قضايا منوعة 904

ماذا قال شارل مالك للبنانيين عام ١٩٤٩ عن مراحل الحركة الصهيونية وأميركا والعالم العربي.

هذه العناوين مرتبطة بالإستراتيجيات الإسرائيلية وانعكاساتها على الواقعين اللبناني والعربي وتعقيداتهما ومعضلاتهما.

يبدأ مالك تقريره بعرض وصفي للأوضاع العربية فيقول:”القضية الفلسطينية هي أخطر قضية عربية على الإطلاق، ومآلها بالتالي هو مآل العالم  العربي بكامله، ونكبة  فلسطين هي صورة جلية للنكبة العربية، والضعفات التي ولدت الفشل العربي في فلسطين، هي عين الضعفات التي ولدت وتولد الإندحارات الشاملة في العالم العربي”.

يقول: “كل ما حصل حتى الآن في فلسطين وبصدد فلسطين، ليس سوى بداية، أما الخاتمة، ستكون مَحْق العالم العربي واستعماره من قبل اليهود، ومهما يكن من أمر، فالمستقبل القريب سيكون أكثر ظلامة من الحاضر وأقوى خطراً من الماضي”.

لماذا المستقبل أكثر ظلامة وأقوى خطراً؟

يقول:”دخول اسرائيل  كعضو في الأمم المتحدة، ليس عملاً تقف عنده مطامع اليهود وينتهي به خطرهم، ودولة اسرائيل بوضعها وحدودها الحالية، ليست مستقراً للقوة اليهودية الغازية، بل هي مركز تجمع لها وتربة لنموها، ونقطة لإنطلاقها وتوثبها على الإقطار العربية المتاخمة فالنائية، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.

“إنني أجزم بأن مستقبلنا هو استعمار واستعباد من قبل اليهود، ولن يحزن على استعبادنا أحد”

ماذا عن  تلك الأخطار؟

إن المرحلة التي انتهت بنشوء اسرائيل، هي توطئة للمرحلة التكميلية التالية، التي تهدف إلى استعمار واستعباد العالم العربي بالفعل، وفي هذه المرحلة سيُعمل على التأهب للتوسع في العالم العربي وتعميق الإستيلاء على مقدراته.

أين الولايات المتحدة الأميركية من ذلك؟

يجيب:”يجب تفسير مشاريع المساعدة والتنمية التي تصدر عن أميركا  بأنها ـ في الغالب-ترضيات مغرية للشعور العربي المنفعل، وتهدئة ظاهرها ينم عن عطف على العالم العربي واهتمام بتقدمه، وباطنها يربط التقدم العمراني العربي بإستتباب الدولة اليهودية، ويجعل الأول مشروطاً بالثاني”.

ما الإستراتيجيات الإسرائيلية المقبلة؟

يقول:”لقد نجح الصهيونيون، بيد أنهم لن يقنعوا بهذا النجاح الجزئي، لأن مطامحهم لن تنتهي عند الرقعة من فلسطين التي استولوا عليها، همّهم في المرحلة الثانية أن يبرهنوا أنهم هم المختارون لإنماء الشرق، وأنهم هم القوة الحقيقية فيه، وهم ممثلوا مصالحه ومقرروا إرادته، وفلسطين بكاملها لا تكفي حاجات اليهود، فإسرائيل تريد السيطرة على العالم العربي، وتريد أن تكون وريثة جميع عهوده السابقة، فكما أنه عُرف مرة، كله او جزؤه، بالعهد الروماني، أو البيزنطي، أو العربي، أو التركي، أو عهد الإنتداب، هكذا تريد الصهيونية أن يُعرف في عهده العتيد *بالعهد الإسرائيلي*، فالعالم العربي هو المدى الحيوي للصهيونية، وأقول: إذا ظل هذا هو الحال في العالم العربي (الترقيع، السطحيات، التفكك، النشوة بالماضي، السياسات المرتجلة، عدم الإصلاح الصادق)، فإنني أجزم بأن مستقبلنا هو استعمار واستعباد من قبل اليهود، ولن يحزن على استعبادنا أحد”.

