برني كلب الإنقاذ

( 2 )

برني كلب الإنقاذ

ترجمة: أ.د/ جابر قميحة

[email protected]

من كتاب :

(The Big Story Book)

( Bernie the chilly saint Bernard  )

كان برني كلبا من نوع السنبرنار . ( والسنبرنار ) كلب ضخم معروف بذكائه . وكان برني يعيش في الريف النائي البعيد حيث يتراكم الجليد في الشتاء ، وخصوصا على جبال الألب (Alps ) . ومن الخطورة على الإنسان أن يكون في أحد هذه الجبال عند تساقط الجليد وأحيانا يُفقد بعض الناس في هذه الجبال ، أو يفقدون حياتهم بالتجمد في الجليد بسبب تعرضهم للبرودة الشديدة لمدة طويلة .

إن مهمة هذه الكلاب هي إنقاذ الناس الذين يُفقدون أو يضلون في جبال الألب خلال فصل الشتاء ، ولم يكن الثلج المتراكم ، ولا الجليد الزلج يمنع هذه الكلاب الضخمة ذات الفراء الثقيل من أداء عملها المهم ، إنها لا تخشى الجو الثلجي البارد ، فأغلب كلاب السنبرنار تحب الثلج والجليد والجو البارد .

ولكن برني ـ كلب السنبرنار الصغير ـ  كان يكره الثلج والجليد والجو البارد .

وهو يستطيع أن يستغني عن الجو البارد ، فحينما يحل الشتاء بجبال الألب يضم نفسه أمام نار المدفئة ، أما أن يبلل أرجله وهو يتجول في قمم الجبال المغطاه بالجليد فلم تكن فكرة صائبة أو مسلية بالنسبة له .

كان الأبوان حليمين لحال ابنهما ؛ فكل الكلاب الصغيرة من فصيلة السنبرنار تحب الجري واللهو واللعب في الجليد فهي دائما تلعب خارج منازلها حينما يصبح الجو قارس البرودة ، فذلك تدريب طيب لها إذ أنها بعد سنوات قليلة ستشب عن الطوق وتصبح كأبائها كلاب إنقاذ شجاعة ، ويتوقع لها أن تنطلق وتتجول في المنحدرات الثلجية لجبال الألب عند حلول الشتاء ، حينئذ تصبح مهمتها إنقاذ الناس اللذين فقدوا في الجليد .

قال الأب تراكر (Tracker ) في ألم وحسرة :

ـ" إن برني إذا شب عن الطوق لن يكون كلبا من كلاب الإنقاذ فكل الكلاب الصغيرة في قريتنا الجبلية تلعب خارج منازلها في الجليد.ولكن أين ابننا برني ؟؟!!. إنه منطو على نفسه أمام المدفئة ، إنني أشعر بالحزن والخزي والعار كلما نظرت إليه . وكلما خرجت في دورية ضايقني الكلاب الأخرى وأنا أسمعها تتحدث عن ولدي في سخرية وأجابني . ولست أدري ما الذي أفعله مع هذا الكلاب الصغير وهزت الأم رأسها في حزن وأسى ماذا تستطيع أن تقول لزوجها ؟ ماذا تستطيع أن تقول لتشعره بالراحة ؟ لا هي ولا غيرها ممن سمع عن هذا الكلب الصغير الذي لا يحب الجليد .

قالت الأم لزوجها :

ـ " ربما كانت هناك مجرد مرحلة يمر بها برني وربما تخطاها حينما تشب عن الطوق " .

وأجاب الزوج :

ـ " ولكننا لا نستطيع أن ننتظر حتى يشب عن الطوق ويتخطى هذه المرحلة السخيفة المضحكة ... لابد أن أقوم لعمل ما لمواجهة هذه الحال ... نعم لابد أن أقوم بهذا العمل الآن  " .

     ووضع يديه في جانبيه وصاح بأعلى صوته : " برني ... برني ، تعال هنا " .

