كاتب تركي: من تسبب بإغراق لبنان يحاول إلقاء فشله على تركيا

clip_image002_8e732.jpg 

أكد الكاتب التركي توران قشلاقجي، أن القوى والدول الخارجية تسعى للسيطرة على لبنان من خلال تجنيدها لعدد من وسائل الإعلام والوحدات الأمنية من أجل تحقيق أجندتها الخاصة دون أن تكترث بالمواطن اللبناني الفقير وأمنه واستقراره، مضيفا أنها تتناسى الأدوار الخارجية لتلك الدول والتي تأتي فرنسا وإيران والسعودية والإمارات في مقدمتها، في حين تحاول إلقاء اللوم على تركيا من خلال نشر أخبار زائفة وهو أمر يتنافى مع الحقيقة.

كلام قشلاقجي جاء في مقال نشره في صحيفة “القدس العربي”، الأربعاء، تحت عنوان “هل تخطط تركيا لاحتلال لبنان؟”.

وقال قشلاقجي “إن القوى الخارجية الراغبة بالسيطرة على لبنان، تستخدم المجموعات التي تدعمها بتهوّر لتمرير أجندتها الخاصة، فالمجمُوعات المدعومة من إيران، تعمل من أجل الأجندة الإيرانية، وتلك التي تحظى بدعم من الإمارات والسعودية تقاوم من أجل الأجندة الإماراتية، وكذلك المجموعات التي تدعمها فرنسا والدول الغربية، تسعى لتحقيق الأجندة الفرنسية”، مضيفا أن “الذين يكافحون من أجل البلد الجميل والمسكين لبنان، فإنهم شبه معدومين، فسوف يزعم الجميع بأنه يعمل لكي ينعم لبنان بالسلام لكن من المعلوم أيضا لدى الجميع أن هذه ليست سوى كذبة كبيرة”.

وأضاف “لم يعُد ذاك البلد الجميل لبنان قادرا على تقرير مصيره بنفسه، نظرا لوقوعه في دائرة أهداف ومطامع الكثير من الدول الأجنبية، ولو كان مستقبل البلد متروكا لشعبه، لتمكن من تحقيق الوحدة والسلام في داخله، على الرغم من كل الخلافات الدينية والطائفية، وربما لم يكن ليشهد كل هذا الانهيار المؤسف”.

وأرفد “يضم لبنان مجموعات إعلامية، ووحدات أمنية، ومؤسسات تجارية تدعمها دول كثيرة، وهذا في حقيقة الأمر يشكّل تلاعبا بمستقبل البلاد”، مشيرا إلى أنه “يعلم الجميع الأهداف السياسية التي تسعى تلك الدول لتحقيقها في لبنان، والمؤسف أنها اجتمعت في الأيام الأخيرة على استهداف تركيا، فلا يمرّ يوم إلا وتنشر فيه وسيلة إعلامية مدعومة من الإمارات أو السعودية او إيران أو فرنسا، تقارير ضد تركيا خلال الفترة الأخيرة”.

وتابع “هناك عناوين مخجلة ورخيصة تصدرت مؤخرا من قبيل: (تركيا تتوسع في لبنان)، و(تركيا ستتدخل في لبنان)، و(ملايين الدولارات تتدفق من تركيا إلى لبنان)، و(تركيا تستعد لاحتلال طرابلس)، مؤكدا أن “هذه الدول التي ساهمت في إغراق لبنان، تحاول إلقاء فشلها وتدخلها على تركيا”.

واستكمل “عندما يسأل حتى في الدروس الجامعية عن الدول صاحبة النفوذ الأكبر في لبنان، سيقولون لكم فرنسا أولا ثم إيران ثانيا، والسعودية والإمارات ثالثا. أتحاولون إلقاء اللوم على تركيا بشأن أنقاض لبنان، الذي أغرقتموه بأيديكم القذرة؟، فلتعلموا جيدا أن تركيا تنظر إلى الجهات التي تدعم وتمول الوسائل الإعلامية والمسؤولين الذين يتحدثون ضدها”.

وخاطب “أيتها الدول التي دمّرت اقتصاد لبنان، إنك لا تستطيعين تحسين وضع الاقتصاد اللبناني، لو أردت ذلك، وهذا أمر معلوم لديك جيدا، فلماذا تجعلين شعب لبنان اللطيف يتألم في الشوارع؟ أيتها البلدان التي قضت على أمن لبنان!، عار عليك إذا كنت لا تستطيعين تحقيق الأمن في بلد ينتحر فيه شخص واحد كل يوم، ويشهد انفجارات متكررة ويبلغ عدد سكانِه 5 ملايين نسمة! إن الدول يكون لديها أمن وجيش منفصل، ما هذا بالله عليكم؟ هل يعقل أن تكون لدى كل دولة وحدة أمنية مختلفة في هذا البلد”.

ولفت “ألا يعتبر هذا اختراقا أمنيا؟ أيتها البلدان التي تتحكم بالإعلام اللبناني! يكفي استخدامك للإعلام اللبناني من أجل قذاراتك. اتركوا بيروت يتردد فيها صدى أغاني الحرية، فهي قلب الإعلام العربي.. أتركوا الناس من أديان ومذاهب مختلف ليرددوا الألحان نفسها”.

وأوضح “أدرك جيدا أن الصحف الممولة من الخارج ستفسر كلامي بشكل خاطئ، رغم الحقائق الجلية، وستعمل على شتم تركيا والتقليل من مكانتها والافتراء عليها، وستحرّف أقوالنا وستواصل نشر الأخبار الزائفة، علما أن أصدق التصريحات التركية تعرضت للتحريف لغاية اليوم، وواجهت تركيا شتى أنواع الإساءات”.

وختم قشلاقجي كلامه قائلا “إن خطابنا مفعم بالأحاسيس والمشاعر الصادقة، ونود أن نحذّر أخوتنا اللبنانيين من خطر الوقوع في غفلة هؤلاء المفسدين”.

وشدد “لا شك في أن تركيا ستكون من أوائل السعداء عندما يحل السلام والاستقرار في لبنان، الذي يحتضن أناسا من مختلف الأديان والطوائف، لأن سعادة اللبنانيين والأتراك واحدة”.

وسوم: العدد 886