عربة المصالحة الفلسطينية تسير إلى مسارها الصحيح

كان هذا الانقسام بين حركتي فتح وحماس، هو الأخطر في تاريخ الشعب العربي الفلسطيني؛ لأنه عرض وحدة الأرض الفلسطينية لخطر الانقسام والانشطار، وأصاب النسيج الاجتماعي في الصميم، كما أن السيطرة على غزة وفصلها عن الضفة الفلسطينية عمّق الشرخ، مما استوجب ذلك الحِراك المكثف الذي تقوده مصر العروبة، لاستعادة الوحدة الوطنية، وطي صفحة الانقسام من خلال اللقاءات المختلفة على مختلف الصعد، والتي كان آخرها اتفاق تنفيذ المصالحة بمصر الحبيبة في (12 تشرين الأول/ أكتوبر 2017)، والذي نص على إعادة الأمور إلى نصابها.

وفي هذا السياق، أتمنى أن نأخذ العبر من الماضي، لنعزز الحاضر بإيجابيات قوية، تؤسس لمستقبل مشرق من العمل الوطني، في ظل وحدة وطنية، ترسم آفاق هذا المستقبل، على قاعدة أن الوطن للجميع، وأن نحرص على أن نترك لأبنائنا ما يفتخرون به، من ركائز العزة والكرامة، لا أن نكرر أخطاء أسلافنا، وفي ظل هذا المناخ، نأمل أن يكيف كلٌ منا على قبول الآخر، وعلى مبدأ المشاركة الصادقة في بناء الوطن لا على إقصاء الآخر، فالوطن في حاجة لجهد الجميع، ودم الجميع، لأنه سقف الجميع تحته ملاذهم الآمن.

فلنعمل جميعاً، على اقتلاع أنياب الفتن التي تنهش جسد الوطن، ونبني بدلاً منها جسور التواصل والمحبة والإخاء، ونعزز ثقافة التسامح.

وحيث إن التاريخ الفلسطيني زاخر بالدروس والعبر الهادفة، فالمطلوب أن يُعاد تقويم ما حدث بشكل علمي وموضوعي بكل شفافية، على قاعدة النقد الذاتي البناء، الذي يعيد عربة الحوار والوحدة والنضال إلى مسارها الصحيح.

وسوم: العدد 742