العنصرية الفارسية(2-5) جرائم الإيرانيين الصفويين في سورية

ما الذي تبغيه هذي الجموع المجنونة من الطائفيين، يسيلون دماً جارياً، يتجول بين بقاع الأرض العربية والإسلامية، يحملون تاريخاً كاذباً، وحقداً لئيماً فهم ليسوا من هذا العصر، إنهم يعيشون على وقع ضوضاء صنعتها لهم عمامات سوداء، أنتجتها قلوب سوداء، مملوءة بشعارات هم أول من يعلم أنها مفتراة، لكنهم يصرون على رفع رايتها، مدججين بالرشوة، إما بالمال، وإما بالغرائز الدنيا، ذاهبين بلا تردد إلى إحياء عرش يزدجرد ونصب صولجانة، ناسين أنه لا قيصر بعد قيصر، ولا كسرى بعد كسرى الأول. وصدق حبيبنا الأكرم صلى الله عليه وسلم.. فكم من الأحلام الأوهام قتلت أصحابها، كما سيفعل هذا الوهم بالواهمين الساعين إلى صرح امبراطوري كسروي يصدرون تعاساته إلى بلداننا العربية والإسلامية ونحن واثقون لن يجنوا من وراء ذلك غير الحسرة والندامة، وهم يظنون أنهم يحسنون صنعاً، ولسوف يسوقهم الحق إلى مزابل التاريخ هم ومن يمدهم بأسباب تصديق الوهم.

ونحن في مقالنا هذا سنلقي نظرة سريعة على فعالهم المجرمة المجنونة المرسومة بهيمنة مدعاة للعرق الفارسي شبيهة بادعاءات هتلر العنصرية ومفتريات الصهيونية بسامية عرقهم وسموه وادعائهم خرافة أرض الميعاد.

إن ما فعلته الخمينية في سورية أمر لا يتصوره العقل، فقد ناصبت الثورة السورية منذ انطلاقتها العداء، وكانت ثورة سلمية في كل مفاصل انطلاقتها، وهي تدعو إلى الحرية والكرامة، وقد اندلعت سلمياً بعد خمسةٍ وأربعين عاماً من حكم آل الأسد.

عهد حافظ الأسد الأسود ومجازره البشعة التي لا تنسى

بدأ الأسد الأب تسلطه وقمعه وتفرده واستبداده والتصفية الجسدية في السجون منذ الانقلاب الذي نفذه بالاشتراك مع صلاح جديد ابن طائفته (النصيرية) في 23 شباط 1966م حيث تسلم الأسد نتيجةً لذلك الانقلاب كل الأجهزة الأمنية، فهو قائد الجيش، وآمر الطيران، والمشرف على كل الأجهزة الأمنية، واستلم صلاح جديد الحزب والمؤسسات المدنية (اتحادات العمال واتحاد الفلاحين والنقابات) وأتم حافظ الأسد تفرده بالسلطة والمال والحكومة والحزب البعثي ومؤسسات المجتمع المدني بالإضافة إلى الجيش بكل قطعاته والأجهزة الأمنية التي كانت تحت إمرته من قبل، وذلك بانقلابه في 16 تشرين الثاني “نوفمبر” 1970م، والذي أطلق عليه (الحركة التصحيحية)، وظل مستبداً ظالماً حتى هلك عام 2000م، ليورث كل الظلم والسلطة والفساد والاستبداد وروح العداء للشعب السوري، وسيرة الإقصاء والتهميش والمجازر الفردية والجماعية في حماة وتدمر وحلب وإدلب وجسر الشغور وحمص واللاذقية ودمشق ودرعا ودير الزور حيث كان عدله الوحيد في توزيع المجازر والقتل على كل المحافظات، وإن كانت حماة صاحبة الحصص الكبرى من حقده ومجازره وهدمه للبنيان والعمران، فالعالم لا ينسى حماة مأساة العصر شباط 1982م، حيث هدمت جيوشه الطائفية من سرايا الدفاع والصراع والحرس الجمهوري، والألوية الطائفية بقضها وقضيضها من المشاة والمدفعية والدبابات والطيران الحربي، عندما انقضت على المدينة فهدمت أبنيتها وقتلت الأطفال والنساء والشيوخ والرجال، وحرقت الكثير منهم أحياء، وشردت أكثر من نصف السكان، وأزهقت أرواح أكثر من أربعين ألف إنسان، وقد اصطف النظام الإيراني الصفوي مع الأسد الأب في كل ذلك تأييداً وتمويلاً وسياسياً، كما اصطف الأسد إلى جانبهم في حربهم ضد العراق وهما قصتان أصبحتا أكثر من مشهودتين بسبب كثرة ما قيل فيهما في وسائل الإعلام وفي الكتب الموثقة.

