الفيتو الروسي عقدة المؤامرة الدولية على شعبنا وعلى وطننا ...

وفي البدء كانت المؤامرة ... وقضية المعابر شكلة على حرف في كلمة

ومنذ الفيتو الروسي الأول ما يزال ما يسمى " المجتمع الدولي " أو " مجلس الأمن الدولي " يتوارى خلف جدار هذا الفيتو المريب ...

ومنذ الفيتو الروسي الأول 10/ 2011 حتى الفيتو الروسي السادس عشر ، ما يزال الشعب السوري، يقتل، وما تزال المساكن والمساجد والمستشفيات والأسواق تقصف، وما يزال المدنيون رجالا ونساء وأطفالا يستهدفون، وما تزال البنى التحتية تدمر، وما تزال السلع الاستراتيجية تحرق، وما تزال أوابد الحضارة والعمران تباد ...

وكل ذلك يُسمى في القانون الدولي - الإنساني جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، يأخذ العالم بأسره على يد مرتكبها، ويسوقه إلى المحاكم الجنائية، فلماذا يحترم في هذا العالم " المدعي الكذاب " " الفيتو الروسي" يدعون أنه قانون دولي، ولا تحترم عشرات القوانين التي تجرم ما يفعله الروسي والإيراني على أرضنا ؟؟؟؟؟؟؟

تحت مظلة الفيتو الروسي من 1- 16 تم تنفيذ ما صرح به لافروف ، ولماذا نستحيي من تكرار قول لم يستحي منه قائله ، بأنه حرام على " ألمسلمين السنة " أن يحكموا سورية، وكان يقصد أن يستمتعوا بالعدل والحرية في وطنهم سورية ...

كل المتذرعين بالفيتو الروسي منذ 2011 ، كانوا شركاء الجرائم التي ارتكبت باسمه، وتحت غطائه، الأمريكي والبريطاني والفرنسي والصيني ..ولو كان هذا " الفيتو " يستهدف بعض أتباعهم أو أشياعهم لكان لهم منه، موقف آخر، ولتعاملوا معه بطريقة أخرى ..

كل القوانين الإنسانية في المدونات الدولية ترتفع فوق القوانين السياسية، تهيمن عليها ، وتخترقها ، وتذريها ،وهكذا يفعلون عندما يكون لهم هدف أو غاية، وهكذا تتخذ قرارات دولية من أجل ناشط روسي واحد اسمه " أليكسي نافاليني" والذي فعلوا من أجله أكثر مما فعلوا من أجل عشرين مليون سوري.

اليوم واجهات المعارضة المدجنة على مقاس ... تلهج بالحديث عن فتح المعابر ، وأهمية المعابر ، وكأن قضيتنا في هذه الثورة قضية معابر!!

والحقيقة التي يجب أن نجهر بها كسوريين حقيقيين أصحاب قضية أن العمل الجاد المنظم المبرمج وعلى كل المستويات لفك قبضة الفيتو الروسي الخبيث عن عنق شعبنا هو المشروع وهو القضية، ولو كان للثورة السورية قيادات حقيقية على مستوى القضية لاستعملوا الورق الذي ينقش عليه الفيتو الروسي بالطريقة التي هو أهل لها ...ولوجدوا ألف طريق وطريق لتجاوز العبور ...

لا يوجد قرار سياسي في العالم كله يدعم قرار مجرم حرب مثل بوتين، لو قرر أن يحاصر مجموعة من الدجاج في مدجنة ويتركها تموت من الجوع ، ولو أن مجرما حبس هرة حول العالم حتى تموت من الجوع لتمت إدانته وإدانة "القانون" الذي شرعن له الفعل الشنيع، والجريمة الأبشع .

" تريه سوفاج " سيعلق عليه نشطاء الحقوق المأبونون ..

جميل أن يكون لنا برنامج عمل سوري وطني منظم ومبرمج للمطالبة بالصوت الأعلى بإنقاذ سورية والسوريين من الفيتو الروسي من تبعاته وتداعياته وآثاره وأولها قلب طاولة الاحتلال على المحتلين!!

ومهمة واجهات المعارضة " لو لم تكن مستقيلة من العمل ومصرة على الاتكاء على آرائك القرار تعطيلا وتضييعا وتفريطا " أن يكون لها برامج إنسانية وسياسية وعملية في الداخل والخارج لفك القبضة الروسية عن عنق الشعب السوري. نحن لا نخترع العجل عندما تكون لنا برامج لمواجهة الاحتلال والمحتلين. كالسكين في الزبد يمرر الروس والإيرانيون مشاريعهم على الأرض السورية ...

وشعبنا السوري على كل الجغرافيا، وبكل الديموغرافيا ، شعب مبدع وقادر، وما ضيع ثورته وحرف بوصلتها إلا العاجزون والمفرطون ...

ارفعوا القبضة الروسية عن عنق شعبنا ووطننا، بجد وجهد وصبر ومصابرة وتضحية ، وتبقى قضية المعابر كما ترون تحصيل حاصل ...

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 935