وفي لحظة كلمح البصر كان برني ينطلق إلى الحجرة ويقف أمام والديه :

ـ " ماذا يا أبي ؟ "

ـ " عليك أن تخرج الأن وتلعب في الجليد "

ـ " أنا يا أبي ... ولماذا ؟ !!

ـ " إن ذلك تدريب ممتاز لك ؛ فسيأتي اليوم الذي يجب عليك فيه أن تخرج في دورية ككلب من كلاب الإنقاذ ، وعليك أيضا أن تتعود على الجو البارد من الأن " .

وأخذ برني يرتجف من أعلى أذنيه الفرائيين إلى طرف زيله المرفوع . إن مجرد التفكير في الجليد يكاد يجمد الدم في عروقه ، إنه لا يريد الخروج ويريد أن يبقى دائما أمام نار المدفئة .

وسأل برني أباه :

ـ " هل يمكن أن أكون كلب إنقاذ في فلوردا أو هاواي " ؟

 وتنهد برني وأردف قائلا : أنا أعرف ذلك ، لذلك تمنيت أن أكون كلب إنقاذ هناك ، أنا لا أحب الثلج والجليد ، فأنا أصاب بنزلات البرد سريعا ، وإذا خرجت لألعب ما أ‘ود إلي المنزل مصاب بالبرد والعطس والرشح .

قالت الأم وهي تقتح الباب الأمامي لصغيرها ليخرج :

ـ " في بعض الأحيان يجد كل منا نفسه مكرها على فعل ما لا يريد .  والآن كن كلبا صغيرا طيبا ، وأطع أباك ، اخرج ، العب مع الكلاب الصغيرة ، ومع ذلك فأنت لا تستطيع أن تظل في البيت لا تغادره إلى أن يأتي الربيع .

كانت الريح تعوي خارج البيت ، وموجات الجليد تتساقط وتتراكم ، والكتل الجليدية تتدلى من الأسطح .

قال برني وهو ينظر نحو والديه :

ـ" آه لو كنت أقضي فصل الشتاء مثل الدببة نائما في البيات الشتوي ، إذا لاستطعت أن أخرج في هذا الجليد " .

وكشر الأب عن أنيابه ونظر لابنه في غضب وزمجر بصوت مخيف ، وأشار بكفه ناحية الباب وقال :
 ـ " أنت تعلم أن الكلاب لا تعرف البيات الشتوي يا برني ، والآن هيا إلى الخارج " ودفعه أبوه خارج البيت قبل أن يتمكن من التذرع بعذر آخر ، وغلق الباب وراءه .

واستقبلته هبة من العاصفة الشتوية الثلجية تحييه ، وبدأ برني يرتعد من شدة البرد من قمة رأسه إلى أخمص قدميه .

ـ " هاي ... انظروا إلى القادم من بعيد ليلعب معنا " .

خرج هذا الصوت من خلف التل الثلجي ، إنه سنفر ( Sniffer ) أكبر هذه الأجْراء ( الكلاب الصغيرة ) في القرية الجبلية والتي يعيش فيها كلاب السنبريار .

ـ " إنه برني الكلاب المقرور ( أي الذي يشعر دائما بالبرد ) هل تود أن تلعب معنا يا برني ؟ ".

أجاب برني وأسنانه تصطك من شدة البرد :

ـ " أظن ذلك " .

وصاح سنفر :

ـ " عظيم . ما اللعبة التي تحب أن تزاولها ؟ . "

وضحك سنفر بينه وبين نفسه ضحكة نصف مكتومة وقال :

ـ " نحن نلعب لعبة حرب كرات الجليد ونحن في حاجة إلى هدف ( مرمى ) نصوب إليه كرات الثلج ، وستكون أنت هذا الهدف ... دعوه يتلق كرات الجليد أيها الأولاد  " .

