زيارة البابا للعراق وحقيقة المؤامرة وليس نظرية المؤامرة

د. ناجي خليفه الدهان

قبل سنوات أصاب الغرب رعب شديد من عودة سطوة الإسلام، عندما نبَّههم بعض الباحثين الغربيين بأن الإسلام سيكون خلال أقل من نصف قرن متمكناً من بلادهم، فأسرعوا لمواجهة انتشاره قبل أن يستفحل أمره ويشتد، فيستحيل عليهم إيقاف مده، فقامت مؤسسة راند RAND الأمريكية ووضعت خطةً لنشر صورة إسلام بديل، يحقق مصالحهم الاستراتيجية، فأسسوا مركز ابن خلدون بالقاهرة، تحت إدارة سعد الدين إبراهيم، أستاذ علم الاجتماع السياسي في الجامعة الأمريكية، فنظم مؤتمراً بعنوان الإسلام والإصلاح، بالتعاون مع مركز دراسات الشرق الأوسط التابع لمعهد بروكنجز، ومركز دراسات الإسلام والديمقراطية، ومنبر الحوار الإسلامي، وقد انتهى المؤتمر إلى توصيات أبرزها:

1 - الاستغناء عن السنة النبوية.

2 – إعداد تفسير القرآن تفسيراً عصرياً.

ورغم أني لست رجل دين ولكن مسلم عربي، فإن ما أعرفه يكفي لفضح خدعة زيارة البابا إلى العراق تحت مقولة (السلام والتعايش ووحدة الأديان)، ولنفسر مقولة وحدة الأديان بصورة مبسطة مشيرين إلى طرح بعض الأسئلة للتوضيح.

ماهي أسباب زيارة بابا الفاتيكان حبر النصارى الأكبر في العالم؟ وماهي أهداف الصهيونية والماسونية التي تتحكم بهذا المنصب الديني الكبير بالنسبة لنصارى العالم، وطبعا بمباركة من أعداء الإسلام؟ وما هو البيت الإبراهيمي الذي ينشدون، وما هي أجندة الفاتيكان وأطماعه في العراق مستقبلاً؟ ولماذا هذا الاهتمام بطرح فكرة الدين الإبراهيمي، وهي تفتقر الى أبسط الدوافع للترويج لها؟

مشروع كنيسة مار إبراهام في الناصرية

مشروع كنيسة مار إبراهام في الناصرية هو مخطط قديم جديد، عارضته الحكومات السابقة بشدة، وبدت تباشير فجره بالبزوغ من خلال المداهنات والمجاملات والمخاتلات الغير حميدة التي تقوم بها الجهات السياسية الآن، وكان موقف الحكومة العراقية قبل الاحتلال الأمريكي عام 2003 كام يلي:

في عام 1999م طلب البابا يوحنا بولص الثاني من الحكومة العراقية زيارة العراق، وأن تكون بداية الزيارة  إلى منطقة ( أور) وذلك في عام 2000م، ولما عُرض الموضوع في حينه على الرئيس العراقي لم يتخذ قراراً منفرداً في تلبية هذا الطلب، وإنما شكل لجنة موسعة من علماء دين سنة وشيعة؛ ومن أساتذة جامعيين بتخصصات متنوعة، ليستطلع رأيهم في موضوع زيارة البابا، وكان العلامة الشيخ الدكتور عبد الرزاق السعدي (1) من ضمن أفراد اللجنة، كما كان من أبرز أعضاء اللجنة الأستاذ الدكتور بهنام أبو الصوف؛ وهو مسيحي عراقي وطني وعالم كبير في الآثار العالمية، ومتخصص بالآثار العراقية، ويعرف أماكنها وتاريخها، ولما اجتمعت اللجنة لمناقشة موضوع زيارة البابا إلى العراق اجتماعا مستقلاً، ولا تخضع اللجنة إلى توجيه مسبق في اتخاذ القرار من أي جهة مسؤولة كانت – والله شاهد على ما أقول – وكان أول من أبدى رأيه في منع هذه الزيارة هو الدكتور بهنام أبو الصوف، ودافع عن رأيه بكل قوة وصرامة، رغم ما كنا نحمله من رغبة في عدم الممانعة من الزيارة، لكنَّ أبا الصوف أصرَّ على رأيه معززاً حجته بالأدلة التي يحملها بحكم تخصصه، ومنها أن هذه الزيارة ستنعكس على العراق بالخطر الكبير، لأن البابا أراد من هذه الزيارة إعطاء اليهود حقهم في أرض (أور) كما هي الرواية التي يدّعيها اليهود، وبيّن أبو الصوف أن الهدف من زيارة ( أور) إعلان أور مقراً دينيا ومزاراً تشترك فيه كل الأديان، لأن نبي الله ابراهيم عليه الصلاة والسلام ولد فيها، ولم يعلن الفاتكان حينها موقفاً صريحاً في استنكار احتلال العراق والهجوم عليه بهذه البربرية التي لم يشهد لها العراق مثيلا في تاريخه، ولم يستنكر الفاتكان تصريح بوش الابن الذي أعلن أن الحرب على العراق هي حربا صليبية، ولم يستنكر الفاتكان اعتصام بوش بإحدى الكنائس ليلة ضرب العراق في 17/3/ 2003م حتى يعطي نفسه شرعية دينية من خلال هذا الاعتصام.

