هل هي نقمة أم كبوة أم قيلولة لبعض الوقت

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

لقد أعزنا الله بالإسلام , وهدانا إلى النور في كتابه العزيز , وطلب منا التدبر والتفكر والتذكر ومعرفة سبب الخلق , وسبب وجودنا

يقول الله تعالى في كتابه العزيز (ياأيها الذين آمنوا اتقو الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون .واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءا فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا)

ولكن مع الأسف , فأمتنا الآن أكثر الأمم تشتتا واقتتالا وتناحرا فيما بينها

وكأن مفهوم الآية الكريمة تغير قالبها بعد أن كانت تخص اليهود (يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي الذين آمنوا)

والذي نراه الآن هو:

أننا نخرب بيوتنا ونسفك دماءنا ونطرد أنفسنا من بيوتنا بأيدينا وأيدي الذين كفروا .

لابد من البحث عن السبب , ولا بد من معرفة كوامن العلل , حتى نعود لسياق وصف قديم وهو يجب أن يكون جديدا في كل وقت وزمان , في قول الله عز وجل (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله....)

وقد يجيب شخص ما, بأن حالنا ينطبق في مكان آخر من النص القرآني , في سنة الله , بأن الحضارة مراحل ولكل أمة لها مرحلة تطول أو قد تقصر

(وتلك الأيام نداولها بين الناس ..........)

هنا علينا أن نجد بديلا أشمل, في  علاقتنا مع سنن الله في الأرض لنرى ذلك واضحا في سبب خلق الإنسان كما ورد في كتاب الله العزيز (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة ......)

نبحث هنا في هذه الخلافة والأمانة التي وضعها الخالق في أعناقنا

فماذا فعلنا بتلك الأمانة ؟

لن نذهب بعيدا وسنرسم الإطار حول منطقتنا العربية فقط

في بلادنا العربية جعلنا من أمانة الوحدة والتعاضد بينها, اعتنقنابدلا من (اعتصموا) حل محلها تعبير آخر (اعتصموا مع الأعداء , وتفرقوا بينكم)

في كل دولة ثلة قليلة , لاتعرف للخير طريقا , أمسكت بالرقاب , ووثقت بالحبال والسلاسل , وقيدت الأحرار وقالوا تلك كبوة

وفيما بينها وضعت السدود والمتاريس وجعلت الوطنية فوق كل اعتبار , لتخلو لها السيطرة على المزرعة الكبيرة , وتجعل العبادة لها بدلا من أن تكون العبادة للواحد الديان

عندما يسب الله والعياذ بالله يكافأ قائلها بالشهرة والمعرفة والتفكير , وسب الحاكم, يكون مكان صاحبها قبر بعد ظلم بعد موت آلاف المرات

هنا قد تكون جانب من العقوبة الإلهية في أننا تخطينا الكفار لذلك نخرب بيوتنا بأيدينا وأيديهم

لو ذكر الشرق الأوسط , يذكر دول ثلاثة (اسرائيل وتركية وإيران) والدول العربية لاوجود لها

لماذا؟

لأن المواطن العربي لاقيمة له عند حاكميه وأنظمته , فكيف يكون له قيمة عند أعدائه ,والله تعالى يقول (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)

لعلها تكون قيلولة

أو تكون نومة أهل الكهف

لقد تركنا كل الأمثلة في قرآننا الكريم وتبنينا مثالا واحدا ألا وهو :

أمثال أصحاب الكهف

مع أنني لاأرى هناك كبوة ولا هفوة ولا قيلولة وسط النهار

وإنما هي التغاضي والنسيان عن سبب خلقنا ووجودنا على هذه الأرض , والتي من أجلها خلقنا الله تعالى

قد يقول قائل , وهم كثر في مجتمعنا ,أن سبب خلقنا هو قول الله عز وجل (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)

وتكفينا العبادة تلك ,وبالتالي نكون قد حققنا هدف الله من خلقنا ووجودنا

ولكن نسوا أو تناسوا , أن كل عمل يصب في مصلحة البشرية هو جزؤ هام من أركان العبادة

فالمؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف وفي كل خير , واليد العليا خير من اليد السفلى

ويد الله مع الجماعة , وليست القوة في التفرقة

هنا لابد لنا من وعي حقيقتنا

أن الله خلقنا لأسباب كثيرة , وهذه الأسباب نحن الأولى بأخذها من غيرنا

ولن يتم لنا مانصبوا إليه ويرضى عنه الله ونرضى عنه , مالم ننفض من نفوسنا التواكل والسكو ن والإستسلام , ونعي حقيقتنا أننا أمة كرمها الله تعالى

ولكي نحصل على هذا التكريم لابد من الحركة والتحرك وهدم كل المعوقات لنكون من الأمم التي قدمت الهدف الحقيقي من خلق الله لها ووجودها.