 وقبل أن يبدي برني أي اعتراض كان قد كسي بوابل من الكرات الثلجية ، وأصابه سنفر وزملاؤه بعشرات من الضربات المباشرة ، وسقط برني على ظهره فوق الجليد . وأصيب برني بالزكام وهو مغطى بكثاء أبيض من الجليد وأخذ يعطس ويعطس دون توقف .

وصاح سنفر :

ـ " أوقف هذا الوابل من طلاقات العطس ، أعتقد أن هدفنا برني قد أصيب بالبرد هيا نلعب لعبة المطاردة بدلا من لعبة حرب الكرات الثلجية ، وبعد ذلك نستطيع جميعا أن نزاول لعبة الغمضية ( الاستغماية ) في الثلج " .

ثم التفت سنفر إلى بارني وأضاف :

ـ " تستطيع أن تلعب معنا إذا شئت . إننا لم نحاول أن نكون أنذالا حينما قذفناك بكرات الجليد فكل واحد منا يقف موقفك كهدف من آن لأخر " .

أجاب برني ـ وسنفر يعينه على النهوض :

ـ" هذا صحيح أنا أفهم ذلك ... آه " وتوالت عطسات برني دون انقطاع .

قال سنفر :

ـ " بارك الله فيك هل تريد أن تلعب معنا لعبة المطاردة ؟ " .

وهز برني رأسه وقال :

ـ " لا ، فقد نلت من الثلج والجليد ما يكفيني ليومي هذا ، وأنا عائد إلى البيت لأدفئ نفسي .

وضحك سنفر وهو يزيل آثار الجليد الأبيض وقال :

ـ " إنك بالتأكيد كلب غريب كيف ستصبح في المستقبل كلب إنقاذ إذا لم تتعود ، وتروض نفسك على البرد ؟ " .

فأجاب برني :

ـ " أنا لست على يقين من أنني أرغب في أن أكون كلب إنقاذ " . 

وشجعه سنفر قائلا :

ـ " ولكن عليك أن تكون كلب إنقاذ ؛ فأبوك كلب إنقاذ ، وأنت من فصيلة السنبرنار التي تخصصت في عمليات الإنقاذ . "

ومن خلال العطس المتواصل قال برني :

وضحك سنفر وهو يقول :

ـ " لم يسمحع أحد أبدا من قبل بأن كلبا من فصيلة السنبرنار صار كلبا من كلاب الصيد ... فكر جيدا كيف تبدو مضحكا وسخيفا وأنت تركب سيارة المطافئ أو سيارة البوليس .

وقال برني في حدة :

ـ " إذا ظهرت بهذه الصورة كما تقول فإن ذلك لا يهمني ، ساكون كما أريد أن أكون ، ولا يهمني أن أبدو في صورة الأبله الأحمق أو السخيف المضحك ، المهم أن أكون في الموقع الذي يسعدني ويرضيني " .

وأخذ يعطس ويعطس ويرتجف بشدة من البرد القارس .

وهز سنفر رأسه في اشمئزاز ، وترك برني واتجه إلى أصدقائه الأخرين لاستئناف اللعب معهم  ، ومشى برني يتهادى في بطء شديد فوق أكوام الثلج المتراكمة عائدا إلى المنزل ، وحينما فتح له الباب اندفع إلى الداخل فاستقبله أبوه قائلا :

ـ " والأن أعتقد أنها كانت جولة رائعة مسلية ؟ "

وأجاب برني وهو يأن ويعطس :
ـ" نعم كانت رائعة ومسلية لدرجة أنني أصبت بنزلة برد شديدة " .

واقترحت عليه أمه أن يجلس تحت المدقئة :

ـ " ثم تستطيع أن تنام ولو لفترة قصيرة فذلك يجعل حالتك تتحسن " .

وهز برني رأسه وهو يسحب زيله ورائه ويمشي مترنحا إلى المدفئة ورقد على البساط أمام النار وسرعان ما راح في نوم عميق " .

