كلما فكرت أن أعتزل السُلطة

نزار قباني

كلما فكرت أن أعتزل السُلطة..

ينهاني ضميري.................

من ترى يحكم بعدي هؤلاء الطيبين؟

من سيشفي بعدي الأعرج..

والأبرص.....

والأعمى......

ومن يحيي عظام الميتين؟

من ترى يخرج من معطفه ضوء القمر؟

من ترى يرسل للناس المطر؟

من ترى يجلدهم تسعين جلدة؟

من ترى يصلبهم فوق الشجر؟

من ترى يرغمهم أن يعيشوا كالبقر؟

ويموتوا كالبقر؟......................

كلما فكرت أن أتركهم.....

فاضت دموعي كغمــــامة...

وتوكلت على الله..

وقررت أن أركب الشعب....

من الآن إلى يوم القيامة...