المسجد الأقصى يستصرخكم يا مسلمون
صالح محمّد جرّار/جنين فلسطين
سبحانَك يا ربَّ السّماواتِ والأرض ! خلقتَ آدمَ وحوّاءَ , وأسكنتهما الجنّة ,
لكنّهما استمعا لوسوسة الشّيطان, فاقتضت حكمة الله - تعالى – أن يُهبِطَهما إلى الأرض ,ويعيشا وذرّيتهما فيها ,مسترشدين بالوحي , وتتابعت الرّسل - عليهم السّلام – مبشّرين ومنذرين ( وإن من أمّةِ إلاّ خلا فيها نذير ) حتّى ختم الرّسلُ والأنبياءُ بمحمّدٍ - صلّى الله عليه وسلّم - ثمّ كان إسراؤه - عليه السّلام - من البيت الحرام في مكةَ المكرّمة إلى المسجد الٌصى المبارك في القدس , ومن الأقصى عُرج به - صلّى الله عليه وسلّم - إلى السّماء !
إنّ حادثة الإسراء والمعراج لهي إشارة بيِّنَةٌ لمكانة المسجد الأقصى والقدس عند ربّ العالمين , ولذا قال - صلّى الله عليه وسلّم - : " لا تشدُّ الرّحال إلاّ إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام , والمسجد الأقصى , ومسجدي هذا . "
وقد اقتضتْ حكمة الله - تعالى – أن يقع المسجد الأقصى والقدس أسيرين بيد اليهود المعتدين , ويعيثون فساداً فيهما ,وفي أرض فلسطين المباركة , بل وفي الأرض كلّها !
وها هو المسجد الأقصى والقدس وفلسطين تستصرخ المسلمين في شتّى بقاع الأرض ,وها هو جبل المكبّر يذكّرنا بخليفة المسلمين , عمرَ بن الخطّاب رضي الله عنه - حين قدم ليتسلّم القدس , لترفرفَ فيه راية الإسلام الحنيف !!
وها هو منبر صلاح الدّين الّذي أحرقته نيران العدوان الصّهيوني الحاقد - ها هو يستصرخ المسلمين :
المسجد الأقصى ينادي أمّةً تركتْه أهونَ ما يكونُ مكانا ( محمود شيت خطّاب , القائد المؤرخ الشّاعر العراقي من قصيدته بعد معركة جنين سنة 1948 )
فكيف لا نلبّي هذا النّداء وهذا الاستنجاد ؟! وكيف لا تعزمون , أيّها المسلمون , عل تحرير الأقصى والقدس وفلسطين التّي بارك الله فيها , وكم من شهيد في الفتح الإسلامي عطّر بدمه أرضها !!
فهلاّ نحررها ونتّخذ القدس عاصمة العروبة وقلبها النّابض بأمجاد الإسلام والعروبة !
أين الخليفةُ حين جاء مكبّرأً = مِن روضة الهادي إلى إيلياءِ ؟ !
لتكون قدس المسلمينَ على المدى= وتذكّر الحنفاءَ بالإسراءِ !!
بل أين أنت أيا صلاحُ لكي ترى= ما حلّ بالأقصى من الأرزاءِ !!
قد غاب عنه الصّادقون , فما ترى إلاّ نفاقَ الطّغمة الحمقاءِ !!
****
ومع ذلك فلا يأس ولا قنوط , فالنصر والتحرير قادمان , بإذن الله - تعالى – ويسألونك متى هو ؟ قل عسى أن يكون قريبا !!