ضرورة إنهاء أزمة القوقاز إسلاميا

محمد هيثم عياش

[email protected]

برلين ‏01‏/04‏/10 / أدت العملية الانتحارية التي وقعت في محطة قطار النفق بالعاصمة الروسية موسكو قبل يومين وراح ضحيتها اكثر من 39 شخصا واصابة العشرات بجروح استنكار العالم واعادت هذه العملية الاذهان الى ما معاناة الشعب الشيشاني بشكل خاص وشعوب القوقاز بشكل عام من جديد ، فالشيشان تعتبر بالنسبة للكرملين رماد تحت  نار سرعان ما تلتهب  وبالتالي فان تلك المنطقة التي تحوي اراضيها على النفط والغاز تعتبر شريانا اقتصاديا حيويا هاما  لروسيا والاستغناء عنها من خلال انفصالها بشكل تام عن روسيا الاتحادية يعتبر انتحارا للكرملين .

فمنذ مقتل الرئيس الشيشاني جوهر دوادييف عام 1996 بعد ان نكثت موسكو باتفاقية اعطاء تلك الدولة حكما ذاتيا مطلقا يعيش الشعب الشيشاني تحت وطأة  الضغوط لتصفيته وإذلاله . ويعتقد زعيم منظمة حماية الشعوب المعرضة للانقراض تيلمان تسولخ انه اذا ما استطاع الكرملين بسط سيطرته بشكل تام على الشيشان فان جميع دول القوقاز الصغير تصبح لقمة سائغة للكرملين وشعوب تلك المناطق المسلمين سيتعرضون لابادة تامة .

 ويؤكد زعيم جمعية الصداقة الالمانية القوقازية ايكهاردت ماس لـ /المحرر/  البرلينية ان موسكو تعد العدة لاستباحة الشيشان من جديد وفرض سيطرتها على جميع ربوع شمال  القوقاز وعملية موسكو الاخيرة   ذريعة ستتخذها موسكو لتسوية الشيشان بالارض بمباركة الغرب  معربا عن أسفه لصمت العالم الاسلامي جراء معاني شعوب القوقاز من التصفية والاذلال والتفرقة العنصرية مؤكدا ان هناك سياسة جديدة قديمة  لموسكو تكمن بتهجير شعوب تلك الدول وخاصة الشيشانيين الى اراض بعيدة في روسيا الى سيبريا وغيرها وإسكان الروس بدلا منهم في مناطقهم أي أن الكرملين سيعيد سياسة القيصر الروسي ايفان الرهيب / 1530 -1584 /  و الزعيم السوفيتي / الشيوعي وجوزيف ستالين / 1878 -1953 /   الذي استباح القوقاز وشعوبها زمن الثورة البلشفية والحرب العالمية الثانية اذ كان يعتقد بأن شعوب القوقاز وخاصة الشيشانيين طابورا خامسا للزعيم النازي ادولف هتلر ورئيس وزراء روسيا فلاديمير بوتين لا يقل ارهابا وبطشا منهما . وأكد ماس أن الايام القليلة المقبلة ستشهد مجازر وحشية في القوقاز ان لم تبادر الدول الاسلامية بتعاون مع اوروبا لوقف تلك المذابح وعملية موسكو جاءت جراء الذل الذي يعاني الشيشانيون منه اضافة الى الاذلال لشعوب القوقاز الآخرين وانتهاج موسكو سياسة تفرقة عنصرية في تلك المناطق .

الا أن خبير شئون روسيا في المعهد الالماني للسياسة والعلوم وعضو الجمعية الالمانية للسياسة الخارجية الكسندر رار  عزا عودة العنف الى سياسة جديدة اتخذها الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف بالشيشان وبدول شمال القوقاز تكمن في وضع ادارة جديدة برئاسة  السندر / الكسندر / خولوبين  الذي يعتبر حليفا قويا لميدفيديف وبوتين  لتلك المناطق تحت اشراف موسكو مباشرة هذه السياسة تعتبر دليل واضح القضاء على الحكم الذاتي التي تتمتع به دول تلك المنطقة فالحركات الشيشانية المناوئة لموسكو لا تعيش في الشيشان بل على جانبها وحكومة موسكو العميلة في جروزني تنتهج سياسة استباحة بالرغم من زعماءها مسلمون اضافة الى انتهاكات حقوق الانسان وتصفية لاولئك الذين يساهمون برعاية الاطفال ومساعدة الفقراء في تلك المناطق اضافة الى ان روسيا لم تساهم باعادة تعمير ما هدمته آلة الحرب الروسية اثناء اجتياحها للشيشان بعيد مقتل دوداييف فتلك الدولة سويت بالارض تماما ووضع الروس مناطق انفط تحت سيطرتهم تماما والذي يزور الشيشان حاليا يلمس تماما جرائم الجيش الروسي الذي قام باغتصاب النساء وقتل الكبار بالسن ولا يزال يمارس مع حكومة قاديروف نظام شريعة الغاب . واعتبر رار انهاء أزمة القوقاز مرتبطة بتعاون مطلق بين الاوروبيين والدول الاسلامية في مقدمتهم دول الخليج العربي وتركيا لثقلهم وتأثيرهم على الحركات الاسلامية في تلك المناطق .

وأكد وزير الدولة السابق في وزارة الخارجية الالمانية نائب رئيس كتلة الحزب الديموقراطي الاشتراكي ناطق سياستها الخارجية حاليا  جيرنوت ايرلر لـ /  المحرر/  أن ما يجري في القوقاز من أخطاء الاوروبيين الذين لم يساهموا بمناقشة مسالة القوقاز ومعاناة شعوبها بشكل موضوعي بل أهمل الاوروبيون مشاكل تلك المنطقة وعلى الاوروبيين السعي للاهتمام بتلك المناطق والعمل على مساعدة الشيشانيين برفع معوياتهم من جديد بدعم من الدول الاسلامية .

ويؤكد قائد الجيش الالماني السابق كلاوس نويمان / لصحيفة / البيلد / الشعبية الواسعة الانتشار وهو أحد المعادين للاسلام والسعودية وتركيا  وايران / في المانيا والذي كان يشغل ايضا رئاسة عمليات تخطيط حلف شمال الاطلسي / الناتو / ان السعودية وفي مقدمتهم ما يطلق عليهم الغرب / بالوهابيين / وتركيا وراء دعم ما وصفهم بالارهابيين في القوقاز وخاصة في الشيشان فـ / الوهابيين / وعلى / حسب رايه / معادون للغرب ويريدون اقامة دولة اسلامية لهم في تلك المناطق لوضع النفط ومنابع الطاقة تحت سيطرتهم مباشرة مطالبا اوروبا والمجتمع الدولي توسعة نطاق حربهم للارهاب في تلك المناطق  على حد آراءهم .