وعلى هذا فإن هذه الزيارة اعتبرت أنها تشكل خطراً يهدد كيان العراق واستقلاله، وكان لزاماً على أعضاء اللجنة أن يؤيدوا رأي أبي الصوف ويرفعوا تقريرهم إلى الرئيس بضرورة الاعتذار عن هذه الزيارة في الوقت الحاضر بصورة دبلوماسية لما يمر به العراق من وضع لا يسمح له بالسماح بتلك الزيارة، وفعلا تم الاعتذار ومر الموضوع بسلام ...

ماهي حقيقة الدين الابراهيمي؟

لقد عاش المسلمون والمسيحيون في العراق أربعة عشر قرنا في سلام وأمن وإخاء، فقد كانت الكنائس موجودة في العراق قبل فتح المسلمون له في عام 16هـ - 637م ولا تزال موجودة إلى اليوم ، وينبغي أن لا يغيب عن بالنا ان تلك الفترة تخللتها أزمنة غابت عنها الدولة بشكل كامل، وخلت الحياة من مؤسسات الأمن والقضاء، ورغم ذلك لم يسجل التاريخ أن كنيسة مُست بسوء أو أن داراً لمسيحي أو يهودي تعرضت للسلب أو التخريب، وأن هجرة المسيحيين من المدن العراقية كان بعد الاحتلال الأمريكي، وفي ذلك دلالة لقاعدة مهمة وهي: أن المسيحيين عاشوا بحماية الإسلام وقيم المجتمع المسلم، وليس بحماية النظم الحاكمة، وأن مدن المسلمين هي مكان آمن لهم ما دام المجتمع المسلم قائماً، وهناك امثلة كثيرة عن هذا التعايش: امرأة عراقية اسمها لنده من أتباع عيسى عليه السلام قد بنت مسجداً للمسلمين في مدينة الناصرية ولا يزال أهل الناصرية حتى هذا اليوم يسمونه جامع (الست لنده)، وعگد (حي) النصارى في بغداد لا يزال يحمل نفس الاسم رغم هجرة أهله .

ومن المؤكد والثابت أنه لا توجد في أية دولة عربية مشكلة تعايش ديني، ودعوة البابا للتعايش الديني كمن يحمل الماء إلى الشخص الذي هو يسبح في النهر، فالتعايش الديني هنا فطري وعفوي وليس مادة للمزايدة أو التندر أو حديثاً إعلامياً، أو حالة اجتماعية تفرضها القوانين كما في أوربا.

  البيت الإبراهيمي او الديانة الابراهيمية او وحدة الاديان هي بدعة خطرة يروّجُ لها الآن بعض أهل الزيغ والضلال، والانحراف العقدي يجب مقاومته والتحذير منه؛ حيث تقوم هذه الاستراتيجية الجديدة على الطعن بالإسلام الدين الحق والسعي إلى استبدال مخطط الحرب والصدام الفاشل مع الإسلام والمسلمين إلى استيعابه من خلال اختراقه واختطافه كعقيده ودين ومقدسات، والتي هي الأساس المتين والمتبقي لثقافة الدفاع عن الوجود عند المسلمين للحفاظ على وجودهم ووجود ارضهم ومقدساتهم، ومن ثم وضعه تحت جناح اليهودية التوراتية للاستحواذ على الارض  بدءاً من احتلال فلسطين، ومن خلال خطة وألاعيب سموها "الدين الابراهيمي "، باعتباره أبا للديانات الثلاثة  السماوية.

قال تعالى مكذبا لدعاويهم هذه : { مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [ال عمران :67].

وعليه فلا يجوز لمسلم الاستجابة لهذه الدعاوى الكاذبة، والتي منها دعوة: (بناء مسجد وكنيسة ومعبد) في مكان معين، وجدار واحد يطوقهم تحت شعار " معاً نصلي"؛ لِمَا في ذلك من الاعتراف بدين يُعبدُ الله تعالى به غير دين الإسلام الحنيف، وإنكار ظهوره على الدِين كله، وإن جميع الأديان على قدم المساواة، وإن الإسلام غير ناسخ لما قبله من الأديان.

