لماذا لن تساعد تركيا في إنقاذ كوباني من داعش؟

لماذا لن تساعد تركيا

في إنقاذ كوباني من داعش؟

بيل بارك

الجارديان

مع اقتراب مقاتلي الدولة الإسلامية من فرض سيطرتهم على كوباني, البلدة الكردية السورية القريبة من الحدود التركية, فقد سلط الضوء على التقاعس التركي عن التحرك. لماذا لم تتحرك تركيا حيال تقدم داعش, خصوصا بالنظر إلى القوة العسكرية التي أعدتها على بعد أميال قريبة فقط, وعلى الرغم من الموافقة التي منحها البرلمان التركي للحكومة لإرسال قوات إلى سوريا؟

تفسير ذلك بسيط جدا, وإن كان يصعب على البعض إدراكه. تركيا لا تفرق ما بين حزب العمال الكردي (بي كي كي) وداعش. البي كي كي يعتبر منظمة إرهابية في تركيا, كما أن الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي يصنفانه كذلك أيضا.  

وتعتبر تركيا الحزب الديمقراطي الكردي (بي وادي دي) الذي يتولى الدفاع عن كوباني, فرعا من فروع البي كي كي.

في الواقع, تعرقل تركيا دفاع الأكراد عن البلدة من خلال السعي إلى منع الأكراد الأتراك من عبور الحدود لمساعدة إخوتهم السوريين, ومن خلال اعتقال الأكراد السوريين الذين يعبرون الحدود.

كما أنها حرمت المدافعين الأكراد من فرصة تجهيز أنفسهم بحيث يمكن أن يخوضوا معركة أفضل ضد معارضيهم المسلحين بصورة أفضل.

من غير المفاجئ, بأن الأكراد على طرفي الحدود مقتنعون تماما بأن تركيا كانت ولمدة طويلة تفضل جهاديي سوريا, وتغاضت على الأقل عن تهريبهم للسلاح والأفراد والمعدات من تركيا إلى سوريا, وقيامهم بتهريب النفط إلى تركيا من سوريا, ولجوء جرحاهم لتلقي العلاج الطبي في تركيا.

الأولوية الرئيسة لتركيا هي إسقاط نظام الأسد. كما أنها تود سحق الكانتونات الكردية المستقلة التي أقامها حزب البي واي دي.

داعش تمثل خصم فعالا لكل من دمشق والأكراد على حد سواء, ولهذا فهي ذات نفع لتركيا. كما أن أنقرة تعتبر رفض الأكراد السوريين الانضمام إلى الجيش السوري الحر الذي تدعمه تركيا, الذي يرفض المطالب الكردية بالحكم الذاتي, بأنه دليل على تعاطف الأكراد مع الأسد.

يبدو أن هزيمة داعش تحتل أولوية منخفضة لدى تركيا. على العكس من ذلك, تركيا متمسكة بالحصول على التزام الولايات المتحدة وحلفاؤها بإسقاط نظام الأسد, وهي غير مستعدة للتحرك لوحدها – ليس اقلها لأن دمشق وطهران سوف تعتبران أن أي توغل عسكري بمثابة عمل عدواني. أنقرة سوف ترسل قواتها فقط كجزء من جهد أوسع عبر الحدود وسوف تستخدمهم للقضاء على الأكراد المشتبه بهم والبي واي دي مع بعضهم البعض.