الإدارة الأمريكية مع النظام الأسدي (حتى الآن)

الإدارة الأمريكية مع النظام الأسدي

(حتى الآن)

قالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية،

1-  إن الإدارة الأميركية تخشى أن تقدم على تدخل عسكري في سوريا لأن ذلك قد يفتح المواجهات هناك على جبهات أوسع واحتمالات أخطر.( لا نريد – أصلاً تدخلاً عسكريا – وإنما طلبنا حظراً جويا وسلاحاً ليس غير)

ونسبت الصحيفة إلى مسؤولين أميركيين قولهم إن حلفاء سوريا ورعاتها مثل روسيا وإيران متورطون في الشأن السوري،

2-  ولكن التدخل العسكري قد يجرّهم إلى تدخل أوسع نطاقا وينقل الصراع إلى جبهة جديدة يستغلها الرئيس السوري بشار الأسد لاستدرار عطف ودعم العالم العربي لبلده الذي يتعرض لعدوان عسكري أجنبي. (نوع من الفذلكة السياسية والتعليل الملتوي)

3-  هذا بالإضافة إلى إعادة توجيه بنادق المقاتلين الإسلاميين ومن ضمنهم القاعدة، حيث سيوجهونها نحو القوات الأجنبية بدلا من نظام الأسد كما هو الحال اليوم.   ( الواقع يكذب هذا التعليل فالشعب مصر على الخلاص من هذا الكابوس الرهيب)

لكن الصحيفة رأت أنه بالرغم من استبعاد الإدارة الأميركية التدخل العسكري فإن التحذير الذي أطلقه الرئيس باراك أوباما بشأن أسلحة سوريا الكيمياوية، يدل على أن هناك حدودا لصبر الإدارة.

وأشارت الصحيفة -بشيء من التهكم- إلى أن الإدارة الأميركية ألمحت بأن

4-  التدخل العسكري الأميركي سيأتي إذا تعرضت مصالح أو قيم الولايات المتحدة لتهديد مباشر، الأمر الذي لا ينطبق على الحرب الأهلية في سوريا والمشتعلة منذ سنة ونصف السنة.(الإدارة الأمريكية لا تتحرك إلا للحفاظ على مصالحها ن ومصالح الدولة العبرية ، وما يزال الرهان –حتى الان- على إجهاض الثورة السورية ، وسوف تتحرك الإدارة الأمريكية لتقتسم الكعكة قبيل سقوط النظام.

5-  انتصار الثوار السوريين في النهاية بدون مساعدة أميركية، لن يعطي الولايات المتحدة موقعا طيبا على الساحة السورية كما هو الحال في ليبيا( وهذا ما تخافه الإدارة الأمريكية )

وكانت تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية في أواخر شهر يوليو/تموز الماضي عن وجود أسلحة كيمياوية في سوريا قد أثارت لغطا وارتباكا على المستوى الإقليمي والدولي.

من جهة أخرى،

6-  رأت الصحيفة أن عدم وجود دعم وضغط شعبي كاف( الشعب الأمريكي)، شجع البيت الأبيض البيت الأبيض على المضي قدما في سياسته المتحفظة تجاه سوريا. وفي المقابل تتصاعد دعوات من خبراء ومشرعين أميركيين للإدارة الأميركية بفعل المزيد من أجل الشعب السوري، ومن أبرز المنادين بذلك السيناتور الجمهوري جون ماكين. وقد طالبت تلك الدعوات الإدارة الأميركية بتوسيع تبادل المعلومات الاستخبارية مع الثوار السوريين، وإنشاء مناطق آمنة في المناطق التي انتزعها الثوار من قوات النظام.( بل الإدارة الأمريكية تغيّيب الضغط الشعبي الأمريكي استجابة للمصالح العبرية )

وكان ماكين قد انتقد الموقف المتردد لأوباما أثناء الحملة العسكرية على ليبيا، وينتقد اليوم موقف أوباما من سوريا. إلا أن

7-  البيت الأبيض يجادل بأن الوضع في سوريا أخطر مما كان عليه في ليبيا بأشواط كبيرة، فالعقيد الليبي الراحل معمر القذافي لم يمتلك قوة عسكرية مثل تلك التي يمتلكها الرئيس السوري بشار الأسد، ولم يكن له حلفاء مثلما لدى سوريا اليوم، ولم يمثل التدخل العسكري في ليبيا خطر انتشار التوتر الطائفي والعرقي في المنطقة.( الغرب دندن على التوتر الطائفي الذي غذّاه بتباطؤه في دعم الثورة السورية، وهو الذي غذّى هذا التوتر الطائفي لضرب الثورة وربما تقسيم البلاد)

وبينما تعكف وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) على وضع مسودات لخطط لتدخل محتمل في سوريا كفرض منطقة حظر للطيران أو إرسال فرق قوات خاصة للتعامل مع أسلحة النظام غير التقليدية وتحييدها،(سيكون التدخل المحتمل قبيل سقوط النظام كي تحافظ الإدارة الأمريكية على مصالحها وتأكل أكثر الكعكة)

8-  حذّر قادة البنتاغون من أن التدخل في سوريا سوف يحتاج إلى عشرات الآلاف من الجنود، وهو أمر يراه قادة الجيش الأميركي بأنه سيلهب المنطقة التي ترقد على جمر مشتعل أصلا.( هذا الادّعاء عار عن الصحة ، سيما أن الثورة لا تحتاج منذ البداية إلى أي تدخل وقد أعلنت عن هذا مراراً تكراراً وطلبت السلاح وحظر الطيران ليس غير ، ولو استجاب الغرب لذلك سقط النظام منذ أكثر من سنة ولكن الفيتو الروسي هو في الحقيقة فيتو أمريكي )

وتقضي خطة البيت الأبيض في الوقت الراهن بتكثيف الضغط الدبلوماسي والاقتصادي على نظام الأسد، وتزويد المعارضة السورية بمساعدات لوجستية.

9-   إلا أن البيت الأبيض لا يزال متمسكا بسياسة عدم تزويد الثوار السوريين بالأسلحة، ويصر على اعتقاده بأن المزيد من الأسلحة يعني المزيد من التوتر والاقتتال.(والتصريح الأمريكي دائماً على حظر السلاح عن الثورة والثوار دليل فاقع على مساندة الإدارة الأمريكية للنظام ومحاولة واد الثورة أو تأخيرها وحَرفها عن مسارها قدر الإمكان )

لكن الصحيفة أشارت إلى

10 - وجود احتمالات لآثار سلبية للنهج الذي ينتهجه البيت الأبيض، حيث إن انتصار الثوار السوريين في النهاية بدون مساعدة أميركية، لن يعطي الولايات المتحدة موقعا طيبا على الساحة السورية، بينما في ليبيا يمكن أن نجد العرفان واضحا في تصرفات القادة الليبيين الجدد.(وهذا ماتخشاه الإدارة الأمريكية من انتصار الثورة السورية المباركة إن شاء الله )

(هذا المقال أكبر دليل على انحياز الإدارة الأمريكية إلى النظام ضد الشعب السوري المصابر)

   [تعليق عثمان قدري مكانسي]

المصدر:نيويورك تايمز