هذا خطاب تحريض ويكشف انفرادك بالسلطة

د.نادية مصطفى ترد علي السيسي:

جاءت ردود الأفعال سريعة ومتلاحقة على خطاب وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب العسكري ،لتؤكد ضلوعه في محاولة ادخال مصر في نفق الحرب الأهلية .

ومن المعلقين على الخطاب د. نادية مصطفى استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة التي قالت عبر حسابه الخاص على شبكة التواصل الاجتماعي فيس بوك رفضها لخطاب السيسي ، مؤكده ان من يدير الساحة السياسية في مصر منذ 3 يوليو وحتى الآن هو الجيش فقط ...

وهذا نص كلمتها 

علي من يعارضون إطلاق وصف الانقلابعلي 30 يونيو ، 3 يوليو ..عليهم أن يقفوا طويلاً أمام خطاب وزير الدفاع اليوم 24 يوليو ، فإذا لم يكن هذا انقلاباً فماذا يكون؟!

وزير الدفاع نائب أول رئيس الوزراء الذي حلف اليمين مرتين ، مرة أمام رئيس الجمهورية المنتخب ومرة أمام رئيس الجمهورية المؤقت ..انقلب علي الأول وأزاحه والآن يتخطي المؤقت كأنه غير موجود هوأو الحكومة برئيسها!

إن بيان السيسي يؤكد أن من يدير الساحة السياسية منذ 3 يوليو وحتي الآن هو ( الجيش فقط) ، والأهم انه ليس الجيش الذي تدخل لحماية الأمن المصري ومنع الاقتتال الأهلي ، ولكنه القائد العام للقوات المسلحة الذي يدعو جزءاً من شعب مصر للاحتشاد في مواجهة جزءاً من شعب مصر...وهو الذي يطلب تفويضاً ليستكمل قمع وتصفية المعارضين للانقلاب وفي قلبهم التيار الإسلامي.

إلي وزير الدفاع : من يدعي أنه يقاوم عنف وإرهاب الإسلاميين ..ألا توجد طريقة أخري – بفرض إرهابهم المزعوم – لهذه المقاومة غير إرهاب الجيش والدولة ؟؟ ألا توجد وسيلة أخري غير الحلول الأمنية؟

أين ما ترددونه من حديث عن المصالحة منذ 3 يوليو؟!

يأتي هذا البيان من السيسي الآن بعد ما يقرب من الشهر من صمود المعارضين للانقلاب ، المعتصمين في ميادين مصر كلها والمتظاهرين عبر أرجائها ، إن هذا البيان بعد هذا الصمود وهذا الاتساع لدرجة المعارضة للانقلاب يبين كيف أن الانقلاب في مرحلة ضعف ، فهو لم يستطع أن يدعم أركان النظام الانقلابي الذي جاء به ، ولن يستطيع ، إلا بعنف القوة المسلحة وعنف الدولة ضد معارضة سلمية حتي الآن.

السيسي يريد تصفية هذه المعارضة وإقصاءها تحت غطاء وصفها بالإرهاب والعنف ، وبالتحاف مرة أخري بما يسمي بالشرعية الشعبية في الميادين!!

إن هذه اللحظة لحظة فارقة لمن بقي لديه ذرة ضمير وذرة وعي وذرة حرص علي مصلحة مصر أن يقف ويعترض علي قبضة الجيش من جديد علي الحياه السياسية في مصر ، فمن لا تناله القبضة هذه المرة ستناله قريباً في مرة لاحقة ...فماذا نحن فاعلون الآن؟!

ألا يمكن أن نضيع الفرصة علي السيسي وأن تنزل الجماهير جميعها في الجانبين داعية إلي السلمية وإلي التحام الشعب في مواجهة فاشية عسكرية جديدة تستهدفنا جميعاً؟؟؟