أصبحنا ... بين كوفيد 19 - والقصف الصهيوني - وأبو عدس بومبيو

أصبحنا ..

وفيروس كوفيد 19 يحاصرنا فيمن يحاصر من أهل الأرض . وأتلو ( يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فَانفُذُوا ...) وأتساءل هل يحاصر كورونا الجن شركاءنا في التكليف ، كما يحاصرنا ..؟؟؟ وأعود إلى أخبار العدو غير المرئي ، والقاتل الرهيب ، وأخبار طفراته ، وتقارير العلماء والمختبرات عنه ، والحديث عن انتشاره ولقاحاته وعجز الأقوياء عن الإحاطة به  ..

وأعود إلى كوفيد 19 ، وما فرضه على البشر من وحدة وعزلة وترقب وخوف ووحشة ثم أنظر إلى ما يفعله الإنسان بأخيه الإنسان ...!!!

أصبحنا ...

والطيران الصهيوني يغدو علينا ويروح بين  القنيطرة ودير الزور . دير الزور معقل المروءات العربية  الأبية ، التي تكاثرت عليها خناجر الغادرين والطامعين والخائنين ...نتابع عمليات القصف ، وقد جعل بشار الأسد وحلفاؤه الإيراني والروسي من الجغرافيا السورية مرتعا للصهيوني ...!!

يقول لي متفذلك مدع متنطع : أرأيت لقد أضعفت ثورتكم سورية عن الامتناع والدفاع .. ومتى امتنع بشار الأسد من صفعة ؟؟؟ ومتى رد الولي الفقيه على لكمة ؟؟؟ وإنما هي أحابيل وأساطير وما نحن فيه لا يخفى إلا على صم بكم لا يعقلون .." إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله .

أصبحنا ...

وأصبح بومبيو يحدثنا عن " أبو عدس " متعدد الجنسيات ...

 كان " أبو عدس " الأول أسديا ، فجاءت حكايته مكشوفة عارية ، قصيرة الحبال ، ثم طوروا نسخته فكان أمريكيا روسيا صهيونيا صفويا .

وجاءت الطبعة الأخيرة من " أبو عدس" تحت عنوانين مثل " البيبسي كولا " و " الكوكا كولا " ودائما الخيار الديمقراطي بين السلع يبقى حاضرا ..

ما كشفه بومبيو عن علاقة إيران بمشروع " أبو عدس " ليس معلومات جديدة بالنسبة إليه ، ولا بالنسبة إلينا . هذه معلومات مخزنة منذ حملت بأبي عدس - الرمز  وليس الإنسان المظلوم - أمه سفاحا في سجون الطغاة والمجرمين صلاح نصر وشمس بدران وحافظ وبشار الأسد ..

حكاية بومبيو وزير خارجية الدولة العظمى ، الذي رفضت أكثر من دولة أوربية بالأمس استقباله ، عن أبي عدس هي حكاية من أرشيف عمره نصف قرن . كنت طالبا في جامعة القاهرة حين قتل أبو عدس الشيخ الذهبي صاحب التفسير والمفسرين ...وإن استمر مرير الجهل فينا ستكون لأبي عدس طفرات ، لا تحيط بها ربما المختبرات ، وسوف تعلمون ..

حكاية أبو عدس هي نفسها حكاية ميشيل سماحة ، هي نفسها حكاية الدولة التي سكت العملة !! نتذكر أن المسلمين لم يسكوا العملة إلا في عهد عبد الملك أو ابنه الوليد !! نحن نعلم وهم يعلمون، وتبقى الحقيقة التي ترطم جباهنا في كل مرة ولا نستفيق : أن المعرفة شيء والاستفادة منها شيء آخر .

وكم من معلومة أريقت كما دراهم المجانين ...

أصبحنا ...

وأصبح الملك لله ...

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 911