قالت راكر الزوج لزوجته :

ـ " حينما يستيقظ برني بلغيه تحياتي ورجائي الحار ، فإن علي أن أذهب إلى دورية الليل مبكرا ، ووضع على كتفيه حقيبة الإسعافات الضرورية ثم استأنف قائلا :

ـ " إن درجة الحرارة تنخفض إلى تحت الصفر بكثير ضعي مزيدا من الخشب في النار حتى لا يشعر برني بالبرد ، ونظرت الزوجة إلى زوجها وابتسمت وقالت :

ـ " هكذا أنت كما عرفتك من قديم مسرف في حبك وعاطفتك ولطفك . "

فاحمر وجه الزوج خجلا وهز رأسه في حياء وقال :

ـ " أتمنى أن يقنضي بي برني فيصبح كلب إنقاذ ، ولكنه إذا كان حقيقة لا يرغب في ذلك فلم أستطيع أن أجعل منه كلبا من هذا النوع  " .

وبعد أن طبع قبلة على خد زوجته غادر المنزل وبدأ سيره على الجليد ، والزوجة الوفية تهز له يدها بتحية الوداع . وفي لحظات كان قد غاب تماما عن نظرها .

ومضت ساعات وساعات وبرني مستغرق بجانب المدفئة كان البيت يتدفق بالدفء أما خارج البيت فكانت العاصفة الثلجية تهب في شدة وعنف ، إنها أسوء عاصفة عرفت من سنوات .

وفجأة سمع برني أمه تصيح به أن يستيقظ :

ـ " إن هناك كارثة حلت بالقرية ... لقد خرج طفل صغير يتجول بعيدا عن منزله ، ويعتقد أنه فقد في متاهات الجليد ، وقد انخفضت درجة الحرارة بسرعة مذهلة ، وإذا لم يعثر على الطفل حالا فإنه سيتجمد إلى درجة الموت " .

واقترب برني من النار أكثر من ذي قبل وبدأ يغلبه النعاس من جديد .

وصاحت أمه مرة أخرى :

ـ " استيقظ يا برني ... استيقظ ، فهناك حادث طارئ وقع وأنت الوحيد الذي يستطيع أن يقدم المساعدة " .

وفتح برني إحدى عينيه في كسل ، بينما كان يطبق العين الأخرى ، وبدأ يتثاءب ويتقلب أمام النار وتمتم قائلا :

ـ " ماما ما حدث " .

أخذت أمه تشرح له الموقف :

ـ " هناك ولد صغير يجب أن يُعثر عليه في منتهى السرعة ، ودورية الإنقاذ لا يتوقع وصولها قبل عدة ساعات ، وحينئذ يكون الوقت متأخرا جدا ، فلابد إذا أن يخرج أحد للعثور على هذا الطفل " .

أجاب برني :

ـ " أنا لا أستطيع أن اقوم بهذه العملية ، وقد كان بودي أن أقدم المساعدة ، ولكني لا أستطيع أبدا ، لقد عقدت العزم ـ إذا ما كبرت ـ ألا أكون كلب إنقاذ ، بل كلبا من كلاب المطافئ أو البوليس ، أو حتى كلبا من كلاب الصيد ، اطلبي من سنيفر أو أحد الكلاب الأخرى البحث عن الطفل ؛ إنهم سيكونون سعداء للقيام بهذا العمل " .

لقد لعب اسنيفر بالجليد هذا اليوم أمدا طويلا جدا ، حتى إنه الآن لا يستطيع أن يستجمع قواه لمجرد السير في انحاء الحجرة ، إنه ورفاقه حل بهم الضعف والتعب الشديد ، ومن ثم فلم يستطيعوا انقاذ هذا الطفل " .

وفكر برني لحظات : هل عليه أن يذهب لإنقاذ هذا الطفل ؟ ولماذا عليه الخروج لإنقاذه ؟ إن برني كلب السنبرنار الذي يرتعد من شدة البرد لا يحب أن يكون كلب إنقاذ فلماذا يخرج لهذه العملية ؟  .