هل يوجد ما هو أخطر؟

وفقا لما ورد في هذا التقرير التنبؤي، يوجد من الأخطار ما لا يمكن عدّها ولا حصرها، ومنها: “سيأتي يوم لا يُحل فيه ولا يُربط في العالم العربي شيء إلا برضى اليهود، ويكون عند ذاك أن الحكومات والنظم والأشخاص، تثبت أو تُقلب، بناء على رضى اليهود أو غضبهم، فرئيس دولة أو رئيس حكومة، ينهض أو يسقط، لأن تل أبيب ومن ورائها اليهودية العالمية المتمركزة في نيويورك وغيرها من العواصم الغربية، أرادت نهوضه أو سقوطه”.

وماذا بعد في جعبة الأيام؟

يكمل: ”سيأتي يوم ينجح فيه اليهود في إقناع الغرب وإقناع بعض سياسيينا ومفكرينا نحن، أنهم هم واسطة الإتصال بين الغرب والشرق الأدنى في الإقتصاد والعمران والثقافة والسياسة، وسيأتي يوم تصبح فيه المشاريع الإقتصادية والتعميرية والخطط الإنقاذية كافة، مستندة في أساسها إلى الإرادة اليهودية، رامية إلى *إرغام العرب على الإعتراف بإسرائيل والتعاون معها*، وستكون هذه المشاريع مركبة بشكل يؤدي في الدرجة الأولى إلى ترسيخ أركان إسرائيل وجعلها حجر الزاوية في بنيان الجهاز الإقتصادي وركن التقدم العمراني في الشرق الأدنى”.

توفيق شومان 29/10/2020

*****************************************

الدوحة - المكتب الإعلامي - 06 نوفمبر

تدين دولة قطر بأشد العبارات استمرار  الاحتلال الإسرائيلي في هدم منازل الفلسطينيين في الأراضي المحتلة وتعده نهجا بغيضا وغير قانوني يرمي إلى تهجير الفلسطينيين قسرا وتدمير مناطقهم مايشكل انتهاكا صارخا للاتفاقيات الدولية.

تشدد وزارة الخارجية على ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لحماية الشعب الفلسطيني من مخاطر التهجير القسري والتشريد الجماعي ومحاسبة الاحتلال على هذه الانتهاكات الصارخة.

وتجدد الوزارة التأكيد على موقف دولة قطر الثابت من عدالة القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق بما في ذلك إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

*****************************************

الهيئة 302: ندوة خاصة: حال الأونروا وقضية اللاجئين الفلسطينيين بعد الإنتخابات الأمريكية

عقدت الهيئة "302 للدفاع عن حقوق اللاجئين"، الأربعاء 18 نوفمبر 2020، ندوة افتراضية بعنوان "حال الأونروا وقضية اللاجئين الفلسطينيين بعد الانتخابات الأمريكية. افتتحت الندوة التي ترأسها المدير التنفيذي لـ "الهيئة 302" الأستاذ سامي حماد، بكلمة لمدير عام "الهيئة 302" علي هويدي، كانت مقدمة كإطار عام للأوضاع الحالية للأونروا والمراحل التي مرت بها ومحاولات استهدافها، وأثر ذلك على اللاجئ الفلسطيني ومستقبل "الأونروا" ككل.

ومن جانبه، نوه الدكتور حلوم، السفير الفلسطيني السابق في كل من تركيا وباكستان والبرازيل وأفغانستان والإمارات، عضو الأمانة العامة وأمين العلاقات الدولية للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج إلى أن الدور الذي يقوم به المدافعون عن وكالة "الأونروا"، يأتي من كونها " ترمز للجوء، وكون بقائها كشاهد على القضية وعن اقتلاع شعب من أرضه وتاريخه، وهي تُبقي قضية العودة حية، ووجود الوكالة يعني وجود شعب لا يزال مشرداً"

وأشار حلوم، إلى أن الدبلوماسية الفلسطينية الحالية، غير مهتمة أبدا بقضية الدفاع عن "الأونروا"، منوها إلى غياب أي توجيهات رسمية من السلطة بهذا الخصوص، وقال: "السلطة ليست في وارد إبقاء هذا الشاهد الأممي على حق العودة، بالعكس قد تكون على توافق مع إنهاء هذا الحق لتتوائم مع من تحميهم وأعني الاحتلال".

