من تعاستنا نخاف من الضحك ونتفاءل بالتعاسة
د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
من شب على شيء شاب عليه , ومن كان في حياته تعيسا تلاحقه التعاسة والمصائب أينما حل وأينما وجد .
في المفهوم الإسلامي أن حياة المؤمن كلها خير إن أصابه مكروه صبر وفي ذلك خير وإن أصابه خير شكر وفي ذلك خير .
وهذا المفهوم الذي غرسه في قلوبنا وعقولنا رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ,فقد جعله عزاءا لنا لعلمه من عند الله البؤس الذي سيحل بأمته وتعويدهم على الصبر , وهو رحمة بهذه الأمة الصابرة المحتسبة .
و جولة قصيرة في فضاء وكوْن المواطن في الدول العربية بعذف منفرد على آلة موسيقية كالربابة وبصوتها الحزين مفضلة عن الغالبية العظمى من الشعب العربي .
لأنها تعزف على المشاعر التي سكنت في قلوب ومشاعر تلك الناس والتي تخاف أن تتلقى غيرها لكي لايتمزق الصمت الحزين بداخلها .
فقد أعطى الشعب كل مالديه ولم يلق إلا الأسى يعم في فضائه وكيانه وعائلته ,
أعطني حريتي أطلق يديا إنني أعطيت ماستبقيت شيئا
العطاء قوبل بالظلم والسجن وتمزيق الجلود ومقابر جماعية كبيرة تعادل نصف الشعب .
الضحك نسيناه من زمان فلو ضحكنا
تراها ضحكة صفراء تخرج منا بأصوات ليس لها متعة الضحك ومع دموع تنهمر من العين ليقول الفرد منا اللهم إعطنا خير هذا الضحك .
ومع أنه حزين طوال الوقت ولا يقول اللهم اعطنا خير من هذا الأسى .
في القديم قبل ثورة العصر والمرئيات كان غالبية الناس والشعوب لاتعرف قادتها ,فلو كان الحاكم صاحب خير لأصابهم ولو كان صاحب سوء على الأقل كانوا مرتاحين من طلته بحيث يبقى ذكره على الألسن عندما يستلم وعندما يموت .
فمصيبتنا نحن نراه في كل لحظة وتذكرنا طلته بقول الشاعر
إذا رأيت أنياب الليث بارزة فلا تظنن أن الليث يبتسم
منهم من قال سأفرمكم ومن من قال وأنا أعمل إيه يعني أوكلكم بيدي ومنهم من يرعد ويزبد ويكشر عن أنيابه ومستعدا لافتراس أي شخص من شعبه .
ولكن مع العدو تراه ناعما وسيما ضحكته تملأوجهه وتصل لأعماق صديقه العدو اللزيز . فأمامه حورية أو قل كوندليزا رايز ملكة الجمال الأولى في بداية هذا القرن لمدة ثمانية سنوات .
العجب أنني أتعجب كيف بقيت ملكة الجمال كل تلك المدة ولم تنافسها حتى زبيبة فهي حتما أجمل منها بكثير .
تعجبت كثيرا من الهدايا التي أعطيت لها ولم تعطى هدية واحدة لكل من برتني سبيرز أو شاكيرا ولا حتى جورجينا رزق .
معهم منطق في رأيهم تأثروا وتربوا على أغاني أم كلثوم
وضحكنا ضحك طفلين معا وغدونا فسبقنا ظلنا
الشعراء والكتاب في ماضينا الذهبي عندما كانوا يودون إدخال البسمة للناس والغزل في كلامهم تحية للنساء والفتيات
أمطرت لؤلؤا من نرجس فسقت وردا وعضت على العناب بالبرد
فقبلتها تسع وتسعين قبلة وواحدة أخرى وكنت على عجل
اما الآن إغضب تركت في عرب الصحراء قافلتي
ياجبل البعيد خلفك حبايبنا
وفي مسرحية ضيعة تشرين تقول ورده لزهره:
كان من زمان وقت الي اتقوم الدبكه ويمسك الشب بيد البنت حتى يقرصها:
قرصه
قالتلها
العمه بهاي الضيعه حتى البرغش ماعاد قرص .
عندما يصحو الزوج من نومه صباحا ولو كان عنده نوعا من الود ليعبر عنه بصباح الخير يا حبيبتي ,فإنها تخرج من فمه كلمة ضعيفة مقطوعة الحيل والنفس لا الزوجة قادرة على سماعها ولا هو قادر على إعادتها , أو يقولها بصوت جرش تُفضل الزوجة وقتها لو أنه ضربها .
ذهبت رقة المواطن العربي وذهب إحساسه , وانقلبت أفراحه إلى عواقب شتى .
وزادت نسبة الطلاق وانقلب الحب إلى نوع من الإغتصاب وتمرغ المواطن العربي بهموم كثيرة لاتعد ولا تحصى .
فمن حيث الزواج عاجز عن تلبية متطلباته , وإن تزوج يرهق بالديون ويندم أشد الندم على زواجه .
والنسل القادم يعي الأب حقيقة قولهم (هذا ما جناه أبي علي ولم اجن على أحد )
تعرفت مرة على فتاة أمريكية عن طريق البريد الألكتروني وكان السؤال الأول من أي مكان أنت؟
قلت لها من الوطن العربي
قالت أأنت من ذلك الجزء من العالم الذي لا يهتم إلا بالمتاع الجنسي.
غضبت منها جدا ولكن هل كلامها صحيح أم من الدعاية اليهودية ضد العرب ؟
قديما كنا سمعنا تلك التهمة, أن العرب همهم النساء والمال أما الآن فقد لصق بهم تهمة الإرهاب .
بينما وضعوا القتلة هم المعتدلون والشعب المقتول هو الإرهابي .
نفسي لو كان الحطيئة معنا
لكان ارتفع سعر الحمير أكثر , وأوصى معظم الناس بوصيته بعد موتهم .
والحزن يتبعنا في كل مكان ونضحك على مآسينا واخترعنا نكتا ضد الحكام لعلنا نضحك وتظهر أسناننا ليس تكشيرا وإنما ابتسامة رقيقة.
اجتمع قادة الدول العربية وصدف أن كان الإجتماع يوم عيد ,فاقترح عمرو موسى على الزعماء الصعود بطائرة خاصة بجولة فوق الوطن العربي
وفي الطائرة كان المقترح أن يرموا بعض النقود من الطائرة هدية العيد لكي يدخلوا الفرحة على قلوب الملايين من المواطنين العرب في العيد. وبدأ المبلغ كبيرا ثم تناقص حتى بقي رأي قائد الطائرة. فقال لهم:
لكي تسعدوا المواطن العربي أرميكم من الطائرة جميعا وسوف تكون أعظم فرحة لديهم بهذه المناسبة .
تلك حالنا
لولا الحياء لهاجني استعبار ولزرت قبرك والحبيب يزار