من روائع ما قال العلامة محمد الغزالي المصري رحمه اللّٰه

من روائع ما قال العلامة محمد الغزالي المصري رحمه اللّٰه :

هذا الزّمان كفيل بتغيير أي قلب مهما كان ثبات صاحبه .

-هاتفت صاحباً ممّن كنت أغار من صلاحه وعطائه للدّين ، فلمستُ في كلامه تهاوناً وفي دينه كثيراً من اللين .

- وزارني أخٌ حبيبٌ يقول أدركني فقد أصبحت أجمع صلواتي بعد أن كنت لا أقصّر في نافلتي .

- ورأيت حبيباً لم أره منذ زمن ،فرأيت في وجهه انطفاءة لم أعهدها من قبل ، فلم يتركني في حيرتي كثيراً، فقد أذهب بهاء وجهه طول النّظر في الأجساد العارية والمشاهد الفاتنة عبر مواطن الفتنة ومشاهد الضياع . 

ناهيك عن كثير من أحبّتنا الذّين زاد ترخُّصهم في أمر الرّبا والنّساء والحقوق ، حتى أصبح جل دعائي من فرط ما أرى :

*رب سلم سلم..*

ولما رجعت إلى نفسي وجدت وراء الأمر علّتين :

*أولاهما* : ترك بعضنا لنفسه حتّى يلامس الأرض بلا حاجز من إيمان ، ولا اتكاء على شيء يمنعه من التّمرغ في وحلها ..

*وثانيهما* : انشغال المصلحين عن بعضهم حتّى لم تعد تهدهد قلوب بعضنا كلمات الأخوة المذكِّرة، ولا رسائلها الموقظة كما كانت في سابق عهدها .

فإذا بمصلح الأمس يَتّكئُ اليوم علىٰ عصا ضعيفة إن احتملته يوما لن تحتمله آخر .

رحم اللّٰه السّلف ، كانوا يتفقدون إخوانهم .

فيسألون عن آخرتهم خوفاً عليهم من ضياع الإيمان. ويسألون عن دنياهم خوفاً عليهم من العَوَز وهم بين الأحباب والإخوان .

ورحم اللّٰه عمر بن الخطّاب رضي اللّٰه عنه  ، لمّا علم أن صاحباً له تدنّىٰ في إيمانه حتّىٰ شرب الخمر، أرسل إليه صدر سورة غافر، ولا زال يذكّره باللّٰه حتّىٰ عاد .

*إطمئنوا علىٰ بعضكم ، وتفقّدوا إخوانكم*

فمن وجدتموه ما زال منهم على الجادّة فثبتوه ، ومن وجدتموه يوشك علىْ السّقوط فأسندوه وأعينوه حتّىٰ توقفوه ،

ومن وجدتموه قد توحَّل من طين الأرض فطهروه وطيبوه .

فما آخاك أخوك لتلاطفه وتؤاكله وتمازحه عند النّماء، وإنّما لتؤازره في أمر دينه ودنياه عند الشّدائد والأنواء.

*فتفقدوا أحبابكم، فهم واللّٰه من أجمل عطايا ربكم*. ويكفيكم أن الجنّة لا يطيب نعيمها إلا بهم . ا . هـ

وسوم: العدد 925