إنفراط عُقد القيم

يقول الشاطبى المتوفى 790هـ فى كتابه (الموافقات): أن تكاليف الشريعة ترجع إلى حفظ مقاصدها فى الخلق،  وهذه المقاصد لا تعدو ثلاثه أقسام (1) أن تكون ضرورية (2) أن تكون حاجيه (3) أن تكون تحسينية فاما الضرورية فمعناها أنها لا بد منها لقيام مصالح الدين والدنيا بحيث انها لو فقدت لم تجد مصالح الدنيا على استقامه بل على فساد وتهارج وفوت حياه ويقول الاستاذ الدكتور فوزى طايل فى كتابه (كيف نفكر إستراتيجياً): واذا ما القينا نظره عامه على (منظومه القيم  الاسلامية) يمكن تقسيمها إلى (قيم علياً) و(قيم حاجية) و(قيم فضائل خلقية) ص31 وهى نفسها التى ذكرها (الشاطبى) المتوفى عام 790ه هذة حضارتنا التى رفضاها!!

إن رفضنا لخصائصنا الحضارية والمغلف بأردية التنوير والتجديد والحداثه والمعاصره الى آخر المصطلحات المستفزه التى يطلقها دعاه الإبنهار والنقليد بكل ما يخالف تلكم الخصائص ما هو إلا سقوط فى بئر التبعيه بكل أشكالها وفقد لخطوط السير  فى منظومه مستمده من ديننا تحكم تصرفاتنا كما يريد خالقنا تعاظم وارتفع.

لقد تسبب معظم كتاب عشرينيات القرن الماضى فى إفساد الكثير من مفاهيمنا المستمده من ديننا تحت يافطة عريضه اسمها البحث والتجديد والتنوير ظنا منهم أنه الطريق إلى النهضه واللحاق بأوربه!

ونسوا أن سبب قيام الحضاره الأوربيه أو ما نراه من تقدم تكنولوجى مذهل فى عالم الأشياء هو اتخاذهم منهج الإتقان وهو منهجنا الذى هجرناه ورفضناه.

ونفس الكلام الذى يقوله الان كتاب الفكر الاستراتيجي وعلى رأسهم الدكتور فوزى طايل ورحنا نجرى وراء الغرب أو الشرق نبحث عن الاجابه: ما هو سر تقدمهم!؟ الاجابه لدينا ونحن فى غفله دائمه تشعرك بالخيبه الدائمه والدونيه المستمره! أنه منهج الاتقان!

منهج الاتقان التى يدخل ضمن منظومه القيم الاسلاميه العليا (مفرده العمل) قال صلى الله عليه وسلم "إن الله يحب أذا عمل احدكم عملاً أن يتقنه" حديث متفق عليه

ولكن يسبق العمل هنا  (مفرده الإيمان) لأنه لا عمل صالح بدون إيمان (إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) سوره العصر.

الإيمان والعمل الصالح قاعده شرعيه حاكمه.

لن يكون العمل صالحاً إلا إذا سبقه الايمان لذا كانت أعمال كثيره جيده ورائعه ولكنها ليست صالحه!

العمل الصالح يستلزم الإيمان أولاً!

أنها قضية إعتقادية والبعض يفضلونها الحاديه!

وقد انتصرت الأخيره وقامت حضاره إلحاديه لا تؤمن إلا بالمحسوس وتتنكر لعالم الغيب وترفضه مع أن الجانب الأكبر من حياتنا الحالي غيب لا يعلمه إلا الله وحياتنا الاخره غيب أيضاً لا يعلمه إلا الله وما نعرفه عن غيب الاخرة مصدره القران الكريم أو السنه النبويه المطهره فلا غيب يعرفه احد من الناس مطلقاً.

والسؤال: لماذا ينكر الملحد ما لا يعرفه؟

وجودك أيها الملحد دليل وجود لله.

عد إلى ربك واستقم كما أمرت.

وسوم: العدد 656