مهرجان الخلود

(يوم ذكرى الجلاء)

شعر: محمد المجذوب

رايـةَ الـعـز صـفِّقي في iiالعَلاءِ
وتَـهـادَيْ عـلـى الفضاء فقد iiطا
إنـه مَـصـرعُ الـظـلامِ iiوفجرٌ
حُـلُـمٌ طـالـما استضاء به iiالسا
مـسـحـتْ كـفُّـه جراحَ iiالثكالى
صـفـحـةٌ أنـتِ مـن جهاد الميا
فـي ثـنـايـاك يشرق الأملُ iiالعذ
فـتَـجـلّـيْ عـلـى القلوب iiتُنا
تـسـتشف الأحلام في خفقك iiالسا
* * ii*
أمـسُـكِ الـمُوجِعُ الرهيبُ iiتوارى
مـلأتْ دربَـه الـضحايا وقد iiضا
وطـريـق الأحرار ما زال مذ iiكا
عـشـقـوا الحقَّ غايةً وغلا iiالمَهر
وإذا الـحـق لـم يفز بهوى iiالحرِّ
فـاحـفـظـيـها ذكرى تخلِّدُ iiللأ
ثـروة الـشـعب ذكرياتُ iiمواضٍ
* * ii*
أيـن عـهـدٌ من الظلام دهى iiالشا
عـبـثـتْ فيه أنيبُ الذئبِ iiبالليث
أفـسـد الأنـفـسَ الضعيفةَ iiفانقا
ألـفـتْ ذلـةَ الـخـيـانـةِ iiحتى
فـهـي نصلٌ في مهجة الوطن iiالدا
وهـي فـي مـنـطق السياسة سرٌّ
غـمـةٌ فـرجـتْ دجـاها يدُ iiاللهِ
فـإذا الـغـادرون فـي ظلمة iiالتا
ذهـبـوا فـي مواكب العار iiيحدو
وعـلـى الشام من طيوفِ iiمآسيهم
تنفخُ الحقدَ في الصدور على iiالبغي
ولـقـد يُـعـذر الشَّماتُ من iiالحرِّ
* * ii*
أيْ عـرينَ الأُسودِ حدِّثْ عن الأمـ
عـن جـنـود الظلامِ روَّعها iiالنو
عـن عـهود الدسائس الحُمرِ iiعن
عن عذاب الأحرار في حَلَكِ المُطبِقِ
عـن لـيـالـي الآلام أيـامَ iiيعلو
ضـقتَ صدراً به ومن قبلُ قد iiضا
قـد يـمـر الحديثُ عن أمسِ iiلكن
غـرد الكون أمس في عرسك iiالفخم
وحـبستُ الألحانَ وحديَ في iiالقلب
وأنـا الـشـاعر الذي جُرِّعَ iiالصا
فـي زوايـا سـجـونك السودِ منه
وعـلـى جُـدرِهـا الرهيبةِ iiلونٌ
فـهـبِ الـروح نفحةً منك أسكبْ
عـرسُـك اليومَ مهرجانٌ من الخلد
تـتـلاقـى الأمـجادُ فيه، فمِن iiما
وعـلـى أسـدك الـغطاريفِ iiمنه
فـتـأمـل تـرَ الـزبـيرَ iiوسعداً
... عَـلَمَ المجدِ لا رَمَتْك يدُ iiالدهر
عـدت لـلـشـام والـربـيع iiفللهِ
شـعـبُـك الـحـرُّ يا رجائيَ iiآلى
شـعـبُـك الـحرُّ يا غراميَ iiآلى
فـأعـدْ لـلـحـيـاة ما سَلَبَ الغد
وابـقَ للدهر مِشعلَ الرحمةِ iiالكبرى
قـد تـزول الـجـبـال لكن iiمُحيا






















































