الحرب على العلماء العرب...وليس الحرب على الإرهاب

بالأمس  أغتيل عالم نووي ايراني هو  محسن  فخري زاده ، هذا  العالم الذي اقاموا الدنيا ولم يقعدوها عليه  لا يشكل سوى نقطة في بحر العلماء العرب الذين تم تصفيتهم بيد آثمة مشتركة بين الأمريكان والإيرانيين والصهاينة  وعملائهم الخونة  حافظ اسد والمجرم وريثه 

أعزائي  القراء ..

معظم الجوائز في الفيزياء كانت من نصيب الأمريكيين والأوروبيين  إلا في حالات استثنائية منحت للصين والهند والإتحاد السوفيتي السابق, وإن دل هذا على شيء  فإنما يدل على إهتمام الغرب بالأبحاث وصرف الأموال اللازمة  لها، بينما يسلك حكامنا العرب إتجاهاً معاكساً لصرف الأموال بفتح معتقلات سياسية جديدة ومحارق  بشرية  وتطوير صناعة نوع من الصمغ الممتاز  "كريزي  غلو " لتثبيت مؤاخراتهم على كراسي الحكم .

ومع ذلك وبالرغم من المعوقات فإن العرب وبجهودهم  الشخصيه ملكوا طاقة علمية رائعة ولكنها مجمدة أو ملاحقة .والمأساة الأكبر كانت لعلمائنا العراقيين والسوريين والمصريين . 

ففي سورية تم تصفية مئات العلماء في أقبية  المخابرات والآف منهم آثروا الهجرة  لخارج الوطن للحفاظ على حياتهم وحياة عوائلهم.

إن ما تسميه امريكا وإسرائيل  واتباعهما بالحرب على الإرهاب ماهو إلا الغطاء السحري الجذاب الذي يخفي وراءه محاربة الشعوب لمنعها من الحصول على حريتها..وتدمير اقتصاد اوطانها والإستحواذ على قرارها السياسي والعلمي  بدعمهم لحكام اصحاب طبيعه ديكتاتوريه اجرامية تم اختيارهم  بمواصفات خاصه تمتاز بتدمير الإنسان  والأوطان معاً , وأهم تدمير قامت به الولايات المتحده اثناء احتلالها للعراق كان ملاحقة علماء العراق لتصفيتهم  اولاً ..اما تصفية علماء سوريا فقد تكفل بهم النظام الطائفي إما بالاعتقال ثم القتل بالتعذيب او بالتهجير.

أعود  للعراق لأقول إن أهم أسباب  الحرب الصليبية الفارسية على العراق كان من اجل تدمير العلماء وتصفيتهم جسدياً,وقد شارك في هذه التصفيه شلة عراقية طائفية ماجورة لملالي طهران  وموساد إسرائيل والولايات المتحدة 

وقد رصدتُ بالأسماء  اكثر من الف عالم عراقي تم تصفيتهم وقلة منهم تمكنت من الهجرة  وتعمل في ظروف بائسه.

والأسماء التاليه هي لبعض العلماء العراقيين الذين تم قتلهم في عهد الاحتلال الأمريكي وبروز العصابات الطائفية المساندة للإحتلال:

