الأمين العام للأمم المتحدة في الذكرى العاشرة للثورة السورية ...

سورية تشكل كابوسا حيا .. وجريمة صادمة للضمير الإنساني ..

في تصريح لافت للسيد أنطونيو غوتيرس الأمين العام للأمم المتحدة ، في مقر الجمعية العام بالأمس / 10/ 3/ 2021

قال الأمين العام للأمم المتحدة ، إن سورية التي تمت تنحيتها عن موقع الصدارة السياسة والإعلامية ، ما تزال تشكل كابوسا حيا على صدر الإنسانية!! وكانت الإدارة الأمريكية الجديدة، كما المفوضية الأوربية، قد أعلنتا تباعا أن الملف السوري، لا يشكل أولوية على أجندتهما، في تخل واضح عن الملف السوري لروسية الدولة المحتلة والشريك المباشر في قتل السوريين وتشريدهم.

وحذر السيد غوتيرس أن الجوع بات يهدد أكثر من 60% من السكان ، الذين تحول أكثر من نصفهم إلى لاجئين ونازحين. علما أن جائحة الانهيار الاقتصادي ما تزال تتصاعد على كل الجغرافيا السورية يوما بعد يوم .

وخاطب السيد الأمين العام الصحفيين : "من المستحيل أن ندرك حجم الدمار بشكل كامل، ولكن شعب سورية عانى على مدار السنوات العشر أسوأ الجرائم التي عرفها العالم في القرن الحالي. وفي الحقيقة يشكل الهولكست السوري أطول هولكست عاشه العالم في كل تاريخه الحديث، كما تشكل التغريبة السورية أكبر عملية تهجير شهدها العالم في تاريخه القريب والبعيد أكثر من خمسة عشر مليون إنسان ، بين مهجر ونازح في غضون بضع سنين.

ويعجب السيد غوتيرس أن حجم الجرائم التي ارتكبت في سورية لم تصب العالم بالصدمة. ويرى أن المجتمع الدولي قد فشل في احتواء الأزمة السورية على مدى عشر سنوات .

ومن جانبنا نجد أن ما يظنه السيد غوتيرس " فشلا " كان نجاحا متقدما ، لمشروع دولي متكامل ، كان يقصد منه تدمير سورية، وتقتيل وتشريد السوريين، مشروع إجرامي رهيب تم تمريره على يد أصحاب الفيتو ومعارضيه، وبتنفيذ كانت أدواته المستبد الظالم مع الإيرانيين وأشياعهم من الغلاة والمتطرفين ..

ويضيف السيد غوتيرس إن حجم الفظائع في سورية يصيب العالم بالصدمة!! كل هذا وما يزال لافروف وزير خارجية الدولة المحتلة لسورية، والمشاركة في قتل وتهجير إنسانها، وتدمير عمرانها يفتل بالذورة والغارب في المحيط الإقليمي العربي ، مكرا بالشعب السوري، وتآمرا على حقوقه الأولية المشروعة .. وما يزال يستقبل بالقبول والترحيب من عاصمة إلى أخرى، وبات الكثير من الدول العربية تنظر إلى قضية الشعب السوري، على أنها مجرد عبء تريد أن تتخفف منه عند أول " مكب نفايات" ومعارضون يفرحون بكل ما يعطون!!

ربما يستحق السيد غوتيرس شكرا على جرأته بمثل هذا التصريح ، وإن كانت كل المقدمات التي قدمها انتهت بمطالبته المحدودة ذات الطبيعة الإنسانية بتوسيع المنافذ لتقديم المساعدات للنازحين في الداخل السوري، في فضاء من القصف والغلاء والوباء ..

لك الله يا شعبنا الحر البطل ..

أيها السوريون علموا أطفالكم : لن نخضع ولن نذل ولن نهون .. وأن بشار الأسد قاتلنا ومهجرنا ، وأن الروسي والإيراني محتلان لأرضنا وديارنا ..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 920