إلى الراكعين الساجدين على الأعتاب الروسية، وجلُّ مطلبهم : لحمة وخضرة ...!!

يروي بعض الناس على سبيل التمدح والإعجاب موقف عبد المطلب عندما واجه أبرهة ، وسأله عن إبله التي اجتاحها له . ويزيدون تنغما بقول عبد المطلب : أنا رب الإبل وللبيت رب يحميه . ويزينون للمسلمين اليوم أن يهتدوا بهدي ذلك ...ومن قبل برئ سيدنا إبراهيم من قومه ومن أبيه !!

وللحقيقة فلا ذلك الموقف ولا هذا القول ، مما يسنجم مع شريعة الإسلام في شيء . وذهاب البعض إلى أن عبد المطلب الذي كان يعيش في فضاء الجاهلية كان لديه كشف صوفي بأن الله سيتدخل كفاحا للدفاع عن بيته يزيد طيننا بلة ، وضغثنا إبالة ..!!

ويبدو أن بعض الناس ما يزالون يعيشون العقلية نفسها حتى اليوم ، يمجدونها ، ويدعون الناس إلى السير على نهجها ، بل ويقطعون على المسلمين طريق خلاصهم بالافتئات عليهم ، ومصادرة حقوقهم ، والادعاء أنهم وأنهم وأنهم ...

قوم يدّعون الإسلام ويراوغون في الاحتماء بالروسي ، والالتفاف برايته ، والاتكاء على عصاه ؛ في قتل المسلمين ، أو تجريدهم من دينهم .. أو مزاحمتهم على آخر أثفية يمكن أن يخبزوا عليها رغيفهم !!

والحقائق الصارخة الناطقة تصفعهم ولكن أي حيلة فيمن قلّ ...

وعندما أعلن الرئيس الروسي بوتين ووزير خارجيته لافروف ووزير دفاعه شيغو وبطرك الكنيسة المشرقية الأرثوذكسية الروسية ، حربَهم على المسلمين في سورية ، لم يكونوا دبلوماسيين أبدا ..بل كان إعلانهم في غاية الصراحة والوضوح وإذا شئت قلت في غاية الوقاحة والابتذال فقد أعلنوها حربا صليبية مباشرة مفتوحة صريحة بعنوانين جريئين : حرب ضد المسلمين وضد السنة ومن أجل حماية الأقليات وحماية المسيحيين والأرثوذكس منهم بشكل خاص . ومن لا يعجبه هذا الكلام فليعترض على قائليه ، وليس على شخصي المستضعف الضعيف ...

لم يعلن بوتين أو أحد من شركاه المذكورين أعلاه : حربا ضد الإرهاب ، بل قالوها بصراحة : ضد المسلمين ..، ولم يقولوا ضد المسلمين فقط بل ضد المسلمين السنة لمنعهم من الوصول إلى الحكم كررها مرارا بدون حياء لافروف . ومرة أخرى على الذي لا يعجبه كلامي عليه أن يعترض على قائليه فهو موثق في تصريحات رسمية سمع فيها في هذا العالم القاصي والداني ..

لم يزعموا أنهم في سورية لحماية المدنيين ، كما جرت عادة الكذابين والمدلسين والمنافقين ، بل قالوها صريحة واضحة قبيحة مباشرة : نحن في سورية لحماية الأقليات ...لحماية المسيحيين ...لحماية الأرثوذكس ..وكل ذلك موثق بحروفه وكلماته في فضاء المذكورين أعلاه ..حتى لا يقول لي مراوغ كلام صحفي من الدرجة الثالثة لا يعتد به ..

وعلى كل السوريين اليوم أن يواجهوا حقائق مصيرهم عارية مجردة بلا رتوش ولا خداع ولا تزيين ولا أباطيل ...

لأول مرة في تاريخ الدولة الروسية منذ ثورة 1917 البلشفية تبدأ روسية حربا دولية على شعب مستضعف أعزل باسم الكنيسة ، وبإذن الكنسية ، وببركة الكنيسة ..وذلك لذبح " أبناء المسلمين ، وأطفال المسلمين ، وانتهاك نساء المسلمين " يتحالف الأرثوذكسي مع الطائفي القذر للثأر من أطفال سورية ومن نسائها ، وتجند في تلك الحرب أقسى الأسلحة وأقذر الأدوات . وأقذر الأدوات ميليشيات من خمس دول معلنة : إيران وباكستان وأفغانستان والعراق ولبنان ، والأمر فيما خفي من غير المعلن أعظم ..

