آنذاك.. قصيدة العزيمة والتحدي والعشق

(من الشعر النمساوي المعاصر)

ترجمة: بدل رفو المزوري

[email protected]

ماريو دارليغوين

Mario  D arlequin

آنذاك

آنذاك...

آنذاك حين كانت العزلة

غير منتظرة على باب دارك،

ولم تجد اسلحة لردها

وانت من دون كلمة،

لما طلبت فؤادك بإصرار

ضاحكة،

تهشمت عزيمتك لدى محاولتك

ان تمسكي نفسك،

وانت لم تجدي سببا لدفع الحزن،

واكتست الليلة المجهولة

في السكوت،

فهلا ّ عرفت ما حدث آنذاك

حين دخلت العزلة؟

آنذاك بحثت عن اسلحة

لدفعها عنك،

آنذاك حاولت ان انتزع

منها قلبك،

آنذاك حاولت ان ارسل

لك قوتي،

آنذاك حاولت ان انعم

حزنك،

آنذاك حين دخلت علينا العزلة

حاولت ان اخترق هذا الصمت

وكذلك خوفك،

لكنك فقط انت ، تنحيتِ وصمتتِ

آنذاك حين أحرقتِ جَهلَكِ في َّ

كشوكٍ،

ما تركتُ الايمان بهواكِ،

آنذاك حين كان مَيلي

يخطب بفهمك فشلا ً

لم أدع قلبي ان يتدمر

آنذاك حين أحسستِ بحزني

كأنه نحيب،

ما أخليتُ نظري.

آنذاك حين افتقدتُ الحنان

في ملامحكِ،

تنحيتُ متعجبا ً

آنذاك لما لم اسمح

بأن أمل الفهم،

لم ادع حياتي تتجمد

في البرد.

وحين تعود عزلة الليل

من جديد،

سآخذك بين احضاني بهدوء

واُدفأ يديك بيدي

بإسم ألأمان.

وسنغطس عينانا في بعضهما

بإسم الصراحة.

سنلتقي خارج الزمن

بإسم الحنان.

وسنحس ببعضينا من دون كلام

بإسم العشق.

كما كنا قبل زمان

قبل مجئ آنذاك.

 

اخترت هذه القصيدة من انطولوجيا أصوات شعرية من النمسا للترجمة

المترجم