بين معارضة الهدم ومعارضة البناء!!

بين معارضة الهدم ومعارضة البناء فروق شاسعة في الأنفس والآفاق.

معارضة الهدم هي الأبرع في رصد الخروق والعيوب، وتعداد الثغرات. معارضة الهدم هي التي تحسن الهجاء والسباب والتنديد واقتناص العيوب، والإشارة إلى الثغرات. وحين أتأمل تاريخنا السوري المعارض أجد أنه كان وما يزال لنا جميعا من هذا الحظ الكبير، ولن أقول استحياء الحظ الأكبر..

معارضة البناء هي التي تقدم للشعوب والمجتمعات، عند كل منحنى من منحنيات الطريق البدائل ، تظل تقول: ليس هكذا بل هكذا. ليس من هنا بل من هنا. ليس بالمطلق بل بالمقيد. ليس بالعام بل بالخاص. ليس بالحديث عن صغائر الأمور وسفاسفها، بل بالتصدي لمعاليها ونفائسها…

معارضة البناء هي المعارضة التي تقدم أو تقترح البدائل عبر الخرائط. أسمع من المهندسين حديثا عن خرائط التنفيذ.

يتحدثون عن الجسور والأعمدة وترتيب أسياخ الحديد عددها وثخنها في كل موقع، وكذا عدد أكياس الاسمنت، في ترتيب الخلطات.

خرائط كثيرة تأخرنا في رسمها على مستوى التفكير والإنشاء والتنفيذ.

أسئلة كثيرة تأخرنا في طرحها كثيرا: ما هو مشروعنا للتغيير، ومنذ أن نطرح هذا السؤال، يتحول مشروعنا إلى مشروعات.. وكل فريق منا يقول: مشروعنا!!

ومشروعنا لا يتضمن خرائطنا العملية للانتقال من النقطة ألف إلى النقطة باء، ومن النقطة باء إلى تاء ومن تاء إلى ثاء..

من الإجمال المخل أن نظل نتحدث عن الانتقال من الألف إلى الياء، تأملوا كلنا نتحدث عن الانتقال من النقطة ألف إلى النقطة ياء، ياء بالمثناة وليس باء بالموحدة، من عهد البعث إلى عهد مثل عمر بن عبد العزيز رحمه الله، فلا يكفينا عهد ابن الخطاب، يقول البعض لقد كان في عهد ابن الخطاب عام الرمادة!!

مجرد ذكرى...

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1066