حول حكم المحكمة الألمانية في محاكمة أنور رسلان

ثمة بدهيات ومسلمات لا يمكن ان تخضع لمداورات ولا موازنات .. ومنها أنه ليس من حق أي طرف أن ينزل عن الحق الشخصي لمستضعف أو مظلوم. وأنه حتى حكم هذه المحكمة لا يسقط حقوق مظلومين لم تعرض عليها.

ومنها أن الجرائم المرتكبة بذراع السلطة لا يجوز أن تسقط بالتقادم، وتبقى ثابتة بأعناق أصحابها مهما امتد الزمان ..وهي الرسالة الأوضح التي يجب أن تصل إلى جلاوزة بشار ..

ومنها إلى كل دعاة العدل وأنصار القانون في العالم، لا تسمحوا للمحرمين ان يفلتوا من العقاب، ولا تشاركوا في تحويل العالم إلى غابة ..

وهؤلاء المستضعفون اليوم :

إن لم ينالوا بالعدالة حقهـم

ينالوه يوما والصوارم ترعف.

لا نحب رعاف الصوارم.

ثم نجد السوريين يختلفون في قراءة الواقعة فبعضهم يرى أن السنوات الأربع أو الخمس لا تكافؤ حجم الجرائم المرتكبة من قبل الجاني..

ومنهم من يرى في حكم المحكمة الألمانية سابقة جميلة تؤكد لكل المجرمين أن يد العدالة ستنالهم يوما . وأنها تؤصل لمبدأ وقاعدة وتعطي المفجوعين والمفجوعات أملا .

يستدير بعض الناس خلفا ويقولون ولكن أي انعكاس لهذه الواقعة على أي مجرم يفكر بالانشقاق ؟!!

نؤيد حكم المحكمة ونرى فيه أول الغيث وننتظر أن ينهمر

ونتمنى أن تكون الواقعة سابقة مقنعة بأن ردهات المحاكم ليست ساحات لتضييع الحقوق !!

ونقول للمتلفتين يمنة ويسرة وتوبة الإنسان دينونة لربه ، أو انتصارا لإنسانيته، لم تكن لتسقط عنه عقوبة جناية جناها ، ولا إثم ارتكبه ..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 918