ثلاث قصص عبرية مترجمة..

د. محمد عقل

[email protected]

كيف تكتب برقية!

بعد مرور سنة على زواجه ولدت له زوجته ولدًا، فأرسل برقية إلى والديه يقول فيها: "ولدت زوجتي ولدًا". رأى ينكلي الرسالة الساخنة وقال له: اِسمع، ما هكذا يكتبون برقية. في البرقية يجب الاختصار، وحذف كل ما هو زائد. برقيتك فيها عدد من الكلمات الزائدة. أولاً أنت ترسل البرقية إلى أبيك وأمك فلماذا تذكر ذلك؟  إنهما سيفهمان ذلك بطبيعة الحال، عدا عن ذلك ما معنى ولدت زوجتي؟ طبعًا زوجتك، فزوجة أخرى لن تلد لك. ثم لماذا ولد؟ هل رأيت في حياتك شخصًا يبشر والديه بميلاد بنت؟!.

عن العبرية/ ترجمة د.محمد عقل

لا تُضيّع موهبتك بأشياء سخيفة

يُحكى أن ملكًا كان مولعًا بالسِّحر، وأفانين العجائب، وكان يَعِدُ كلّ من يُدهشه بمبلغ كبير من المال، فجاءته السحرة من كل حدب وصوب حيث كانوا يحظون لديه بدنانير من ذهب بعدما كانوا يشدهونه بحركاتهم البهلوانية.

في أحد الأيام جاء رجل، وقال له إنه مستعد أن يعرض أمام الملك شيئًا فريدًا من نوعه نظير حصوله على 50 قطعة ذهبية.

-"خمسون دينارًا ذهبًا! هذا مبلغ كبير جدًّا، لماذا تستحق ذلك؟" سأل الملك.

-"لأنني سأريك السحر خمسين مرّة، وفي كل مرّة ستندهش من جديد".

-"حسنًا"- وافق الملك، فأخرج الرجل من جيبه علبة فيها إبر. ذهب إلى شجرة قريبة وغرز فيها إبرة واحدة، ثم ابتعد عن الشجرة مسافة 50 مترًا بالتقريب.

-" انتبه، سيدي الملك" قال الرجل وهو يستل إبرة واحدة من الإبر الموجودة في العلبة، ويرميها باتجاه الشجرة، وانظر العجب العجاب! انطلقت الإبرة ودخلت تمامًا في سم الخياط(خُرم الإبرة) المغروزة في الشجرة. كل من شاهد ذلك لم يُصدّق ما رأت عيناه، وكان الملك نفسه راضيًا.

-"انتبه سيدي الملك، ها هي الإبرة الثانية": قال الرجل ورمى بالإبرة الثانية حيث نجح في إيلاجها في سم الخياط(خرم الإبرة) المغروزة في الشجرة. جرى ذلك أمام نواظر الملك وحاشيته المشدوهة. لقد نجح الرجل في إيلاج الخمسين إبرة في خرم الإبرة المغروزة في الشجرة من مسافة بعيدة.

-"جميل"-قال الملك، "تستحق 50 قطعة ذهبية، لكن قد أمرت بجلدك 50 جلدة".

-"كيف ولماذا تأمر بجلدي سيدي الملك"- صاح الرجل.

- أجاب الملك: "لأن إنسانًا موهوبًا مثلك يُضيّع موهبته بأشياء سخيفة!".

عن العبرية/ترجمة د.محمد عقل

قيمة العمل

وعد مليونير ابنه بأنه عندما يبلغ السادسة عشرة من عمره ويربح 50 دولارًا سيشتري له دراجة هوائية، فلما بلغ الابن السن المذكورة لم ينسَ ما وعده أبوه به وقال في نفسه: " ماذا! أنا أعمل ووالدي مليونير؟". ذهب إلى أمه وطلب منها 50 دولارًا، ففتحت محفظتها وأعطته المبلغ، فطار إلى والده فرحًا،

وهو يقول: "أبي، هاك ورقة الخمسين دولارًا واشتر لي دراجة هوائية".

أخذ الأب ورقة النقد من فئة الخمسين دولارًا ومزّقها، وقال لابنه: "اِذهب واشتغل واِربح 50 دولارًا عندها ستحصل على الدراجة الهوائية".

قال الابن في نفسه: "ماذا أنا اشتغل؟"...تقدم إلى أمه... حصل على 50 دولارًا...ذهب إلى والده... مزقها الأب.. وقال له... وثانية الابن ذهب إلى أمه... وتقدم إلى والده.. مزقها وهو يقول...

انكسر قلب الابن وعزف عن ألاعيبه وقرر أن يذهب إلى العمل كي يربح 50 دولارًا من عرق جبينه. ذهب إلى والده وقدمها له وهو يقول: " اشتغلت وها هي ورقة الخمسين دولارًا".

أخذ الأب ورقة النقد وهم بتمزيقها، فصرخ الابن بأعلى صوته: "أبي، هذه لا تمزّقها!".

ابتسم الأب وأجاب: "ولدي ستحصل على الدراجة، لكن سُقها بحذر ".