أغنية للكسر والجبر

أغنية للكسر والجبر

شعر: حسيب كيالي

إلى الذين يقاتلون بعظامهم

يالَيَدٍ، يا لَلْيَدِ قدْ كُسرتْ من لَدَدِ

يا لَيَدٍ يا لَلْيَدِ قدْ خُلقتْ للرَّغدِ

لضمَّةٍ من زَهَرٍ تفْغَمُ آنَ موعد

يا لَيَدٍ ألجأَها إلى الحجارِ المُعتدي

يا لَيَدٍ تَرمي الشُّواظَ واللّظى بالبَرَد

قد نَفِذَ الفولاذُ والحِجارُ لمّا تَنْفَد

حجارةٌ كريمةٌ من خالصِ الزّمرد

حجارةٌ متى يَفُرْ بُركانُها لا يخمدِ

يَدٌ إلى غير قُطوفِ غارِنا لمْ تُمْدَدِ

      

يا لَيَدٍ إنْ يَكسرِ الأعداءُ عظمَ العَضُدِ

يُجبرْ بكلّ أروعِ من الرِّجالِ أصيدِ

أينَ يفرُّ المجرمُ – الموتورُ من محمّدِ

مُعَلمِ السلامَ للمؤمنِ والموحّدِ

وسيدِ الحربِ على اليهودِ والتَّهودِ

بما قَلَى الغَدرَ وأهلَ الغدرِ منذُ أُحُدِ

قلْ للسماءِ: أبرقي في غَضَبٍ وأرعدي

إرمي بكلِّ صاعقٍ من ضِغننا وأقعدي

إنْ تَنزلي تَمَجَّدي وإنْ تُغيري تُحمدي

ما كُسّرتْ يدايَ إلا في سبيل سُؤدُدِ

راحَ يُماري فيهِ مَنْ شَوَّهَ وجهَ الجَلَد

وهوَ الدّخيلُ لفظتْه قبلُ خِيمُ البلدِ

يا سؤدداً منْ أحمدٍ وطابَ ذِكرُ أحمدِ

ومنْ حبيبِ اللهِ عيسى الكلم المجسّدِ

تمرّداً أنتَ أردتَ؟ ذُقْ لظى التّمردِ

وهمتَ ما كسّرتَهُ أنتَ بصُمِّ الجَلمَدِ

هو الإسارُ في المَضاءِ والحجى والرّشَد

أمَّا يَدي فلن تزالَ في قفاكَ تغتدي

تَقفدُهُ قَفداً وقلّ ذا لتيسٍ أقفدِ

حتّى يُرى وجهكَ كالقفا من التَخدُّدِ

أنَى تكنْ تسفَّ من تُربِ المكانِ الأَوْهَدِِ

عُدْ أيها المَنبوشُ من لَحدٍ إلى اللحدِ عُدِ

توَحّدَ الراعي بغَورِ أرضِه والنُّجُدِ

طُوبى لمنْ وحّدهُ والمجدُ للتّوحدِ

إضربْ بسهمٍ أبداً مُسدَّدٍ مُصرِّدِ

وجدّد الضّرابَ لا تُوقفه، لا تُصَرِّدِ

أنتَ متى تُلحّ في عُرامِهِ تَجَدّدِ

      

تورّدي يا وجناتِ خِلّتي تَوَرّدي

يا لَونها التفاحَ والنُّجومُ في تَهَجّدِ

والشمسُ قدْ تهيّأتْ لكنها لمْ تَرقدِ

والفجرُ قدْ أيقظهُ لَغوُ مُفيق غَرد

يَفتقدُ الوردَ بأُفقٍ مَشرقيِّ البُرُدِ

      

يا قلبُ لا تجنحْ عن العِشْقِ ولا تبتعدِ

لا تبتئسْ.. أعداؤكَ الكثيرُ رغوُ الزّبدِ

حُبّكَ ما ينتفعُ الناسُ به.. فزوّدِ

بالخفقِ كالعِناقِ كلّ موثقٍ مقيَّدِ

وكلَّ عبدٍ جاهلٍ موّقعهُ في الأعبُدِ