البيان الختامي لمؤتمر موقف الأمة الإسلامية من الديانة الإبراهيمية في 22/02/2021، فقد صدر عن علماء الأمة والروابط العلمية المشاركة البيان الآتي:

إن علماء المسلمين مع التعاون الإنسانـي، والتعايش القائم على الحرية والعدل، وعدم ازدراء الأديان أو الأنبياء، ومع الحوار الإنسانـي لبناء المجتمعات، ولكنهم يقفون متحدين ضد تحريف الإسلام، وتشويه الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وهذا هو دين المسلمين، ولذلك، فإن أَوْلَى الناس بإبراهيم عليه السلام هم أهل الإسلام والإيمان، قال سبحانه: ﴿ إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذاَٰ النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا  وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [آل عمران: 68].

وإن أساس فكرة الدين الإبراهيمي يقوم على المشترك بين عقيدة الإسلام وغيره من العقائد، وهي فكرة باطلة؛ إذ الإسلام إنما يقوم على التوحيد والوحدانية، والزعم بأن إبراهيم عليه السلام على دين جامع للإسلام واليهودية والنصرانية زعم باطل، ومعتقد فاسد، وإن السعي لدعم «اتفاقات إبراهام» للتطبيع والتَّركيع عَبْر تسويقٍ لدينٍ جديدٍ يؤازر التطبيع السياسي، هو أمر مرفوض شكلًا وموضوعًا، وأصلًا وفرعا؛ ذلك أن الأمة المسلمة لم تقبل بالتطبيع السياسي منذ بدأ أواخر السبعينيات من القرن الميلادي الفائت، وعدم القبول بمشاريع التطبيع الديني اليوم من باب أَوْلَى.

أهداف زيارة البابا

وأهم من يعتقد أن سبب زيارة البابا إلى العراق اليوم هدفه إحلال السلام ومتى كان أعداء الإسلام يريدون لنا الخير. قال تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم (قل لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ) إن أرض العراق هي عبارة عن متحف فسيفسائي كبير لما يحوي في باطنه من كنوز حضارية، فلم لم يتحدثوا كثيراً عن الانبياء (ذي الكفل ويونس واليسع وهود وصالح).

إن مدينة أور التي خرج فيها إبراهيم عليه السلام لوثنية أهله ومعارضتهم لتوحيد إبراهيم، وهي بنيت قبله ولم يتم بناؤها أساس توحيدي. وأمره الله سبحانه وتعالى أن يذهب إلى مكة، ويقيم البيت الحرام والكعبة مع ولده إسماعيل عليه السلام، وأن ينادي بالناس للحج الى مكة، فإبراهيم حج إلى مكة ودعا الناس إلى ذلك بأمر من الله سبحانه وتعالى، ومعلوم أن الحج عبادة شرعها الله سبحانه وتعالى في زمان ومكان معينين، ولا عبادة لغير أمر من الله، وإن اليهودية ثم المسيحية شريعتان كانتا بعد وفاة ابراهيم عليه السلام بألف سنة ثم الفا وخمسمائة سنة ،مصداقاً لقوله تعالى: (قل يا أهل الكتاب لم تحاجّون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده أفلا تعقلون. ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم).

أهداف زيارة البابا للعراق:

