كانوا يتمثلون

كانوا يتمثلون (1):

كان الإمام سفيان بن عيينة(ت: 198هج) يتمثل بهذه الأبيات:

إذا ما رأيت المرء يقتاده الهوى

              فقد ثكلته عند ذاك ثواكله

وقد أشمت الأعداء جهلا بنفسه

          وقد وجدت فيه مقالا عواذله

ولن ينزع النفس اللجوج عن الهوى

         من الناس إلا وافر العقل كامله

*****************

كانوا يتمثلون(2):

يحكى أن الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت: 170هج) كان ينشد كثيرا هذا البيت، وهو للأخطل:

وإذا افتقرت إلى الذخائر لم تجد

               ذخرا يكون كصالح الأعمال

*****************

كانوا ينشدون(3):

كان الإمام الفقيه المالكي الزاهد أبو بكر محمد بن الوليد الطرطوشي المتوفى (سنة 520 هج) دفين الإسكندرية كان كثيرا ما ينشد:

  إن   لله   عبادا   فطنا

     طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا

  فكروا فيها فلما علموا

        أنها  ليست  لحي  وطنا

  جعلوها لجة واتخذوا

      صالح الأعمال فيها  سفنا

أي عدوا الدنيا بحرا، واتخذوا من الأعمال الصالحة سفن نجاة يعبرون بها إلى الآخرة بسلام وسلامة.

************************

كانوا ينشدون(4):

كان إمام عصره في اللغة والآداب والشعر الفائق أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد البصري المتوفى ببغداد سنة 321 عن 98 سنة كان كثيرا ما يتمثل:

   فواحزني أن لا حياة لذيذة

        ولا عمل يرضى به الله صالح

*****************

كانوا ينشدون (5):

كان الإمام الحافظ الناقد يحيى بن معين البغدادي (ت:231هج) ينشد:

 المال  يذهب  حله  وحرامه

              طرا وتبقى في غد آثامه

 ليس   التقي   بمتق    لإلهه

          حتى يطيب شرابه وطعامه

ويطيب ما يحوي وتكسب كفه

   ويكون في حسن الحديث كلامه

 نطق   النبي لنا   به عن ربه

           فعلى النبي صلاته وسلامه

*****************

كانوا ينشدون (6):

كان الإمام الحافظ يحيى بن عبد الوهاب ابن منده الأصبهاني (434-512هج) -وهو محدث ابن محدث ابن محدث ابن محدث ابن محدث- 

كان كثيرا ما ينشد لبعضهم:

عجبت لمبتاع الضلالة بالهدى

     وللمشتري دنياه بالدين أعجب

وأعجب من هذين من باع دينه

     بدنيا سواه فهو من ذين أخيب

*****************

كانوا ينشدون(7):

كان العلامة القاضي السفير المشير الفقيه الشافعي بهاء الدين ابن شداد: يوسف بن رافع الأسدي المولود في الموصل سنة 539 والمتوفى في حلب سنة 632 هج المدفون في مدرسته في محلة جنينة الفريق تحت القلعة

كان كثيرا ما ينشد في مجالسه:

  إن السلامة من ليلى وجارتها

           أن لا تمر على حال بناديها

*****************

كانوا ينشدون(8):

كان الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة (93-179 هج) كثيرا ما يتمثل بقول الشاعر:

  وخير أمور الدين ما كان سنة

       وشر الأمور المحدثات البدائع

*****************

كانوا ينشدون(9):

قال الربيع بن سليمان: 

كتب إلي أبو يعقوب البويطي رحمه الله من السجن -وكان الواثق قد سجنه إذ لم يجب في القرآن-، وكان مما كتب إلي: 

حسن خلقك لأهلك.

واصبر نفسك للغرباء.

فإني كثيرا ما كنت أسمع الشافعي يتمثل بهذا البيت:

   أهين لهم نفسي لأكرمها بهم

      ولن يكرم النفس الذي لا يهينها

*****************

كانوا ينشدون(10):

كان الحافظ الكبير المعمر أبو الطاهر السلفي-بكسر السين- الأصبهاني الشافعي المتوفى بالاسكندرية سنة 576 هج (وقد دخل قبره في مسجد سند بن عنان)

كان كثيرا ما ينشد:

   قالوا: نفوس الدار سكانها

        وأنتم عندي نفوس النفوس

*****************

كانوا ينشدون(11):

كان الرجل الصالح المتسنن الناصح أبو عثمان سعيد بن إسماعيل الحيري النيسابوري المتوفى بنيسابور سنة 298 هج 

كان كثيرا ما ينشد في حال وعظه:

  وغير تقي يأمر الناس بالتقى

         طبيب يداوي والطبيب عليل

*****************

*****************

*****************

كانوا ينشدون (15):

    قال أحمد بن عمرو النبيل (ت: 287):

    صحبت النخشبي (عسكر أبا تراب المتوفى سنة 254) في البادية، فلم يكن له زاد إلا هذين البيتين:

رويدك جانب ركوب الهوى

           فبئس   المطية   للراكب

وحسبك بالله من مؤنس

         وحسبك بالله من صاحب

***********************

كانوا ينشدون (16):

    -كان سلطان الزاهدين إبراهيم بن أدهم البلخي (ت: 162) إذا عمل ارتجز:

     اتخذ الله صاحبا  

                    ودع الناس جانبا

-وكان سلطان العارفين السيد أحمد بن علي الرفاعي (500-578) يترنم بهذا البيت:

إن كان لي عند سليمى قبول

            فلا أبالي ما يقول العذول

وكان يقول:

ومستخبر عن سر ليلى تركته

           بعمياء من ليلى بغير يقين

يقولون خبرنا فأنت أمينها

             وما أنا إن خبرتهم بأمين

**************************

كانوا ينشدون (17):

    كان الإمام القدوة الكبير عبد الله بن المبارك المروزي (118-181) كثيرا ما يتمثل:

وإذا صاحبت فاصحب صاحبا

                  ذا حياء وعفاف وكرم

قوله للشيء لا إن قلت لا

                 وإذا قلت نعم قال نعم

وكان يتمثل:

وكيف تحب أن تدعى حكيما

              وأنت لكل ما تهوى ركوب

وتضحك دائما ظهرا لبطن

             وتذكر ما عملت فلا تتوب

وهذان البيتان لأبي العتاهية.

**************************

كانوا ينشدون(18) و(19) و(20):

    -قيل لابن التابعي العابد البكاء (يزيد الرقاشي): 

أكان أبوك يتمثل من الشعر شيئا؟

قال: كان يتمثل:

    إنا  لنفرح بالأيام  نقطعها

    وكل يوم مضى يدني من الأجل

    -وقال أبو يحيى الزراد:

كنت أسمع (حسان بن أبي سنان) يتمثل كثيرا:

  لا صحة المرء في الدنيا تؤخره

             ولا يقدم يوما موته الوجع

   -وقال يحيى بن بسطام:

قلت لجار (أبي مالك ضيغم بن مالك):

هل سمعت أبا مالك يذكر من الشعر شيئا؟

قال: ما سمعته يذكر إلا بيتا واحدا.

قلت: ما هو؟

قال:

  قد يخزن الورع التقي لسانه

             حذر  الكلام  وإنه  لمفوه