ونحن في هذه العجالة نكتفي بهذا الملخص من عهد حافظ الأسد ولمن أراد المزيد عن مجازر ذلك النذل الجبان الذي هيأ من قبل المستفيدين (من القوة الكبرى والصهاينة) من معاركه الجبانة المرسومة بالغدر والخيانة ومعاداة الأمة، وضرب سورية الوطن والشعب المقدام كي لا تقوم لها قائمة اتجاه المتربصين بها المحتلين لبعض ديار الشام الجنوبية.

حافظ الأسد يسلم راية الإجرام والغدر للمعتوه ولده بشار الأسد

بعد أن أدى حافظ الأسد الدور كاملاً سلم راية الغدر للمعتوه ولده بشار ليتم المهمة خلف لافتات كاذبة خاطئة مزورة الأركان والفروع، فكان الأب أذكى وأقدر وأدهى، وجاء هذا الصعلوك الذي دعم تنصيبه من قبل رئيس فرنسا شيراك ومن قبل وزيرة خارجية أمريكا ألبرايت عام 2000م إذ أبت هذه أن تغادر سورية وقد حضرت للمشاركة في جنازة الهالك حافظ الأسد حتى تطمئن على تنصيب الوريث المعتوه بشار، الذي أجمع كل من عرفه في بريطانيا من المستقلين أنه حضر إلى بريطانيا للعلاج من العته الذي وسم بأنه انفصام بالشخصية، وقد أكدت سيرته في الحكم وطريقته في الكلام في وسائل الإعلام وفي مؤتمرات القمة العربية وفي سلوكه المجنون القاتل المنفلت تجاه مطالب الشعب السوري السلمية ذلك الإجماع على مرضه.

ممارسات الميليشيات الشيعية الرافضية ومجازرهم في سورية

نورد فيما يلي تعداداً لممارسات ميليشيات الولي الفقيه ومجازرهم في سورية حيث سلم المعتوه بشار أمره وأمر البلد إلى إيران الصفوية الفارسية في سبيل الحفاظ على كرسيه، فلا هو حفظ الكرسي ولا هو حفظ البلد من حقد الخمينيين الساعين للتوسع والهيمنة على المنطقة، حاديهم في ذلك حلم استعادة الامبراطورية الكسروية الفارسية بشعار شيعي رافضي تحريفي ماكر بالأمة وقواعدها ومبادئها وأساسياتها، وذلك من خلال تجميع الشيعة في المنطقة حول الدولة الإيرانية الفارسية الذي يتعدى حدودها ليشمل الإقليم كله وهو مشروع بطبيعته (الجيوسياسية) لا يتم بسلام، بل هو العدوان بعيداً عن التفاهم والتوافق والسلم، لأن الهيمنة التي هي أساس هذا المشروع اقتصادياً وسياسياً وعقائدياً وعسكرياً وحتى تاريخياً وثقافياً، وقد مارست هذه الاستراتيجية في المنطقة دولتان وحيدتان تشابهت ظروفهما ووسائلهما هما إيران والكيان الصهيوني.

إذا كنت يا مغتصب حكم سورية، تعدُّ جلوسك على سدة الحكم في سورية شيئاً نبيلاً وهو ليس كذلك، فلماذا استخدمت الوسيلة الخسيسة (القتل والتدمير)، أم أنك معتقد أن الغاية تبرر الوسيلة كما اعتقد غيرك وكانت مزابل التاريخ مسكناً لهم ومآل.

وإذا كنتم يا أصحاب العمائم السوداء تعدون حلمكم بالهيمنة على المنطقة واستعادة الامبراطورية الكسروية من جديد حلماً نبيلاً؛ وهو ليس إلا حلماً استعمارياً محكوماً عليه بالموت، فلماذا سعيتم من أجله بالوسائل الخسيسة النجسة.

انظروا ماذا فعلتم بسورية العربية المسلمة وشعبها الكريم المقدام، إذ جلبتم إليها كل خسيس مأفون بأفكار التوسع وقتل وتدمير من تسمونهم النواصب أي أهل السنة والجماعة الذين تبلغ نسبتهم من المسلمين في سورية 80% وأكثر.

المصادر:

*غازي التوبة/ المرتكزات الديموغرافية في المشروع الإيراني من كتاب مشترك بعنوان / المشروع الإيراني في المنطقة العربية والإسلامية من 23 دار عمار/ عمان – الأردن.

*موقع البينة جزم بأن عدد السنة بلغ أكثر من 18 مليون نسمة عندما كان عدد السكان 65 مليوناً. أي ما يشكل نسبة 28% من سكان إيران.

وسوم: العدد 874