ناظـم حكمـت

زهير سالم

بدأ صوفياً مولوياً، نظم أول قصيدة له في الثالثة عشرة من عمره، كانت قصيدة صوفية. في الثامنة عشرة نشر قصيدة أخرى لفتت الأنظار إليه وأحدثت ضجة في الرأي العام.

انحاز إلى الماركسية، ولكنه ظل ممتلكاً للرؤية والموقف الصوفي.. (الفناء في الحقيقة، والتضحية من أجل الآخرين). قضى شطراً من حياته سجيناً ومطارداً.

في رسالة أرسلها إلى الروائي التركي كمال طاهر بدون عنوان تحمل الأمل والحب والتشبث بالحياة. حين يقف السجين وراء القضبان ويشعر بجوعة لا تحد لمنظر الأشجار !!

ـ 1 ـ

على قمة الجبل

هناك غيمة مجللة بشمس الأصيل

مر هذا اليوم أيضاً بدونك..

ومرت الساعات في هذه الدنيا

التي أنت لست فيها، انصافاً

وستتفتح عن قريب،

أزهار " شب الليل " حمراء حمراء

وفي سمائنا ستحمل الأجنحة الجريئة بصمت

فراقَنا الذي يشبه فراق الوطن.

7 / 10 / 1945

ـ 2 ـ

أنا في النور السائر إلى الأمام

يداي شهيتان وحلوة هي الحياة

عيناي لا تشبعان من الأشجار

خضراء تلك الأشجار، ومليئة بالأمل

يمر درب مشمس بين أشجار التوت

وأنا في شباك ردهة السجن

لا أشعر برائحة العفن

ولا بد أن يزدهر القرنفل في مكان ما

هذه هي المعادلة

القضية ليست في وقوعنا أسرى

القضية كلها هي في رفض الخضوع

1 / 6 / 1948

       

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية