الإيراني أن يؤمن كل احتياجاته اللوجستية في كل من سورية ولبنان .

ويقول الخبراء إن الميناء المزمع تأسيسه سيكون صالحا لتأمين كل الاحتياجات والخدمات ، بما فيها الاحتياجات الاستراتيجية والعسكرية .

ويضيفون أن مدة الاتفاق تمتد من 30 - 40 عاما .

ربما يتساءل المرء وهو يتابع محاولات التجميل الصهيونية وهي تقصف تجمعات وهمية أو محدودة للميليشيات الصفوية على الأرض السورية ، ألا يشكل هذا الميناء أي خطر على وجود هذا الكيان ، هذا إن كان هؤلاء المدعون صادقين .

ما آل إليه الوضع في سورية يضعنا في مواجهة حجم التقصير الذي تلبست به قوى المعارضة السورية ومؤسساتها منذ اليوم الأول للثورة ، يوم كان للثورة هديرها وكان القادة !! مع كل قول يقال لهم مسترسلين ..

أعلم أنه من العبث والسخرية بالذات أن نقول نرفض ونشجب ونستنكر وندين .. ولكنها كلمات لا بد أن تقال ، وبعض الشر أهون من بعض .

والتحديات التي تواجه مشروع الثورة في يومها وفي غدها أكبر من أن تحتويها المواقف العابرة والمقالات السائرة ...

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 840