حط الحق على الإسلام والإخوان !!

وصلني هذا الصباح مقالان .. عن دور الإخوان المسلمين في الربيع العربي .. وأنا رجل من الناس، أستطيع أن أضع دور الإخوان المسلمين في الميزان، وأتلمس أين أصابوا وأين أخطؤوا ، وأستطيع أن أميز أيضا بين خطأين ، خطأٌ خطأٌ، لا يخلو منه فرد ولا جماعة من الناس، وخطأ خطيئة ينبني عليه إدانة يجب أن يتوقف عندها كل الناس.

ومن أجمل ما تعلمت مما قرأت كلمة من عباس محمود العقاد، رحم الله العقاد؛ يقول فيها : إن الأخطاء الكبرى في تاريخ الأمم ، ليست مثل خطأ طالب في ورقة الامتحان ، تخفضه درجة أو عدة درجات. وبعض الناس في تاريخ هذه الثورة ما زالوا متلبسين بالخطأ منذ عشر سنين. ولا يعتبرون !!

أعود بكم إلى المقالين، الأول من مصر ، وعن ربيعها ، وثورة يناير ؛ كما يسميها المصريون ، يبكي الرجل الثورة ، ويحتفي صاحبه بنحو ألف كلمة في تقرير ...أن سبب اندحار الثورة المصرية ، وسقوط مشروعها ؛ هو تقدم الإخوان المصريين لقيادتها، وركوبهم المركب الديمقراطي، ويرى صاحبنا أن صندوق الاقتراع حق للجميع ، ولا يجوز ان يكون للإخوان المسلمين فيه سهم ولا نصيب. إلا إذا قرروا أن ينتخبوا قبطيا فتضرب بهم الأمثال على روحهم الوطنية ، في كلام متألق متوهج في الدفاع عن المثل فوق الدينية التي يبشر بها الكثيرون ..!!

المقال الثاني من كاتب يكتب عن ربيع سورية ولا يطيل، ويقرر ، عكس ما قرر الأول ، فيرى أن سبب ضياع ربيع سورية ، هو أن الإخوان المسلمين فيها نكصوا عن قيادة الثورة، واكتفوا بمقاعد الغفارة ، حيث تعلمون ...

بعد قراءة المقالين عرفت أننا في عصر " حط الحق على الإسلام والإخوان المسلمين"

أحد المتابعين النابهين على إحدى الصفحات : تساءل ما السر الذي يجعل بعض الناس يعيدون تدوير بعض المقالات على خلفية، أستحيي هنا أن أشير إليها ، ولم يتلق الجواب الصحيح . والجواب أن بعض الناس يحبون أن تدق عباءتهم بعباءة من تدق عباءته بعباءة معالي وزير ، أو سعادة سفير!!

بعض الناس يظل يتحفنا بأخبار وتقارير من وراء الكواليس في واشنطن - لندن - باريس- موسكو- بكين- طوكيو - بيروت - الضاحية - طهران - حاضرة الفاتيكان- ودمشق أيضا ..

في علم الهندسة كان المثمن آخر ما وقفنا عنده من كثيرات الأضلاع ، وأنا أعلم ان سلسلة العدد مفتوحة على المزيد.

من علم الأحياء كان عندنا دويبة سامة في حلب من كثيرات الأرجل نسميها : أم أربع وأربعين ؛ لا بد أن ذكرها هو أربع وأربعين ، والعجب أن الناس يستقبلون المعلومات ولا يتساءلون : من أين ؟ وكيف ؟

في ذكرياتي من حلب الجميلة انه في أيام الخمسينات والستينات ، كان الرجل إذا خرج من حيه في بانقوسا - وكنت اسمع بعض المشايخ في جامع بانقوسا يقولون : في آخر الزمان الحمد لله على دين الإسلام وسكنى بانقوسا. كان الرجل إذا خرج من بانقوسا كان طبيبه موريس كوسا ، أو أنضونيان ، ومستشفاه الكلمة أو فريشو ، وخياطه ادوارد ، ومصلح سيارته أرتين ، ومطعمه المفضل آكوب الذي في بستان كل آب وليس بستان كلاب ..

وما زال الحال من الحال والله المستعان ، نسيت أن أذكر خبر المرجعيات الوطنية والعالمية شديدة القداسة التي طلبت من بايدن أن يرفع العقوبات عن بشار الأسد ... أن يرفع العقوبات عن بشار الأسد - انتبهوا - وليس أن يجعل في أولويته إطلاق سراح المعتقلات والمعتقلين في سجون الظالمين !!

وعلى ابني الخالة يحيى وعيسى السلام ، حين تتابعا على تسمية الأنبياء الكذبة : أبناء الأفاعي ...

كل الشروح الكنسية لم تقنعني أن المسيح عليه السلام ، أجاب المرأة الكنعانية : كيف ألقي خبز البنين للكلاب ؟! ولكن الذين ما زالوا يتسترون على خرق هذا القول ؛ ما زالوا به يعملون !!!

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 913