وأدوات قذرة من مرتزقة الفاغنر الروس ، وما خفي من أمر المرتزقة أدهي وأمر .

واللعب في المسرح السوري كله على المكشوف ، وتسقط من معطيات اللغة كل الكنايات والاستعارات وتصوروا لو أن شابا جاء إلى أب يطلب الزواج من ابنته بغير كناية ولا استعارة ولا مجاز ..وهذا الذي كان وما يزال ، ومايزال وكيل سورية بشار الأسد الذي صمت عنه الوالغون في الدم وهم يظنون أنهم يحسنون ...

بوتين وكيرل وشويغو ولافروف ..

وخمس سنوات قتل ..رجال ونساء وأطفال بلا توقف عند كم ولا كيف !!

بوتين وكيرل وشويغو ولافروف ..

وخمس سنوات تدمير.... ودمروا في سورية البيت والخيمة والمسجد والمستشفى والمدرسة والمخبز والسوق ..كل ذلك عن خطة واستراتيجية وعمد وسبق إصرار وقرار ..

بوتين وكيرل وشويغو ولافروف ..

وخمس سنوات وسورية وأجساد بنيها حقل تجارب لأقذر أنواع السلاح ..البعيد والقريب والفراغي والارتجاجي والعنقودي والمتشظي والخارق والحارق والكيماوي وما لم نسمع باسمه أعظم ..

بوتين وكيرل وشويغو ولافروف .

و.خمس سنوات وستة عشر فيتو روسي كانت هي الأخرى مظلة وغطاء للكثير من غطرسة المتغطرسين وإجرام المجرمين وتسلط المتسلطين ..!!

بوتين وكيرل وشويغو ولافروف ..

وخمس سنوات ويستمر مسلسل التصفية والتعذيب ..وكل ما جرى ويجري في سجون بشار الأسد من انتهاك لآدمية الإنسان إنما يتم بالإرادة الروسية - الأمريكية - الإيرانية الشيعية الطائفية القذرة ..ومن جادل في ذلك فمن حق أن نقول له ،لكم دينكم ولنا دين ، عشر سنوات وعالم المعتقلات عالم الانتهاك والشبح والذبح والتذويب والتمويت مرة من جوع ومرة من عطش ..وننسى وتنسون ثم تقفون بباب الروسي ترجون !!

بوتين وكيرل وشويغو ولافروف ..

وخمس سنوات ومسلسل التهجير مستمر ، وإفك خفض التصعيد متمادٍ ، ومن حلب كانت البداية ، وإلى إدلب يعود اليوم المخطط أدراجه ..وثلثا المسلمين في سورية اليوم مهجرون ، ليطيب لبشار الأسد ولبوتين ولكيرل المجتمع المتجانس ..!!

بوتين وكيرل وشويغو ولافروف ..

وخمس سنوات ...من إملاء المعاهدات المذلة المجحفة ، التي تصادر سورية الأرض ، الجغرافيا ، والاستراتيجيا ، والديموغرافيا وتحول أبناء سورية الكرام الأعزة من نسل الفاتحين إلى أقنان مستقبليين ، في عصر يزعمون أن مواثيق حقوق الإنسان قد ألغت عهود القنانة والعبيد ..وعن كل المعاهدات التي وقعها أبو رغال سورية مع الروس أتحدث ..!!

خمس سنوات ... خمس سنوات ... خمس سنوات ..

ثم تجد من يزعم ويدعي متعلقا بأذيال الثوب الكنسي لكيرل الأول يستجديه ، ليس أن يفرج عن طفل ، ولا أن يتوقف عن انتهاك بُنية أو أخت لم تجد في سورية رجالا يفتكون فتكة البراض .. تكأكؤوا على مقاعد القرار ، وظنوا أنهم...

يا هؤلاء وإنما زعموا أن شر الأربعة رجل لا يدري ولا يدري أنه لا يدري ، فلو كففتم شركم عن الناس ..

وزعموا أن كل الذي يرجونه من الروس قليلا من لحمة وخضرة !!

تأكلونه زقوما وتشربونه صابا وغسلينا إن شاء الله

اللهم اعزم لأهل الشام على الرشد وجنبهم الفتنة والمفتونين ..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 893