كالموتى يمضون إلى حتفهم

(انا لم أعش أبدا ولم أكن في يوم من الأيام من الأحياء)

لويجي بيراندللو - قصص إيطالية-

بخطى مثقلة كأحذية العساكر

يمضون إلى حتفهم

على أكتافهم يحملون أحلامهم

وملامحهم ..

وخبزهم التي يأكل منها الطيركل صباح

وعند الغروب كالموتى

أو كقتلى الحروب والمعارك

 ينامون عراة حفاة

بلا أفق وبلا قمر

وبلا نافذة تطل على البحر

وبلا بياض الثلج وزهر اللوز

وبلارؤى هائمة كالحمائم البرية

 وبلا وطن دافئ  كقلب الأمهات

يحميهم من وجع الوقت

 والبردوالموت

على رصيف الشوارع المنسية

كالموتى ينامون في انتظارالمطر

ومراسيم الدفن

تظللهم الشرفات

والأغصان الذابلة

وماتبقى من الهزائم..والخسارة

والأحلام والذكريات

كأوراق الأشجارتتساقط عليهم

نسيا منسياتتساقط عليهم

تحفهم الكلاب من كل حدب وصوب

تنام بالقرب منهم كمدفأة

في صمت موجع كموسيقى هادئة

تتأمل غربتهم وملامحهم المتعبة

كما يتأمل السائح الغريب مشهدا

أو لوحة لجثث حرب مدمرة

وسوم: العدد 859