المسجد الأقصى

شعر: عاكف إينان

ترجمة: شمس الدين درمش

رأيت المسجد الأقصى فيما يرى النائم

كان يبكي مثل طفل حزين

اقتربت منه

سجدت في محرابه

كنت أحس في كياني شلالاً من المشاعر،

وكأن نهراً من الأسى،

كان يحمل المسجد كله.

* * *

سمعت صوتاً يناديني:

أين إخوتك؟

لقد طال بي الانتظار،

وعينان مسمرتان على الدرب،

أنا ثالث الحرمين،

وأولى القبلتين.

ولكن يا للعجب!

لقد نسي الجميع ذلك،

أو تناسوه.

* * *

كان البراق يخطر حولي،

كنت منطلق المعراج ليلة الإسراء.

قدسيتي واضحة في اسم مدينتي

وكنت المنبر الطاهر،

الذي يشع نوره في أرجاء الدنيا.

* * *

أين تلك الأيام الخوالي،

عندما كان آلاف المؤمنين الصادقين،

يهرعون إليّ،

بحماسة قلب واحد متقد.

عندما كانت الدعوات والابتهالات،

في محرابي تستجاب.

وعندما كان الأنبياء يقيمون في أرجائي.

* * *

الآن لا يستطع المسلمون أن يصلوا إليّ.

الآن أجدني وحيداً خالياً محروماً من أرتال المؤمنين.

هيهات للريح أن تجفف دمعي المدار،

ما أنا إلا واحة ضائعة في رمال الصحراء.

* * *

رأيت المسجد الأقصى فيما يرى النائم،

كان يهتف بالمسلمين:

احملوا السلاح!

ارفعوا راية الجهاد!

لا أقدر أن أصبر على مر الفراق

أعيدوني إلى أحضان الإسلام.