ماذا قال زئيف أوديد مناحم أخصائي علم اجتماع تربوي إسرائيلي

زئيف أوديد مناحم : أخصائي علم اجتماع تربوي إسرائيلي يقول :-

بالأمس وفي الساعة 9 والنصف تقريباً عرضت القناة العاشرة تقريراً عن حياة عائلة يهودية أرجنتينية تسكن في مستوطنات غلاف غزة، وحين سألو الطفل الذي يبلغ من العمر 10 سنوات

مم تخاف بشكل عام ؟

كان جوابه (أن يخرج عربي من النفق ويأخذني أثناء نومي) !!

*هذا الجواب وضعني كأحصائي علم اجتماع أمام حقيقة مفزعة لا أدري كيف لم تخطر على بالي من قبل وهي صورة العربي في أذهان الجيل الجديد.*

جيلنا نحن تعود على صورة العربي الجبان الغدار الماكر صاحب الكوفية والعقال السمين الذي يركب الحمار دوما ويأكل البيض المسلوق والسردين ويشرب الشاي، صورة الجندي العربي كانت في عيني أبناء جيلي صورة إرهابي جبان أو جندي مستسلم في حرب (الاستقلال) 48 وفي حرب (الأيام الستة) 67 هذا الجندي الذي كان ينهزم في كل معركة دون أدنى جهد يذكر .

وحينها تكرست صورة الجندي اليهودي الذي لا يقهر حتى منظمة التحرير إستطعنا طردها وإظهارها بمظهر المهزوم حين طردناها من لبنان .

لكن الصورة الآن تغيرت بشكل جذري وخطير، أبناء جنوب إسرائيل البالغين من العمر عشر سنوات أصبحوا يرون العرب وبالذات مخربي حماس وحوشاً مرعبة تخرج من بطن الأرض لتخطف جنودنا، يرون مخربي حماس على وسائل الاعلام يقتلون الجندي الاسرائيلي الذي نُعلمهم في المدارس أنه المنتصر دوماً وأنه لا يقهر .

ولا ننسى الحياة في الملاجئ وصوت صفارات الإنذار وبكاء الأمهات حين الهرب إلى الملاجئ كل هذه الصور تجعلنا نبدوا ضعفاء أمام الجيل القادم في حين تتكون صورة في اللاوعي عند هؤلاء الأطفال أن حماس عدو وحشي قوي لايرحم وأننا مهزومون .

???? هؤلاء الأطفال سيصبحون جنوداً بعد ثمانية سنوات وأنا أتساءل: أي جيل هذا الذي سيدافع عن دولة اسرائيل وقد تربي على الرعب من أعدائنا ؟!!!

أي جيل هذا الذي سيحمينا من الإبادة العربية القادمة وهو يرى قادة دولة اسرائيل مهزومون في غزة ؟

هذا الجيل الذي ربته صواريخ حماس في الملاجئ وعلى صوت صفارات الإنذار لن يكون جيلاً عسكرياً محارباً مثل آبائهم وأجدادهم، بل سيكون جيلاً متردداً مرتبكاً يفزع من ذلك المُلثّم الخارج من فم النفق .

أدركت مدى فداحة الوضع أثناء الحرب الأخيرة وأنا أرى الركض نحو الملاجئ في بنايتي في أسدود وبكاء الأمهات والأطفال حين سألت طفلة مذعورة أمها الباكية هل المخربون قادمون لذبحنا ؟!!

وسوم: العدد 801