أصواتُ الطبول البعيدة 3

أصواتُ الطبول البعيدة

الحلقة الثالثة

أحمد العلي

شَعُرتُ بحاجةٍ إلى حَجٍّ عظيمٍ،

فجلستُ ساكِناً لثلاثة أيّامٍ،

و أتاني الله. 

كَبير

(الهند)

-

لو دَعَاكَ اللهُ إلى حَفلةٍ، و قال:

“كُلُّ مَن سيأتي اللّيلةَ صالةَ الرّقص

هو ضَيفٌ عزيزٌ عليّ”،

كيف ستُعاملهُم وَقتها

عندما تصل؟.

حقّاً؟ حقّاً!

عِندَ “حافظ” عِلمٌ

بأنّ لا أَحَدَ في هذا العالم

إلا وهو واقفٌ هُناك،

في أَرضِ رَقْصِهِ المُرَصّعةِ

بالجواهر.

حافظ الشيرازي

(إيران)

-

ضِحكَةُ ربّي و حُبُّهُ

يَخطُران في كُلّ مكانٍ..

لكنه لا يجيءُ لزيارتك

إلّا عندما

لا تكونُ هناك.

أنجليوس سيلسيوس

(بولندا)

-

اختبأتَ مِن بابِ اللعبِ

عَنّي،

 فبَحَثْتُ عَنك طِوالَ اليَوم

حتى فَطِنْتُ إلى أنني

أَنتْ،

و ابتدأَ الحَفل.

لِلّا

(الهند)

 -

حِينَ يَكُفُّ الكَلام..

و يُمسي بوسعك الصُّمودُ

في حضرة الصّمت؛

الصّمتُ الّذي يُفشي أَلَمَ قلبك

جَرّاء الفراغِ

جَرّاء الاشتهاء اللذيذ الموجع،

يحينُ الوقتُ كي تُنصِتَ

لِمَا تُريدُ قَولَهُ، بِشِدّةٍ،

عَيْنَا محبوبك.

حافظ الشيرازي

(إيران)

 -

أَصِخ السّمْعَ إليه عندما

تَقْوى على الإصغاء..

فأن تتّحِدَ بِصَديقٍ يَعني

أن تصيرَ إلى غَيرِ ما كُنتَهُ؛

أن تُضحي صَمتاً، مكاناً، إطلالةً..

حيث اللغةُ كُلّها تَكمُنُ

في النّظرةَ

و حسب.

جلالُ الدّينِ الرّومي

(أفغانستان)

 -

يا لِسَانيَ غَنّي

و غَنّي يا يَدِي؛

يا أقداميَ و يا رُكبتيَّ

و يا خَصْري،

يا جسدي كُلّهُ،

غَنّي..

ما كنتُ أبداً

سوى جوقة.

توما الأكويني

(إيطاليا)

-

كُنتُ أظُنُّ أن الله مُتحاملٌ قليلاً

إلى أن سَأَلَني مرّةً أن أرافقه

سائراً عِبْرَ هذه المَعمورة؛

نَظَرنا داخلَ كُلّ قَلبٍ في الأرض،

و لاحَظتُ أنّهُ يتريّثُ طَويلاً

أمامَ الوَجهِ النّائحِ

و العَينِ الضّاحكة.

و أحياناً

عندما نمُرُّ على رُوحٍ جاثيةٍ تُصَلّي،

يَجثو هوَ أيضاً على رُكبتَيه

أمامها

هكذا عَرَفتُ أنّ اللهَ

يعشَقُ خَلقَه

فرنسيس الأسيزي

(إيطاليا)

 -

أَيُّهما أثْمَنُ؛

آلافُ الجماهير،

أم عُزلتَكَ الصّادقة؟

الحُريّةُ، أم التَسَلُّطُ على أٌمّةٍ برُمّتها؟. 

القَليلُ من العُزلَةِ في مَخْدَعِكَ

ستُثبتُ أنها أغلى

من كُلّ ما يُمكِنُ أن يُعطى أَبَداً

لك.

جلالُ الدّينِ الرّومي

(أفغانستان)