محنة السوريات المعتقلات قبل الاعتقال وبعده

#أصوات-لا-تتزعزع..

مع الشبكة السورية لحقوق الإنسان...

هذا موضوع ما زال رجل مثلي ينادي عليه منذ أن كان اعتقال للنساء..

وإذا كان حلقة أضعف في المجتمع السوري، فهن النساء. في سجون الأسد، وفي تراتبيات المجتمع المختلط المختل.

بالأمس تعرضت لأحدهم يتساءل بحذق معرفي: هل ظلم الإسلام المرأة؟؟ وأجبته بحذق مثله: يستحيل أن يظلم الإسلام، الذي هو شريعة الله، المرأة. فلا تتحاذق علينا. وفي الحديث القدسي: يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرما، فلا تظالموا..الإسلام شريعة الله وشريعة الله مناط العدل لا ظلم فيها.

نحن المسلمين نعتقد جميعا اعتقادا جازما أن شريعة الإسلام أنصفت الإنسان، رجلا وامرأة، كبيرا وصغيرا، مأمورا وأميرا.. ولكن هذا لا يمنع أن التظالم بين المسلمين ظل فاشيا..

ها هنا أب يظلم فيكره ابنته على زواج تأباه ويأباه بإبائها الإسلام. وهنا أخ أو إخوة يحوزون مال والديهم ويحرمون أخواتهم من الميراث!! وهنا زوج يتطاول ويبغي مستعليا بقوته العضلية أو النفسية، وهناك مجتمع يغفر للذكور ما لا يغفر للإناث.. وكل ذلك واقع يعيشه المسلمون، ومن يماري في هذا فقد مارى في الوقائع المشهودات. حتى زواج الشغار احتالوا عليه فأحلوه.

أكثر من عشرة آلاف امرأة سورية، أخت أو بنت لي ولك" والرقم حسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، تعرضن وما زالت الكثير منهن لمحنة الاعتقال، جلهن في سجون النظام، وبعضهن في سجون الزعانف المشتقة منه، أو المنشقة عنه، والكثيرات منهن يتعرضن لنفس الأساليب من المهانة والتعذيب، والإذلال وأنوثتهن هي نقطة ضعفهن الأكبر..!!

كانت المرأة الملقبة "بالحرمة" في مجتمعنا التقليدي هي الحلقة الأقوى في حياتنا الاجتماعية العامة، كانت قوتها في ضعفها، بل في حرمتها، فمن يستطيع أن يداني امرأة حرة بسوء...

في تجربتنا الراهنة، ولا أريد أن أبدئ وأعيد فيما تتعرض لها أخواتنا وبناتنا السوريات، في سجون الظالمين لفيفا..بل أريد أن أعود إلى ما أطلقت حوله النذير منذ عشر سنوات، يوم قدرت على زيارة الجنوب التركي، وأتيح لي اللقاء مع لفيف المضطهدات مجتمعيا، بعد خروجهن من المعتقلات، الأب يضطهد، والأخ يقرّع، والزوج يطلق، ويحرم حتى من ضمة الولد، والقريبات ينظرن بريبة، وأحسنهن طريقة من تخاف على زوجها، ورجال الفكر والإصلاح يديرون الرؤوس إعراضا، كثير منهم يخافون أن ينطقوا بكلمة حق. وقد استنطقتهم واستكتبهم وحثثتهم وناديتهم وحاججتهم إلى دين الله فأبوا ...

سمعت اليوم نداء الشبكة السورية لحقوق الإنسان: "أصوات لا تتزعزع" فأحببت أن أقول لهن وهن في مكان أخواتي وبناتي..

تقبل الله منكن جهادكن، وصبركن، وجعل ما لقيتن من عنت وسوء ، في صحائف أعمالكن . نصركن الله، أيدكن الله ، فرّج الله عنكن جميعا. اذهبن أينما كنتن فأنتن الأطهر والأنقى والأصدق والأجمل؛ وقاكن الله السيئات، أينما كنتن، وحيثما تقلبتن..وعصمكن من السوء. وعوضكن الله من خيري الدنيا والآخرة...

وبعض الناس لا بأمر الله يأتمرون، ولا بأُسى أهل الجاهلية يأتسون!!

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1070