وأضاف: "هناك أكثر من 103 بعثة وسفارة فلسطينية في العالم، تستنزف سنويا أكثر من 200 مليون دولار، للعبث التفاوضي وليست لخدمة قضايا شعبنا".

وتابع: "لا ثقل للعمل الدبلوماسي طالما هو مستنزف بخطوات السلطة التي تستجدي طاولة المفاوضات من الرعاية الدولية، على الرغم من كثافة الجهود الصهيونية والأمريكية وأدواتهم في الإقليم من توجيه ضربة قاضية للوكالة عبر تجفيف منباع دعمها، مما يؤدي لحرمان شعبنا من خدماتها".

بدوره، سلط الدكتور أبراهيم فريحات أستاذ النزاعات الدولية في معهد الدوحة، وجامعة جورج تاون، الضوء على اتجاهات السياسة الأمريكية تجاه الأونروا وقضية اللاجئين الفلسطينيين، وقال: "منذ عهد الرئيس الأمريكي هاري ترومان وضغطه على القيادة الإسرائيلية من أجل إعادة 200 ألف لاجئ، إلى فترة

أوباما الذي صرح بعدم عوة اللاجئين إلى إسرائيل حسب ذكره بأن هناك تراجعا في السياسة الأمريكية الخارجية تجاه قضية اللاجئين الفلسطينيين."

واعتبر فريحات أن "الشيء الأكبر في السياسية الخارجية الأمريكية وهو غير مفاجئ في فترة ترامب عندما طرح ما يسمى بصفقة القرن وأعلن الحرب على قضية اللاجئين و"الأونروا"، وهو قطع المساعدات كأداة ضغط في موضوع اللاجئين."

ورأى أن المفهوم الأخطر من قطع المساعدات، هو "محاولة نزع الشرعية على قضية اللاجئين وعن قضية حق العودة ويتمثل ذلك في محاولات ترامب إعادة تعريف اللاجئ، بحيث نفى أن يقول أن الأجيال التي جاءت بعد اللجوء أن يتم تعريفهم كلاجئين، وبدأ الحديث يدور عن 50 ألف من الأعداد."

وأوضح فريحات، أن المرحلة القادمة في ظل إدارة بايدين، واضحة المعالم، على اعتبار أن جو بايدين الرئيس القادم كان "نائب أوباما الذي صرح بعدم عودة اللاجئين، ومن المتوقع أن يكون هناك إعادة لحجم المساعدات الأمريكية التي تقدم للأونروا ومحاولة للتعامل مع الأمر بالجوانب الإنسانية".

وأضاف فريحات: "بايدين لن يقود التغيير على مستوى القضية الفلسطينية، بل ربما قد يدعم، وهنا الدور على الفلسطينيين ما هو الدور الذي سيقوم به كي يفرضون القضية الفلسطينية على أجندة الإدارة الأمريكية هل سيكون هناك مصالحة أو إعادة التعريف ببرنامج السياسي فلسطينيا، واذا ما تواجدت الرؤية الفلسطينية بالطبع يمكن إحداث التغير".

بدوره الدكتور أسامة أبو رشيد، وفي حديثه عن محور "الأونروا" وقضية اللاجئين من منظور الديمقراطيين والجمهوريين، دعا إلى ضرورة التسليم بأن "الموقف الأمريكي تجاه القضية الفلسطينية، دائما منحاز وتواطئ دائم لصالح إٍسرائيل، ولا خلاف عليه من إدارة لإدارة، ويجب أن ندرك ذلك تماماً"

ورأى أبو رشيد، أن إدارة ترامب قد تجاوزت بدعمها لإسرائيل، من الانحياز إلى مرحلة التماهي التام مع الأجندة اليمينية الصهيونية المتطرفة وأصبحت إدارته " قناة لتمرير سياسيات هذا اليمين المتطرف"

واعتبر أن القيادة الفلسطينية ألغت قدرتها في إدارة الصراع، حين انطلقت من "مقاربة خاطئة في التعامل مع الإدارة الأمريكية، حين إرسال رسائل لإدارة الأمريكية (إدارة بايدن) بإعادتها للتنسيق الأمني كبادرة حسن نية منها، على الرغم أن الإدارات الأمريكية منحازة للاحتلال، فالولايات الأمريكية هي خصم سياسي لحقوقنا وليست وسيطا".

