لماذا دعمت اوربا حزب العمال الكردستاني؟

تصنف دول اوربا حزب العمال الكردي المسلح بانه حركة ارهابية ومع ذلك فانها تقدم له الدعم المالي والاعلامي والايواء وحتى عبر البرلمان الاوربي وخاصة هولاندا وبلجيكا والدانمارك والسويد وفرنسا وحتى المانيا

لماذا والنمسا؟

اتضح الجواب هذه الايام

إذ كانت حركة فتح غولان داخل الجيش التركي تسرب اخبار المداهمات قبل وصول القوات الامنية الى عناصر حزب العمال الارهابي، وكانت اعمال التصدي لهم فاشلة خلال اكثر من ٣٠ سنة،

بل إنه كثيرا ما عثرت معهم القوات الحكومية على اسلحة وذخائر ثبت ان مصدرها مخازن الجيش التركي نفسه!

لكن الامر تغير بعد دحر الانقلاب الفاشل عام 2016 وبعد الاتفاق بين حزب العدالة وحزب الحركة القومية

لقد نجحت العمليات العسكرية بعد 2016 بانهاء تهديد الارهاب المسلح

ونجحت باقناع الكثير من الاكراد بالابتعاد عن البي كا كا

بل نجحت باستمالة مئات المسلحين للعودة الى اهليهم

ونجحت في تطوير المنطقة بعد اعتقال عدد كبير من رؤساء البلديات الذين ثبت انهم اعضاء في البي كاكا ..

وتحول شرق وجنوب تركيا الى ورشة عمل

وانتهت مشاريع المطارات وخاصة في شرناق وباتمان بعد مئات الهجمات المسلحة على مشاريع التنمية في تلك المنطقة التي تربط تركيا بالعالم الاسلامي الواقع خلف حدودها الشرقية

بل كشفت المعارك في اذربيجان وجود معسكرات لعصابات البي كا كا في ناغورني كاراباخ عندما كانت تحت السيطرة الارمنية!

حيث تم تنظيف المنطقة، وهكذا اتيحت الفرصة لانطلاق القطار التجاري من اسطنبول إلى الباكستان وصولا إلى إسلام أباد ..ومن يدري فربما يصل لاحقا إلى كابول وربما إلى طاجيكستان وتركمانستان واوزبكستان.

لقد أتاح القضاء على البي كا كا فتح التبادل التجاري بين شعوب إسلامية يقارب عددها 400 مليون إنسان وبعيدا عن أساطيل أوربا وامريكا وبعيدا عن قناة السويس وباب المندب وبحر العرب، إذ لا يمكن فرض الحصار التجاري على هذا الخط التجاري لانه خط داخلي

لقد كان الدعم العسكري والمالي الأوربي والأمريكي لإبقاء حالة عدم الاستقرار في جنوب شرق تركيا ضرورة اقتصادية واستراتيجية للغرب

وقد ظهرت اثارها واضحة الآن عبر الصراخ الفرنسي وهرولة وزير خارجيتها الى أرمينيا في محاولة يائسة لاقناع حكومتها بالعدول عن اتفاقية السلام مع أذربيجان.

وسيبقى الصراع مفتوحا ... لكنه اكثر صعوبة على القوى الغربية وأذنابها الإقليميين.

وسوم: العدد 911