فرنسا: حملة أطلقها سياسي يميني (صليبي)من أصل مصري دعماً للشرطي القاتل

لندن – : بعد ثلاثة أيام على مقتل المراهق نائل على يد رجل أمن فرنسي، أطلق السياسي اليميني ذو الأصول المصرية، جان ميسيحة، حملة على موقع “غو فاند مي” هدفها دعم عائلة شرطي نانتير المدعو “فلوريان أم”، والمتهم بقتل نائل. وأضاف: “فلوريان قام بعمله وهو يدفع الآن ثمنا باهظاً. لندعمه بشكل كبير وندعم تطبيق القانون”.

وحصدت حملة التبرعات أكثر من مليون يورو للشرطي في أقل من أربعة أيام، إذ ساهم فيها أكثر من 43 ألف شخص.

واستنكر عدد من النواب في البرلمان الفرنسي، مثل توماس بورتس، عن حزب فرنسا الأبية، وإريك بوثوريل، عن “رونسونس”، الحملة، معتبرين أنها “مخلة بالآداب وفضيحة” تكاد تحدد “ثمن حياة الأطفال السود والعرب”، مطالبين وزارة الداخلية بحذف الحملة من الإنترنت.

كما عبر وزير العدل الفرنسي إريك دوبوند موريتي عن قلقه تجاه المنحى الذي أخذته هذه المبادرة، ونبه إلى أن “الأمر لا يسير في اتجاه التهدئة”.

كما أعربت جدة الشاب نائل، في مقابلة مع قناة “بي أف أم” الفرنسية، عن صدمتها حيال الحملة، قائلةً: “الحزن يملأ قلبي، لقد سلب مني حفيدي، هذا الرجل يجب أن يدفع الثمن كأي شخص آخر”.

يذكر أنه تم نشر دعوة لجمع التبرعات من أجل والدة نائل، إلا أنها لم تحظ بالنجاح مقارنة بحملة الشرطي المتهم بالقتل مع سبق الإصرار، إذ تم الإعلان عن جمع التبرعات لعائلة نائل على موقع “ليتشي”، وقد تم جمع ما يناهز 200 ألف يورو حتى عصر أمس، أي 25% من مجموع المبلغ الذي حصل عليه الشرطي.

وأمس الإثنين، بدا وكأن الاحتجاجات تراجعت، إذ قالت وزارة الداخلية في باريس، أمس الاثنين، إنه تم اعتقال 157 شخصاً في مختلف أنحاء فرنسا، في تراجع كبير عن الليالي السابقة. وأصيب ثلاثة رجال شرطة، وفقا لصحيفة “لو باريزيان”. كما تم حرق 297 سيارة وإشعال النيران في 34 مبنى.

وبالمقارنة مع الاضطرابات العنيفة التي وقعت خلال الأيام الماضية وأسفرت عن حرق مئات السيارات والمباني وأحيانا اعتقال أكثر من ألف شخص خلال الليل، تعد الليلة الماضية ليلة هادئة نسبيا.

ووصفت السلطات الليلة السادسة من الاضطرابات بالهدوء النسبي.

واعتمد وزير الداخلية جيرالد دارمانان على حضور مكثف للشرطة لليلة الثالثة على التوالي، حيث تم نشر 45 ألفا من رجال الشرطة وعربات مدرعة في جميع أنحاء البلاد. وقال دارمانان، أمس، إن الموقف الصارم “كان له تأثير”.

وجرت عصر أمس الإثنين تجمّعات “مدنيّة” أمام العديد من البلديات في فرنسا تنديداً بأعمال العنف. وتمت تلبية لدعوة أطلقتها جمعية رؤساء بلديات فرنسا، الأحد “إلى تعبئة مدنية للعودة إلى النظام الجمهوري” بعد هجوم عنيف بسيارة استهدف ليل السبت – الأحد منزل رئيس بلدية في منطقة باريس، ما أثار تنديدا عمّ البلد.

وشددت الجمعية على “الاضطرابات الخطرة” التي “تستهدف بعنف شديد رموز الجمهورية، أي مقارّ البلديات والمدارس والمكتبات العامة ومراكز الشرطة البلدية” منذ 27 حزيران/يونيو.

وسوم: العدد 1039