وأوضح أبو ارشيد، أن "ما سنشهده في عهد بادين هو عودة إلى مربع التواطؤ والانحياز، ولا يوجد تغير من حيث الانحياز بل من حيث التماهي."

وأشار أبو ارشيد إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية، كانت إحدى الدول الممكنة لإنشاء وكالة "الأونروا"، وذلك في "محاولة لإدارة الصراع بمعنى أن لا ينفجر ولا يتصاعد، ومعنية في وجود حالة من التهدئة لملف اللجوء الفلسطيني، لأنه في ظل غياب كافة الخدمات سينفجر هذا الملف في المنطقة".

واختتم مشاركته، بتوجيه دعوة إلى ضرورة إعادة الشعب الفلسطيني لتعريف واقعه، "نحن كشعب فلسطيني لدينا كفاءات نستطيع بكفاءتنا أن نوضع برنامجا وطنيا لقضيتنا، ولدينا أفق واسع، والمشروع الصهيوني لم يكن يوما مشروعا داخليا في الأرض المحتلة، كان خارجيا ودعمه للآن خارجيا".

وطالب بضرورة تفعيل وتوظيف هذه الكفاءات "لإعادة مشروعنا الوطني، وبأن الذي يلغي "الأونروا" عمليا لا إسرائيل أو إدارة ترامب بل عجزنا نحن".

الهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين

بيروت في 19/11/2020

*****************************************

الضربات الإسرائيلية في سورية خلال 2020

وثق "مركز جسور للدراسات" 24 غارة جوية نفّذتها إسرائيل على مواقع تابعة للنظام السوري وإيران خلال عام 2020، كان آخرها في 18 تشرين الثاني/ نوفمبر، والتي استهدفت كتيبة دفاع جوي ومواقع عسكرية للحرس الثوري في ريف دمشق.

ولم تعترف إسرائيل سوى بـ 4 ضربات، والتزمت الصمت في العمليات الأخرى، ويندرج ذلك في سياق التكتم الذي اتبعته منذ عام 2013، في ظل صعوبة وضع حد فاصل بين التصعيد غير المرغوب والوقاية المطلوبة.

واعتمد سلاح الجو الإسرائيلي خلال تنفيذ العمليات داخل سورية على طائرات F16 ومروحيات الأباتشي، والطائرات المسيّرة.

ويُلاحظ تركيز إسرائيل على استهداف المنشآت العسكرية مثل مطار T، ومستودعات التسليح والتصنيع والتذخير، وعربات القتال، وبطاريات الدفاع الجوي، ومباني القيادة، والعربات التي تحتوي على قادة بارزين، مثل العملية التي نفّذتها منتصف نيسان/ أبريل بالقرب من معبر جديدة يابوس عند الحدود السورية – اللبنانية.

وشملت الضربات الجوية مواقع في 8 محافظات وهي: القنيطرة، ودرعا، ودمشق، وريف دمشق، ودير الزور، وحمص، وحماة، وحلب.

ويبدو من الخسائر، التي اعترف النظام السوري بمعظمها، أنّ الضربات تحقق الأهداف المرتبطة بها، أي إلحاق الضرر بالمنشآت العسكرية والأفراد؛ في إطار استراتيجية إسرائيل القائمة على منع إيران من تحويل سورية إلى قاعدة متقدمة على الجبهة الشمالية، إضافة إلى تدمير البنية التحتية للقطاع العسكري في سورية.

وسوم: العدد 904