وفي شجاعة فائقة بدأ برني كلب السنبرنار أولى خطواته في العاصفة الثلجية العنيفة العاتية .

ومشي برني مثقلا بالأعياء والإجهاد يقطع ميلا بعد ميل في تلال الجليد وتراكماته . وبعد عدة ساعات وصل إلى المنطقة التي قيل إن الطفل الصغير فقد فيها ، وبدأ برني يبحث عن أية علامة أو أمارة تقوده إلى مكان الطفل دون جدوى ، وواصل البحث دون توقف إلا ليعطس بين الحين والأخر .

لقد استخدم كل طاقاته ولم يعد هناك وسيلة إلا استخدام أنفه يشم به الجليد للوصول إلى الطفل وسأل نفسه :

هل يستطيع بأنفه المزكوم الراشح أن يكتشف رائحة الطفل ؟ .

ـ " هل أستطيع ؟ ترى هل أستطيع ؟

كان هذا هو السؤال الذي طرحه برني على نفسه مرارا وتكرارا وهو يطوف حول المنحدر الجبلي الثلجي .

وفجأة شم رائحة شيء ... لإن أنفه في حالة عمل كاملة حتى وهو مصاب بالبرد ، إن كلب السنبرنار الصغير قد اكتشف رائحة الطفل المفقود . وبدأ برني وهو يرتجف من شدة البرد يجري متتبعا آثار الطفل .

 والآن ... أخيرا تحقق أن أمه كانت على حق ... إن هذا هو العمل الذي ولد من أجله ، إنه كلب من كلاب السنبرنار . وإنقاذ الناس من الجليد والعواصف الثلجية هم العمل الذي يستطيع أن يؤديه على أكمل وجه .

وفجأة وقف برني في مكانه وأخذ يمعن النظر في أكوام الجليد ، إن أحد هذه الأكوام أعلى من غيره وبشعور غريزي أحس برني أن الطفل المفقود يرقد تحت هذا الركام الجليدي الأبيض .

وانطلق بسرعة فائقة خلال الجليد المتراكم في كل مكان ، حتى وصل إلى هذا الركام ، وأخذ يحفر بعناية فائقة في الجليد المتراكم ، وفي لحظات كشف عن جسم الطفل المفقود ، إن الطفل يرقد ساكننا تماما ، ويظهر أنه قد تجمد . ترى أحي هو أم ميت ؟ .

واقترب برني من ونظر في وجهه ، فاكتشف أنه مازال يتنفس ... إنه مازال حيا ، ولكنه يتنفس بمنتهى الصعوبة إنه في أنفاسه الأخيرة ، وإذا لم يستطع برني أن يدفئه فلن يظل حيا .

ورقد برني على الجليد وأخذ يضغط بفرائه السميك على جسد الصغير ، وحينما سمعه برني يئن أدرك أن حالته قد تحسنت ، وأدرك كذلك أن كل ما يستطيع أن يفعله الأن هو انتظار دورية الإنقاذ للعثور عليهما . وبعد ساعات وصل تراكر ( والده )  مع الدورية إلى الموقع فقد أنقذ الصبي وأصبح الأبوان فخورين بابنهما ، وأصبح الابن برني بطلا .

وبسبب هذا العمل البطولي تقرر أن يكون بري عضوا فخريا في دورية الإنقاذ ومنحه سكان المدينة التي يعيش فيها الطفل ميدالية ذهبية .

وأعتطه أمه جائزة قيمة ، لقد صنعت له بيديها صديريا ، وغطاء رأس من الصوف لحمايته من برد الشتاء وبفضلهما لم يصب بنزلة برد حينما كان يخرج في أي وقت ويمشي في الجليد والعواصف الثلجية .

وأخر ما فاز به برني ـ بفضل شجاعته الفائقة في اقتحام هذه العاصفه الثلجية ـ هو اصابته بأسوء نزلة برد أصيب بها في حياته كلها.