  1. إن الزيارة سوف تكون مفتاح ومبرر لدخول مسيحيي العالم ويهود العالم إلى أرض أور بحجة الحج والإقامة والتجول في العراق، وهذا تطبيع بحد ذاته مع إسرائيل وطريقة تحفظ ماء وجه العراقيين من عدم دخول اليهود للعراق من أجل الحج والتبرك في بيت نبي الله إبراهيم عليه السلام، وبعدها سوف تدوّل هذه المنطقة وتصبح دولة صغيرة تخضع لكل الأديان وبقرار من الأمم المتحدة، وبهذا يكون لإيران، وقد سلّم ممثلهم قديماً مفاتيح مدينة أور للصليبيين واليهود، وهذا إنجاز بامتياز، مقابل فك الحصار عن إيران، وإبقاء حكام المنطقة الخضراء الموالين لإيران حكام للعراق، لأنهم أكملوا ما بدأوه في إسقاط العراق سنة 2003 وسوف يكتب التاريخ هذه الخيانة.
  2. البابا ليس زعيماً دينياً فحسب، بل هو رئيس لدولة الفاتيكان، وتحمل هذه الزيارة صفة الزيارات الرسمية بين الدول، فلماذا البابا يزور دولة محتلة من قبل أمريكا وإيران، هل للاحتفال مع إيران ومباركة احتلالها للعراق والسيطرة على مقدراته، وزرع الطائفية، وترسيخ حكم الأقليات والطوائف، كما هو الحاصل الآن في العراق وسوريا ولبنان واليمن.
  3. منذ مئات السنيين وهم يعملون على تشويه صورة الإسلام وإفساد المجتمع المسلم، وقد تحولت الحرب الآن على النص المقدس كلام الله، وهذه الحرب كانت سبب زيارة البابا للعراق.
  4. الحملات الصليبية بدأت في القرن الرابع الهجري ولم تنته ولم تنقطع عبر تاريخ الصراع، رغم اختلاف أساليبها، وما قاله بوش الابن في حربه على العراق إنها حرب صلبية، وإن الزيارة تأكيد على الحملة الصليبية الجديدة التي هدفها، بعد هدم مقر الحضارة العباسية في بغداد وحضارة الدولة الاموية في دمشق، هو هدم العقيدة الاسلامية.
  5. زيارة البابا للعراق هي مباركة للفاسدين ودورهم التخريبي في انتهاك حقوق الانسان، وإيصال العراق إلى ما وصل إليه، وكأن لسان حاله يقول لهم إن الرب راض عنكم لما قدمتموه من ضياع للعراق، وإنهاء لدوره التاريخي في حماية المقدسات.

إنها زيارة البابا هي زيارة مميزة وقد أوقف كل زيارته في عام 2020 بسبب كورونا، ليقوم بعد 16 شهر بهذه الزيارة دون أي اعتبار لهذه الجائحة، وإلى دولة غالبية سكانها من المسلمين، والميليشيات تضرب القواعد الأمريكية والسفارة الأمريكية بالصواريخ، والتظاهرات تعم معظم مدن الجنوب المطالبة بحقوقها.

تتوارد خواطر على الإنسان: لماذا زيارة البابا الآن ولماذا لم يزر العراق عندما فرض الحصار على العراق لمدة ثلاثة عشر عاماً ، ومات مليون عراقي معظمهم من الأطفال، دون أن يُسمح بدخول حليب الأطفال ليموتوا جراء نقص الغذاء، ولماذا لم يدافع البابا عن المهجّرين بسبب الطائفية المقيتة ، ولماذا لم يستنكر قتل أبناء الشعب العراقي، وهم يتظاهرون لنيل حقوقهم المشروعة، أم أنها زيارة لإضفاء الشرعية لحكام المنطقة الخضراء، ومباركة احتلال ايران، أم هي زيارة تحمل رسالة من الدولة المارقة التي تتحكم بمصائر الشعوب في العالم .

على الأمة  الإسلامية والعربية أن تعي أن أوهام السلام إنما يُبدِّدها اليهود أنفسهم، وقد صرح رئيس وزرائهم في 28 يونيو 2020م في مؤتمر جمعية «مسيحيون موحَّدون من أجل إسرائيل» بأن اتفاقية صفقة القرن قد قوَّضت ما أطلق عليه: «أوهام حلِّ الدولتين»، كما أن وزير خارجية أمريكا السابق قد قال في الكونجرس في يناير 2020م: «إن الحل الأمثل للنزاع هو التعايش السلمي، وتفاهم الطرفين مع بعضهما بعد إنهاء أسباب الخلاف».

ويجب علينا ان نميز بين “التعايش السلمي” بين الأديان وبين وحدة الأديان”، فلا يجب ان يُفهم رفض الأخيرة بأنه دعوة للحرب بين الأديان. ومفهوم “وحدة الأديان” قائم على الاحتيال والتلاعب لا أكثر، وهو ما يفضح ما وراءه من تآمر وأجندة معادية، لوجود تباين في المعتقد وكما يلي:

إن المسيحيين، لا يستطيعون تقديم التنازل عن صفة ابن الرب الذي ضحى بنفسه من أجل تخليص البشرية من آثامها، وإلا انهار بناء الكنيسة كله.

والإسلام لا يستطيع تقديم مثل هذا التنازل للمسيحيين واعتبار المسيح ابن الله، لأن الله “لم يلد ولم يولد”!

أما اليهودية فلا تستطيع حتى تبرئة المسيح من الاحتيال واعتباره رجل اعتيادي،  وبنفس الوقت يرون أن المسيح شخصية يهودية وعلى اليهود انتظار ظهورها لتخلصهم.

المراجع

 

  1. أ. د الشيخ عبد الرزاق السعدي ، نشر الرد على الزيارة في مواقع التواصل الاجتماعي .وكان عضو اللجنة المشكلة بأمر رئاسة الجمهورية .

وسوم: العدد 920