المرشديون السوريون

د.نمير عبود

تحية طيبة:

بداية أود أن أشكرك من قلبي يا أستاذ ماجد على مقالتك (المرشديون السوريون) وعلى تقصيك الجاد للحقيقة التي حاول الكثيرون طمسها، ولكنني أحببت أن أذكر لك أنك ظلمت المرشديين اذ اعتقدت أنهم يوارون دينهم و يخفونه عن الناس.

 فالتقية مبدأ يقوم على تلون الإنسان كالحرباء أمام الناس خوفا من أن يعلموا مذهبه وهذا ليس من شيم المرشديين.

 فمنذ نهضة إمامنا سلمان المرشد عام 1923 نفض عن شعبه غبار الذلة والمسكنة المتوارثين عبر سنين الاضطهاد الطويلة ودعاهم إلى الاعتزاز بدينهم ،وهذه الزهرة الطاهرة التي غرسها سلمان في نفوس شعبه قد نمت وتفتحت أوراقها تحت الشمس ليظهر المرشديون للملأ ولايتهم لسلمان وعدم نكرانهم لمبدئهم، فقد سيقوا للمحاكم السورية وتعرضوا للاضطهاد والنفي والسجن وقدمت بحقهم الافتراءات الكثيرة.

 ومرورا بالفترة العصيبة بين(1952 -1961 ) تعرض المرشديون لحملة شرسة من قبل أحزاب البلاد والمخابرات السورية حيث قوبلوا بالضرب العلني والسجن بأحكام المادتين(307-308 ) والتسريح التعسفي والحرمان من الحقوق المدنية والعسكرية والاضطهاد والنفي والحملات العسكرية على قراهم حيث يطلبون منهم البراءة من دينهم وهذا ما لم يقبل به المرشديون أبدا بل تقبلوا العذاب لأجل عقيدتهم وحققوا نصرا مبينا بقيادة إمامنا ومعلمنا ساجي بن سلمان المرشد الذي تعرض للسجن والنفي و الاقامات الجبرية أيضا، فمن تعاليمه لنا أن المرشدية دعوة للانفتاح على الحياة المطلقة، لذلك فالمرشديون منفتحون ويرحبون بالمنفتح ولا ينكرون مرشديتهم بل يعتزون بها أمام الناس ويشعرون أن الكنز لديهم فليسوا بحاجة لدعوة الناس ولكن من اتى إليهم وجد الجوانب اللينة لديهم و الترحيب .

وأنت اذ وصمتنا بالتقية فقد أنكرت علينا ذلك الماضي المجيد وواقعنا الذي نفخر به فكفانا فرحا وحبا بأنفسنا أننا لله.

أتمنى لك التوفيق و الخير ،وشكرا .

د.نمير عبود ، د. سيماء مولي   _  النماص_  السعودية .