سياسة اوباما و الفوضى العارمة بالمنطقة العربية

اعزائي القراء ..

في عام ٢٠٠٨ تقريبا كانت اللوبيات المتنفذة  بالتاثير على نتائج الانتخابات الامريكية يبحثون عن رئيس من نوع خاص ليستلم مقاليد  البيت الابيض في عام ٢٠٠٩ حيث كانت ثورات الربيع العربي على الابواب .

المهمة كانت شاقة فلم يكن همهم اختيار رئيس معاد لطموحات الشعوب العربية ، فهذا تحصيل حاصل .

فجميع رؤساء الولايات المتحدة مشتركون في هذه المهمة ، بل كانت اللوبيات طامحة برئيس يزيد عن الاخرين بحقده على الشعوب  العربية وتودده تجاه الايرانيين ومساعدة الملالي  على بسط نفوذهم في البلاد العربية لتدميرها .

فوجدوا  ضالتهم بباراك اوباما ، لقد اخفى اوباما اراءه الحاقدة خلف لونه تجاه العرب . فكان الرئيس المنتظر  .

فمنحوه على الفور جائزة نوبل للسلام ولما يدفأ كرسي الرئاسة تحت مقعده.!

فهل تم منحه منصب الرئاسة  لثقة المتنفذين في سلوكه ووعده لهم باتباع المطلوب منه ؟

وهل منح جائزة نوبل للسلام كعربون من اللوبيات لتشجيعه على المضي بهذه السياسة دون تردد ؟

الاجابة بالمطلق : نعم 

فلقد عبر عن سوء سلوكه بمواقفه حيال الأزمة السورية ، وعبر عن سوء سلوكه حيال  العراق فتركه لقمة سائغة لعبث الإيرانيين وأذنابهم من الجماعات الطائفية، وراهن على نظام الملالي في طهران ودعمه لجماعات الفوضى والتخريب في العالم العربي واستماتته لإبرام الصفقة النووية مع طهران، دون ضمانات لإخراج الأخيرة من عزلتها الخانقة كل هذا كان امراً مثيراً للاستغراب والدهشة من دول عديدة .

 فلقد كشف أوباما في أكثر من مناسبة عن أنه من أكثر المعجبين بإيران وسياسات طهران وذكاء الإيرانيين وتمتعهم بالنظرة البعيدة والحكمة وعدم التهور" عدم التهور"!!!  (راجع تصريحه لمجلة "فيوز بلومبيرج" في( ٤/٣/٢٠١٤) . 

قال البعض في أسباب هذا الارتماء الأوبامي في أحضان الملالي ، إن الرجل خاضع لسيطرة رموز اللوبي الإيراني في واشنطن ممن تمكنوا من اختراق البيت الأبيض والوصول إلى مناصب وظيفية عليا حيث كان وزير خارجيته السيد كيري  اباً لابنة وحيدة تزوجت طبيباً ايرانياً يعمل في الولايات المتحدة على علاقة مع الملالي وكان كيري على علاقة حميمة مع زوج ابنته . 

وقال البعض الآخر إنه نتيجة لتأثر الرجل بالمذهب الشيعي المتطرف عن طريق والده الكيني الذي قضى شطرا من حياته في مجتمعات شرق إفريقيا ذات الأعداد المعتبرة من الهنود الشيعة. 

وقال فريق ثالث إن السبب يعود إلى حقد أوباما على عرب الخليج بسبب قضية الرق الغابرة. وبغض النظر عن مدى صحة هذه الأقاويل من عدمها، فإن الرجل فعل لملالي إيران خلال الأعوام الثمانية من رئاسته ما لم يفعله أي من أسلافه.

ولعل أفضل ما سيحقق له رغباته الدفينة هذه بعد انتهاء ولايته هو استغلال شهرته ومكانته المتأتية من عمله الطويل رئيسا لأكبر دولة في العالم في العمل كمحام للشيطان الإيراني، يزين أفعاله، ويدافع عنه أمام الرأي العام العالمي ووسائل الإعلام، ويحشد له طاقات منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الحقوقية الأمريكية والغربية التي يعرفها جيدا وله دلالة عليها.

جملة القول إن أوباما عرض خدماته في سوق النخاسة الايرانية ، وإن الإيرانيين تسارعوا واشتروا تلك الخدمات كي يضمنوا استمراره في أداء دوره التخريبي المفضوح ضد عرب الشام والعراق  والخليج معاً ، لكن هذه المرة من خارج أسوار البيت الأبيض. وعليه يمكن القول إن وجود أوباما خارج البيت الأبيض الذي لطخه سواداً بسياساته التآمرية  حتى على الولايات المتحدة نفسها أخطر أو مواز لخطورة وجوده في داخله. وهذا ما نخشاه من سياسة بايدن الذي كان نائبا له . فهل سياسة بايدن مع ملالي طهران مجرد مناورات . ام انها محاولات  جادة لتصحيح  جريمة اوباما الكبرى والتي ادت للفوضى العارمة في المنطقة العربية باعطاء الضوء الاخضر لملالي ايران بالعبث فيها ؟

نحتاج لشهر او شهرين لتتضح الصورة.

وسوم: العدد 917