 أ.د. عماد سرسم  : زميل كلية الجراحين الملكية،جراح مشهور وعالم

 أ.د. مجيد حسين علي  : دكتوراه فيزياء،جامعة بغداد

 أ.د.. علي عبد الحسين كامل :  دكتوراه فيزياء،جامعة بغداد

 أ.د. اسعد سالم شريدي دكتوراه هندسة،جامعة البصرة

  أ.د. مروان مظهر الهيتي دكتوراه هندسة كيميائية،جامعة بغداد

  أ.د. ليلى عبد الله السعد دكتوراه قانون،جامعة الموصل

  أ.د. منير الخيرو دكتوراه قانون،جامعة الموصل

  أ.د. محمد عبد المنعم الارميلي دكتوراه كيمياء،عالم متميز

  أ.د.طالب إبراهيم الظاهر دكتوراه فيزياء،جامعة ديالى

  د.محمد تقي حسين الطالقاني دكتوراه فيزياء نووية

  د.محيي حسين دكتوراه هندسة ديناميكية الهواء

  د.مهند عباس خضير الدليمي دكتوراه هندسة ميكانيكية،الجامعة التكنولوجية

  أ.د.خالد شريدة دكتوراه هندسة،جامعة البصرة

  أ.د.عبد الله الفضل دكتوراه كيمياء،جامعة البصرة

  أ.د.محمد فلاح الدليمي دكتوراه فيزياء،الجامعة المستنصرية

   أ.د.باسل الكرخي دكتوراه كيمياء, جامعة بغداد

  د.وسام الهاشمي رئيس جمعية الجيولوجيين العراقية

  د.عصام سعيد عبد الحليم خبير جيولوجي في وزارة الإسكان

  د.مروان رشيد مساعد عميد كلية الهندسة،جامعة بغداد

  د. أمير إبراهيم حمزة مدرس مساعد في معهد بحوث السرطان،هيئة  المعاهد الفنية.

  هذا غيض من فيض ولو استرسلت لاحتجت لمئات الصفحات كي اعدد اسماء الشهداء من العلماء والمهجرين منهم . 

 أرى من المفيد تسليط الضوء على حياة بعض علمائنا واسلوب تصفيتهم

الدكتور يحيى المشد :عالم ذرة مصري وأستاذ جامعي، درّسَ في العراق في الجامعة  التكنولوجية قسم الهندسة الكهربائية شهد له طلابه وكل من عرفه بالأخلاق والذكاء والعلمية

ولد يحيى المشد في مصر في بنها عام  ١٩٣٢، تخرج من قسم الكهرباء في جامعة الإسكندرية عام  ١٩٥٢، تخرج عام  ١٩٦٣ بدرجة الدكتوراه في هندسة المفاعلات النووية من الاتحاد السوفيتي حيث حصل على بعثة دراسية عام  ١٩٥٦.عند عودته إنضم الى هيئة الطاقة النووية المصرية حيث كان يقوم بعمل الإبحاث، أنتقل الى النرويج بين عامي  ١٩٦٣  و١٩٦٤، ثم عاد بعدها كأستاذ مساعد بكلية الهندسة بجامعة الإسكندرية وما لبث أن تمت ترقيته الى "أستاذ"، حيث قام بالإشراف على الكثير من الرسائل الجامعية و نشر أكثر من خمسين بحثاً علمياً .

بعد حرب عام  ١٩٦٧تم تجميد البرنامج النووي المصري، مما أدى الى إيقاف الأبحاث في المجال النووي، وأصبح الوضع أصعب بالنسبة له بعد حرب تثبيت الحكام ١٩٧٣حيث تم تحويل الطاقات المصرية الى إتجاهات أخرى.

كان لتوقيع الرئيس الشهيد صدام حسين في تشرين الثاني ١٩٧٥ إتفاقية التعاون النووي مع فرنسا هذا المشروع  جذب بعض العلماء المصريين الى العراق حيث أنتقل الدكتور يحيى المشد للعمل في المجال النووي العراقي . قام برفض بعض شحنات اليورانيوم الفرنسية حيث إعتبرها مخالفة للمواصفات، أصرت بعدها فرنسا على حضوره شخصياً الى فرنسا لتنسيق إستلام اليورانيوم.أغتيل في  ١٣حزيران / يونيو عام ١٩٨٠,في حجرة رقم  ٩٤١ بفندق الميريديان بباريس و ذلك بتهشيم جمجمته، قيدت السلطات الفرنسية القضية ضد مجهول.

تم إتهامه بأنه كان مع مومس فرنسية وأن مقتله كان على خلفية هذا الموضوع، إلا أن ماري كلود ماجال المومس(الشهيرة بماري اكسبريس) - انكرت الرواية الرسمية، بل أنها ذكرت أنه رفض مجرد الحديث معها، تم تجاهل قصة المومس مع أنها كانت شاهد رئيسي ووحيد في قضية مقتله  وتم إغتيالها بعد فترة.ويؤكد الكثير من زملائه أن الموساد كان وراء عملية الاغتيال.وبشكل عام تجاهلت معظم وسائل الإعلام العربية الرسمية نبأ مقتله وبعضها ذكرته بصورة سريعة.

