زائر الماء

من الشعر الكوردي المعاصر

ترجمة: م. محمد حسين رسول

عبد المطلب عبدالله

زائر الماء

زائرٌ بأجيجِ الخيالِ

يعودُ منَ الماءِ

خشيةَ المطرِ

قطرةً قطرةْ

ينثرُ فجواتِ العمرِ على الريحِ       

الريحُ تُعيدُ هَمَّ السفرِ

بينَ هُطولَينْ

مثلَ ال-حيرانْ-

يجري في القلبِ

يجري في العينِ

داخلَ وادٍ مليءٍ بالمرايا

قبلَ أَنْ أَقولَ كمْ فرسخاً بقيَ للعُمُرِ

يُربكُ (الزائر) الحياةَ

يُربكُ السماءَ

 

زائرٌ في شدةِ السفرِ

يَنزلقُ منَ المطرِ

يَنزلقُ منَ القلبِ

يَنزلقُ منَ العينِ

يَمتدُّ في الماءِ لغايةِ نقطةِ            

تمييزِ العينِ عنْ كوزٍ فوقَ كَتِفِ الحبيبةْ

لغايةِ ابتداءِ إحساسِ القلبِ بالسُّكْرْ

 

تنبلجُ بسمةٌ منَ الزائرِ

صفراءُ مثلَ الخريفِ

تَجعلُ العُمُرَ ظلاً

موجةً موجةً في المساءِ الأخضرِ لِلجبلِ

قبلَ أَنْ تضربَهُ الشمسُ

قبلَ أَنْ يخلعَ قميصَ المطرِ

يُودِعُ الذكرياتِ الى النسيانْ

وفي المساءِ الأصفرِ للجبلِ

قبلَ أَنْ تَقلَقَ الحياةُ

قبلَ أَنْ يَضربَ القلبَ بالحجرِ

تتساقطُ الفَراشاتُ تحتَ قَدمِ الموجةِ

مثلَ جُملةٍ لم تُنطقْ

تَتَمَسَّكُ بها البسمةُ

قبلَ أَنْ تَتَرَجرَجَ الكلمةُ

تفتحُ النظرةُ بها نَفْسَها

 

زائرٌ

يأخذُهُ العمرُ بغتةً

يتساقطُ منَ العينِ

ينطفيءُ منَ القلبِ

في بابِ العدمْ

ينزلقُ مِنْ على الفَراشاتِ

يَتَمَسَّكُ بالبحرِ

زائرٌ لا يقولُ شيئاً خشيةَ الماءِ

في بابِ العدمْ

والمطرُ ... المطرُ

يَكترثُ بغُناجِهِ مثلَ الترياقِ