لقومٍ يتفكّرون

[من كتاب: الاستبداد والاستعمار وطرق مواجهتهما عند الكواكبي والإبراهيمي، للدكتور: أسعد السحمراني، ص10]

 

التفكير الذي قال عنه العقاد "فريضة إسلامية"، وجعله عنواناً لأحد مؤلفاته، هو أيضاً حق. لكنه للأسف محرّم في جزء كبير من بلادنا وعلى قطاع كبير من أمتنا، مع أنه حق، ومع أنه فريضة.

أما كيف استطاع الطواغيت تحريمه، وكيف استطاعوا تنفيذ هذا التحريم، وهو شيء داخلي لا يستطيعون مراقبته وضبطه، فهنا تكمن عبقرية الديكتاتوريين والاستعماريين والمستبدّين.

والاستبداد، كما يعرّفه الكواكبي، هو "تصرّف فرد أو جمع في حقوق قوم بلا خوف أو تبعة"، وهذا ما يفعله الاستعمار، وما يمارسه الديكتاتور، وما يقوم به المستبد فرداً كان أو جماعة، ولهم في ذلك مذاهب، ويتبعون لتحقيقها أساليب، وهي، وإن كانت متنوعة، تتبع مدرسة واحدة، أو لنقل "مذهبية واحدة" تقوم على:

الإغراء، والإلهاء، والتخويف، والبطش.

إن القوانين في البلاد التي تحكمها الديكتاتورية تحرّم التفكير، بأن تحرِم المواطن من القدرة على التفكير، ومن الوقت اللازم للتفكير، فهو مشغول بملذاته إن كان من المقرّبين، وبالسعي لتأمين قُوته إن كان من المواطنين، وبالخوف إن كان من المعارضين.

وسوم: العدد 1045