"سَلِّمْ عليه"

من الأدب الأفغاني بلغة البشتو

"سَلِّمْ عليه"

شعر: عبد الله غمخور

ترجمة: عمر ناصر نثار

يا نسيم الصباح سَلِّمْ على وطني

سَلِّمْ على الأعشاش التي خلت من طيورها

أُوصيك أن تُقَبِّلَ ترابَ الوطن، وأقدامَ المجاهدين

وأن تُسلَم على البساتين التي اتشح وجهها بالدم

وعلى كل مَنْ رَفَعَ رأسَهُ نحو السماء

على قمةِ جبل "بامير" المتطاولِ الشامخ

سَلِّمْ على كل شيءٍ في الوطن رَوَّتْه الدماء

على الجماد والنبات، وعلى بساتين الوطن التي رويت

من دمنا.

أيها النسيمُ الحنون جفّفْ دموعَ الأيتام

وعرّجْ على المثوى الأخير لآلاف الشهداء

وعلى تضحيات شباب كابل وفتياتها

على قميصِ "ناهيد" البطلةِ الذي صار كفناً لها(1)

اذهبْ إلى "بغمان" و"بوستان" وابكِ عليهما

وسَلّمْ على ذكريات الماضي الجميل هنالك

سلم على "براون" التي تزينت بالأبطال الميامين

على "بنجشير" وآسادِها الثائرين

على أنوار الإسلام التي تَشُقُّ غياهبَ الظلام

وبلّغها سلامَكَ، وسلامَ مجاهدي "هرات"

نداماي وأحبابي صاروا مسافرين في الوطن الآخر

فأبلغْ سلامَهَم لشمعة الفراق التي لا تزال تحترق

"غمخور" صار بعيداً عن الوطن، مقيماً في بيشاور

فسلمْ له – أيها النسيم - على صُبح كابل ومغربها وعِشائها

مصائب الهجرة الكثيرةِ أنْسَتْهُ مصائِبه الأخرى

فسلمْ أيها النسيم على كل رجل وامرأةٍ في وطن "غمخور".

(1) فتاة أفغانية قُتِلت في المظاهرات.