التَّائِبُونَ ... تصحيح تصورات

من هم التائبون ؟؟

وكيف يتوب الله على من شاء من عباده ؟؟ اللهم تب علينا يا تواب يا رحيم؟؟

وكثيرا ما تجرفنا تصوراتنا واندفاعاتنا البشرية المأزومة فيسبق بعض الناس إلى القول : والله لا يغفر الله لفلان أبدا !! وفي الحديث الصحيح فيرد عليه رب العالمين : من هذا المتألي عليّ أن لا أغفر لعبدي ، قد غفرت له ، وأحبطتُ عملك، فياضيعتاه..والخلق كلهم عباد الله.

التَّائِبُونَ.....

وما أكثر ما ندعو إلى التوبة ، ونتمدح بذكر التوابين ، والله يحب التوابين، والله أفرح بتوبة عبده من رجل فقد راحلته في الصحراء عليها طعامه وشرابه، حتى يئس من عيش، فنام في ظل شجرة ، ثم أفاق فوجدها فوق رأسه فنادى من فرحه " اللهم أنت عبدي وأنا ربك ... ولكن هل علمنا من هم التائبون على الحقيقة المرادة من كلام الله ...

التَّائِبُونَ.....

كافر يتوب من كفره فيهتدي إلى الإسلام،.

مشرك ينخلع من شركه ويقر بالتوحيد،

منافق مرد على النفاق ثم شهد أن الله والرسول والدين حق ،

ظالم طاغية مثل نمرود وفرعون وذي نواس لو قدر الله لأحدهم توبة، وبعض القوم اعترفوا بتوبة فرعون ودافعوا عنها ..

التَّائِبُونَ.....

قاطع طريق قتل وهتك وسرق ثم تاب من قبل أن يقدر قانون العدل عليه، صاحب مكس ، مرتكب كل الفواحش والفظائع والموبقات ثم يتوب فيصدق فيتوب الله عليه .. شارب الخمر، آكل الربا ، المغتاب والعياب والمتكبر والحاسد ...

ويسأل نفسه كيف يتوب الله على هؤلاء وينسى أن التائب: قاتل المئة ، بعد التسعة والتسعين يزوي الله له الأرض ليكون أقرب إلى أرض الصالحين ...فيتقبله في التائبين ؟؟ أذكركم بحديث قاتل التسعة والتسعين: يسأل هل لي من توبة ...؟؟؟

التائب الزاني المقر المحدود يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم إني أرى دمه هذا يفور في الجنة ...

التائبة هي التي يقول الحبيب المصطفى فيها " لقد تابت توبة لو وزعت على أهل الأرض لوسعتهم "

التَّائِبُونَ.....

التوبة مُنّة الله على عباده الضعفاء الخطائين ، وكان أبونا آدم صلى الله وسلم عليه أول التائبين ( فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ) وقبول التوبة فعل الله ، ( وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ ) والله لا يسئل عما يفعل، ولا كيف يفعل ، فكفّ 

وأول ما تدرس علم معرفة الله يعلمونك ، أن الله واحد في ذاته ،وفي صفاته، وفي أفعاله ...

عند الحديث عن رب العالمين ، مالك الملك، الغفار التواب، تصبح اللغة رموزا وإشارات، تعبر عن الوجود ( لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ ) وعن الوجود ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) ...

التَّائِبُونَ.....

أيها الناس ، وربنا قد حرم الظلم على نفسه ، وجعله بيننا محرما ، ويشكل عليكم أو عليهم أو علينا : وأين حقوق الضحايا ؟ وأين حقوق المظلومين ؟ وربنا يقتص للشاة الجماء من الشاة القرناء ، والعدل وربنا العدل حق لا مرية فيه ؟؟؟

وهذه أسئلة لا يسألها من عرف الله، ووقف عند حدوده، كيف يعوض الله المظلوم أو صاحب الحق ويسترضيه ؟؟؟

والحديث في صحيح مسلم عن المقتول يأخذ بيد أخيه القاتل وينطلقان إلى الجنة ...فعله كله عدل وحكمة ورحمة ربنا ، رب العالمين ..

الحديث في صحيح مسلم عن كافر قتل مسلما ثم أسلم فقاتل عن دين الله حتى استشهد ، أو تاب فدخل بتوبته الصادقة النصوح في عفو الله ورحمته...

( وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الأَرْضِ )

اللهم تب على أهل الأرض كلهم جميعا يا تواب ...

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 928