العالم سعيد السيد بدير:

قتل العالم المصري سعيد السيد بدير نجل الفنان المصري الراحل سيد بدير وكان قد تخرج في الكلية الفنية العسكرية وعين ضابطاً في القوات المسلحة المصرية حتى وصل إلى رتبة مقدم وأحيل إلى التقاعد برتبة عقيد بناءاً على طلبه بعد أن حصل على درجة الدكتوراه من إنجلترا ثم عمل في أبحاث الأقمار الصناعية في جامعة لايزبيغ وتعاقد معها لأجراء أبحاثه طوال عامين وهناك توصل المهندس الشاب إلى نتائج مذهلة وقد نشرت أبحاثه في جميع دول العالم حتى أتفق معه باحثان أمريكيان في تشرين الاول / واكتوبر عام  ١٩٨٨لأجراء أبحاث معهما عقب انتهاء تعاقده مع الجامعة الألمانية وهنا اغتاظ باحثو الجامعة الألمانية وبدأوا بالتحرش به ومضايقته حتى يلغي فكرة التعاقد مع الأمريكيين .وذكرت زوجته إنها وزوجها وابنائهما كانوا يكتشفون أثناء وجودهم في ألمانيا عبث في أثاث مسكنهم وسرقة كتب زوجها،ونتيجة لشعورهم بالقلق قررت الأسرة العودة إلى مصر على أن يعود الزوج إلى ألمانيا لاستكمال فترة تعاقده ثم عاد إلى القاهرة في ٨ حزيران / يونيو عام  ١٩٨٨ وقرر السفر إلى أحد أشقائه في الإسكندرية لاستكمال أبحاثه فيها حيث عثر عليه جثة  هامدة وأكدت زوجته أن إحدى الجهات المخابراتية كانت وراء اغتيال زوجها وتؤكد المعلومات أن العالم سعيد بدير توصل من خلال أبحاثه إلى نتائج متقدمة جعلته يحتل المرتبة الثالثة على مستوى ١٣ عالماً فقط في حقل تخصصه النادر في الهندسة التكنولوجية الخاصة بالصواريخ

اسماء لعلماء آخرين.

د. سميرة موسى  مصريه… تلقت دعوة لزيارة واشنطن فقتلت هناك

د. مصطفى مشرفة مصري...مات  مسموماً

د. سلوى حبيب مصرية.. قتلت مذبوحة

د. جمال حمدان مصري...  مات محترقاً

 ولإستكمال البحث اضيفوا لعلمائنا ايضا ١٣ خبيراً عسكرياً مصرياً تخصصوا بالحرب الالكترونية  ، اسقطت طائرتهم فوق مدينة نيويورك بالرحله الشهيره رقم ٩٩٠ والتي تناولت قصتها  بالتفصيل في مقالة سابقة وكان الناجي الوحيد هو اللواء السيسي الذي كان يتدرب في واشنطن على دروس في المخابرات حيث كان الوحيد الذي  لم يستقل الطائره المنكوبه مع زملائه واحتفظ به ليوم معلوم ومقرر فكان انقلابه المدروس على إدارة  الرئيس المرحوم الدكتور مرسي .

أعزائي القراء..

مشكلتنا أن علماءنا وضعوا بين نارين... نار الأعداء من خارج أمتنا ونار الداخل من حكام مأجورين هم أشد فتكاً وإجراماً من أعداء  الخارج.

بقي كلمة اخيرة :

مدير الاستخبارات الامريكية السابق (سي اي ايه) صرح بأن اغتيال العالم الايراني منذ أيام هي جريمة ، ونسي هذا المدير انه كان على رأس المخطط لتصفية الالاف من العلماء العراقيين مع شركائه حكام اسرائيل الشرقية .

هذا التصريح  يكشف جزءاً  من المؤامرة المفضوحة على شعوب امتنا العربية .

وسوم: العدد 905