وامـلـئـي بـالجلالِ يومَ iiالجلاءِ
لَ إلـيـك الـحنينُ من ذا iiالفضاءِ
عـبـقـريٌّ مـن الهدى iiوالضياء
رون فـي غـيهبِ الأسى iiوالشقاءِ
وسـرى فـي الجفونِ طيفَ iiعزاء
مـيـنِ وسـفْـرٌ من أدمعِ iiالشهداء
بُ مـشـيـراً إلـى الغد iiالوضاء
جـيـكِ بـوجـدِ المولَّهين iiالظِّماء
حـر نـوراً يَـشِـعُّ فـي iiالظلماءِ
* * ii*
غـيـرَ ذكـرى مخضوبةٍ iiبالدماء
ق مــداه بـزحـمـةِ iiالأشـلاء
ن عـلى الأرض، مسرحَ iiالأرزاء
فـغـالَـوا بـبـذلـهـم iiوالـفداء
فـمـا الـعيش غيرَ محض iiالفناء
بـنـاء ذخـراً مـن عِـزة الآباء
تَـحـفـزُ الـشعبَ للذرى iiالشماء
* * ii*
م وأخـنـى عـلـيـهِ iiبـالبأساء!
وعـاث الـطـغـاةُ iiبـالأبـرياء
دتْ إلـيـه حـقـيـرةَ الأهـواء
لا تـبـالـي بـعـزةٍ أو iiحـيـاء
مـي وسـيـف في قبضة iiالدُّخلاء
يـجـعـل الحق باطلاً في iiالمِراء!
بــصــبـحٍ مـنـوَّر iiالأنـداء
ريـخ رمـزُ الـجـريمةِ iiالنكراء
هـم هُـتـافُ الـهَوانِ iiوالازدراء
بـقـايـا الآلام بـعـدَ iiالـوبـاء
وتُـذكـي حـوافـزَ iiالـبـغضاء
إذا لاح مــصـرعُ iiالـلـؤمـاء
* * ii*
ـس ولا تُـخـفِ مـوجعَ iiالأنباء
رُ فـولَّـت أمـامَ جـيش iiالضياء
أسـرار تـلـك الـعصابة الخرقاء
تـأسـو جـراحـهـا بـالإباء(1)
ك لـواء.. يـا ذلَّـه مـن iiلـواء!
ق بـمـرآه صـدرُ هـذا iiالـهواء
رُبَّ مُـرٍّ يـأتـي بـحـلو iiالشفاء
وغـنّـتْـه ألـسـنُ iiالـشـعراءِ
فـلـم أسـتـجب لغيرِ iiالبكاء(2)
بَ حـنـيـنـاً بـيـومِك الوضاء
أثــرٌ نـاطـق بـذاك iiالـبـلاء
مـن بـقـايا الجراحِ في iiأحشائي
فـي سَـمـاعِ الوجودِ سحرَ iiغِنائي
تـجـلّـى عـلـيـه قلبُ iiالسماء
ض مـضـيءٍ ومن غدٍ iiمستضاء
مـظـهـرُ الـعـزِّ بـاهر iiاللألاءِ
والـمـثـنّى خلفَ الوجوهِ iiالوِضاء
ولا زلــتَ مُـشـرقَ iiالأضـواء
ربـيـعـان مـن سـنـاً وسـناءِ
لـيَـصُـونَنْك من عوادي iiالقضاء
لَــيَــرُدَّنَّ مــاضـيَ iiالآبـاء
رُ مـن الـخـيـر والهدى iiوالوفاء
ومَـجـلـى الـعُلى ورمزَ iiالإخاء
كَ سـيـبـقـى لـنا بقاءَ iiالسماء

(1) المطبق: السجن الانفرادي، وقد ألقيت القصيدة في ثكنة من مخلفات الجيش الفرنسي.

(2) إشارة إلى يوم جلاء الفرنسيين عن الثكنة إذ لم يتمكن الناظم من الكلام أثناء ذلك الاحتفال