الجنون الأمريكي والفقر العالمي

ترجمة: د. عبدالوهاب حميد رشيد

1- خُمس الأمريكان تقريباً مصابون بالأمراض العقلية العام 2009

 ذكر باحثون حكوميون في الولايات المتحدة الأمريكية يوم الخميس بأن أكثر من 45 مليون أمريكي، أو 20% من البالغين في الولايات المتحدة مصابون بشكل من أشكال المرض العقلي العام الماضي، وأن 11 مليون يُعانون من المرض بدرجة خطيرة.

 البالغون الشباب 18-25 سنة يشكلون النسبة الكبرى (30%)، مقابل 13.7% للأعمار 50 سنة فما فوق، وفقاً للتقرير الصادر عن إدارة خدمات إساءة استخدام العقاقير والصحة العقلية Substance Abuse and Mental Health Services Administration or SAMHSA.

 وهذه النسبة التي جاءت أعلى من مثيلتها في العام الماضي (19.5)، تعكس تصاعد الاكتئاب، لا سيما بين العاطلين عن العمل، وفقاً لـ SAMHSA- جزء من المعاهد الوطنية الصحية National Institutes of Health.

 وحسب نفس المصدر "أن الكثيرين من الأمريكيين لا يحصلون على المساعدة التي يحتاجونها في حينها لعلاج المرض مبكراً... والعواقب التي تترتب على الأفراد والمجتمعات المحلية يمكن أن تكون مُدمِّرة.. إذا ما ترُكتْ هذه الأمراض العقلية دون علاج، فالنتائج المتوقعة يمكن أن تؤدي إلى: العجز.. تعاطي المخدرات، فقدان الإنتاجية،.. الانتحار، والشقاق العائلي."

 مسح الصحة العقلية للعام 2009 لمّح لتأثير المعدل القياسي للبطالة الذي بلغ أعلى مستوى منذ 25 عاماً، ودفع بأرباب العمل الاستغناء عن العديد من الوظائف ليتمكنوا من الاستمرار في ظل اقتصاد ضعيف. فقدان العمل بالنسبة للكثيرين يعني غياب فرص التأمين الصحي، وترك العديد من المرضى في هذا الحقل دون علاج.

 وفقاً للمسح المذكور، كان هناك 6.1 مليون من البالغين المرضى بحاجة إلى العلاج دون أن يحصلوا عليه، وذكر 42.5% أن السبب يعود إلى عدم قدرتهم توفير هذا العلاج.

 تبين أن 14.1 مليون أمريكي يعانون من اكتئاب خطير، موزعون على هذا النحو: 10% عاطلون عن العمل، 7.5% متقاعدون أو خارج قوة العمل، 7.3% يعملون بدوام جزئي، 5.4% يعملون بدوام كامل. فقط 64% من البالغين- 18 عاماً فأكثر- عولجوا من الاكتئاب الخطير، مقارنة بـ 71% قبل عام. كما زادت مخاطر الانتحار بين العاطلين عن العمل.

 كانت نسبة البالغين العاطلين عن العمل في العام الماضي، ممن لديهم أفكاراً خطيرة باتجاه الانتحار، ضعف ما لدى العاملين، كما أن 6.6% من العاطلين أخذوا في اعتبارهم الانتحار، مقابل 3.1% بالنسبة للعاملين. كذلك وجدت الدراسة أن 23.8% من النساء يُعانين شكلاً من أشكال المرض العقلي، مقارنة مع 15.6% من الرجال.

مممممممممممممممممممـ

Nearly 1 in 5 Americans had mental illness in 2009,Reuters,uruknet.info,November 19, 2010.

2- تضاعفْ الفقر العالمي منذ السبعينات

 حذّرت الأمم المتحدة من تضاعف عدد البلدان الفقيرة جداً في السنوات 30-40 الأخيرة، في حين تضاعف كذلك عدد الأشخاص الذين يعيشون في فقر مدقع.

كشف التقرير السنوي لعدد من وكالات الأمم المتحدة بشأن 49 بلداً الأقل نمواً في العالم، بأن نموذج التنمية الذي ساد هذه البلدان قد فشل ويجب إعادة تقييمه.

 "يظهر أن النماذج التقليدية التي طُبّقت على الدول الأقل نمواً في سياق النمو بالعلاقة مع التجارة trade-related growth لم تكن جيدة تماماً... ما حصل فعلاً هو أن عدد البلدان الأقل نمواً قد تضاعف خلال ألـ 30-40 سنة الماضية، وتدهورت أحوالها، كما أن عدد من يعيشون تحت خط الفقر قد تضاعف بالمقارنة مع الثمانينات،" وفقاً لـ Supachai Panitchpakdi- الأمين العام لليونكتاد- إحدى وكالات الأمم المتحدة المشتركة في التقرير.

وأشار التقرير أن الوضع قد تدهور بحدة في السنوات القليلة الماضية.

 عدد الأفراد الذين يعيشون في فقر مدقع، زاد بمعدل ثلاثة ملايين سنوياً وأثناء سنوات الازدهار boom years 2002-2007، وبلغ 421 مليوناً العام 2007.

 وفي حين أثبتت هذه البلدان شيئاً من المرونة أثناء الأزمة، فإنها كذلك بقيت هشّة fragile، لا سيما بسبب اعتمادها على الواردات. "سياسة الاعتماد على الواردات، صارت مُدمِّرة تماماً، ارتفعت نفقات البلدان الأقل نمواً على واردات الغذاء من 9 بليون دولار العام 2002 إلى 23 بليون دولار العام 2008،" حسب قولSupachai.

 يُضاف إلى ذلك، حصول قدر قليل من التنوع في اقتصادات هذه البلدان، مع تحسينات ضحلة للمدخرات المحلية، مقابل الاعتماد القوي على المدخرات الخارجية، واستنفاد أسرع لموارها الطبيعية، وفقاًلنفس المصدر. وحذّر بأن كل هذه العيوب تُعوق هذه الشعوب من آفاق التنمية بعد انتهاء الركود، داعياً الدول إلى تطبيق هيكل جديد للتنمية.

ممممممممممممممممممـ

Global poverty doubled since 1970s: UN,AFP,uruknet.info,November 27, 2010.