المفوضية الوطنية للانتخابات

إجابة على سؤال: ماذا لو أن بشار لم يترشح للرئاسة بفعل ضغط دولي واتفاق روسي تركي وحتى لو لم توافق إيران؟

هل سوف نكون عاجزين عن الدخول في الانتخابات القادمة وبالتالي كيف يمكن أن نرتب وندرب ونجهز لهذه الانتخابات انطلاقاً من المبدأ المتفق عليه

(إما الكل أو لا شيء) وبالتالي لا بد من تطبيق القرار الدولي واستخدام سلة الانتخابات.

وبالتالي ومنذ سنتين دأبت هيئة التفاوض والتي كانت تجتمع في الرياض على الترتيب لهذا الملف ولكن وعندما توقفت هذه الهيئة وفشلت قام بعض أعضاء الائتلاف بالمتابعة بالملف استعداداً لأي طارئ دولي ربما يفرض حالة تقتضي المشاركة الفاعلة، هذا إذا أخذنا الموضوع بحسن نية وهو أن دور هذه المفوضية التدريب السياسي في المحرر وفِي مناطق الشتات على الانتخابات، ويعتقد أغلبية الشارع الثوري وكثير من المثقفين وحتى أصدقاء الائتلاف وذلك من خلال طريقة صياغة بيان الإعلان عن المفوضية والذي كان بشكل غامض ولم يشر فيه الى عبارة (بعد رحيل الأسد)

ويلاحظ أنه هناك ارتباك في الائتلاف وفوضى واختلافات ربما تبدو قريباً على السطح، فالبيان الذي أطلقه د نصر الحريري بإنشاء مفوضية الانتخابات ورغم أهميته واستراتيجيته يبدو انه لم يطلع عليه الهيئة العامة ولا حتى المكتب السياسي وإنما كان على مستوى مجموعة صغيرة، وهذا يبدوا واضحاً وجلياً عند دخولك على صفحات أعضاء الائتلاف.

وقال مصدر مطّلع في الائتلاف الوطني إنّ قرار تشكيل مفوضية وطنية للانتخابات في سورية جاء بشكل فردي خلال اجتماع ضمّ كلّا من رئيس الائتلاف الوطني نصر الحريري وأمين سرّ الهيئة السياسيّة رياض الحسن إضافة لممثّل الحراك الثوري في الحسكة ياسر الفرحان وممثّل محافظة حمص عبد الإله الفهد. ولكن الفهد نفى ذلك على تويتر وقال إنه علم بالخبر من الصفحات الأخرى، وأكّد المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته في تصريحات خاصة لـ “قاسيون” ، أنّ القرار جاء بعد إقناع المجموعة لنصر الحريري لخوض الانتخابات الرئاسيّة القادمة كمنافس لبشّار الأسد ، معتمدين على أصوات السوريين في الشمال السوري المحرّر ودول اللجوء ، .

وكان الائتلاف الوطني أعلن ( بشكل تسريبي) وليس بشكل نظامي أول الأمس عن تشكيل مفوضية وطنية للانتخابات في خطوة رأى فيها الكثير من المراقبين بأنها مستغربة ، ولا يفهم منها سوى أن الائتلاف ينوي خوض الانتخابات الرئاسية في العام القادم أمام بشار الأسد، عبر رئيسه نصر الحريري، كما اعتبروا بأن تشكيل هذه المفوضية يتعارض مع صلاحيات الائتلاف، ويتناقض مع مقررات مؤتمر جنيف1 التي تدعو إلى تشكيل هيئة حكم انتقالي في سوريا تقود الحل السياسي في البلد بدون وجود بشار الأسد على رأس السلطة .

وعلى مستوى وسائل التواصل الاجتماعي، لاقى قرار الائتلاف تشكيل مفوضية للانتخابات هجوما واسعا وانتقادات كبيرة، وصلت إلى حد المطالبة بنزع الشرعية عنه كممثل للثورة السورية، وهو ما دفع الائتلاف لاحقا لإصدار بيان يوضح فيه هدفه من تشكيل هذه المفوضية، والتي قال بأنها محاولة لتعبئة الشعب السوري وتنظيمه فقط لا غير، وأنه لا يزال يعتبر “أي الائتلاف” أن سـقوط بشار الأسد أولية قبل أي عــملية سياسية في سوريا.

أعتقد أنها جس نبض من بعض أعضاء الائتلاف ليروا مدى تأثير الشارع، لعمل يطبخ منذ سنتين تقريباً وقد أشير وأعلن عن التخطيط له منذ أشهر في فرنسا ولكن الخبر مر مروراً عابراً.

بالتأكيد ومن الضروري سيقوم الائتلاف بتدارك الخطأ الفادح واستدراك الأمر ومفروض أن يكون بمؤتمر صحفي رسمي لتهدئة الزوبعة الشعبية والتي قد يستغلها النظام السوري فيوسع الهوة ويزيد الشقة وهذا ما حصل من عشرات المقالات المنشورة في المجموعات.

وسوم: العدد 904