أيديولوجية حماس، هزمت فولاذ الميركافا

المعركة القادمة

مسألة وقت

مقال لــ : ايال حنانيا

كاتب ومحلل سياسي يهودي

عام ٢٠١٤ عندما تأملت الحرب في الأيام الأولى قدرت أن حماس ستركع وستستجدي وقف اطلاق النار

فلقد حشدنا *سبعة الويه* على رأسها حربة الجيش *جفعاتي وجولاني* وجندنا *سلاح الطيران باكمله*

وضعنا *ثلاث أسراب* خفيفة ومتوسطه من البحريه قبالة غزه وحشدنا أفضل كتائب *سلاح المدرعات* على رأسها كتيبة 401 المكونه بأكملها من *دبابات ميركافا 4* فخر صناعة جيش الدفاع

وفوق كل ذلك 

جبهة عربية موحدة

السيسي أبدى رغبة شديده بتدمير حماس

الزعماء العرب يؤيدون العمليه بشكل كامل

أما حماس 

فهي تعيش في حصار خانق فرضه عليها السيسي

وحالة قطيعه عميقه مع ايران وسوريا وحزب الله بسبب موقف حماس من الأزمة السورية وتأييدهم الثورة

حماس في الأيام الأخيره عاشت في ازمة رواتب ومال وسلطة دفعتها الى الهروب الى المصالحة التي أراد ابو مازن تسخيرها *لاذلال* حماس وتركيعها

تأملت المستوى السياسي بهذا الوضع خرجت بتقديرات تفيد باستسلام حماس في حالة عملية عسكرية واسعة بل وامكانية نزع سلاحها أيضا *بغطاء عربي* وأممي

بدأت المواجهة 

وخرج علينا ناطقو حماس على التلفاز باسلوب من يقود *قوة عظمى وجيشا جرارا* وليس من يعاني من الازمات السابقه

تصورنا أنه نوع من المكابره السياسية واللعبة النفسيه ليس أكثر لكن صمودهم في القصف الجوي واستمرار اطلاق الصواريخ غير ميزان المعركه وموازين الردع تماما

وعند العمليه البريه 

واجهنا مخربو حماس *بصلابة* اربكت كل مستويات جيش الدفاع ودمرت صورة الجيش وقوة الردع التي أردنا ترميمها

مخربو حماس *بعتاد متواضع* صمدوا بشكل غريب يستحق الدراسه والمتابعه لأخذ العبر

فقمت بالبحث عن الجانب الايديولوجي لهذه الحركة فوجدت انهم يربون مقاتليهم منذ نعومة أظافرهم *تربية دينية عسكريه صارمه* ويلقنونهم ايديولوجيه جهاديه بما يعرف *بنظام المساجد* التي اصبحت مدارس ارهاب في غزة

مخرب حماس 

يعتقد انه عندما يموت فانه يذهب الى الجنة وأن افضل طريق لدخول الجنة هي ان يقتل اليهود وأن يموت على ايديهم 

انه يقتدي بالنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) الذي حارب الكفار 

انه يستسقي ايديولوجيته من تعبئه فكريه تقوم على *دراسة تاريخ المعارك الاسلاميه*

مخربو حماس 

مستعدين لتفجير أنفسهم دون تردد والقيام بأعمال خياليه حطمت كل النظريات العسكريه المعروفه بظروف قتال تكاد تكون مستحيله

انهم يواجهون ارتال الدبابات والوحدات الخاصة والقوات الجويه *بلا شيئ !!!!!*

لا شيئ 

بكل ما تحمله الكلمة من معنى فتسليحهم بالنسبه لتسليح حتى أتفه المليشيات الأفريقيه الجائعه هو لا شيء ومع ذلك فقد استطاعوا الوقوف بصورة صلبة ومدهشة

انها ايديولوجيتهم المبنيه على *التجرد من الشهوات* والسمو الروحي واحتقار العدو (الكافر)

انهم يقاتلون باستعلاء نفسي معتبرين أنفسهم متفوقين دينيا وفكريا على عدو كافر

ايديولوجيتهم 

تدفعم للعمل 24 ساعة في *سبيل دينهم* وتحقيق المستحيل لأنهم بهذا يعتقدون أنهم يدخلون الجنة

*انها ايديولوجيه مدمره ديناميكيه لا تسكن ولا تهدأ يعرفون من خلالها هدفهم جيدا*

أيديولوجيه تمسكوا بها في الضفه رغم *حملة الاجتثاث المسعوره* التي شنيناها عليهم *بالتعاون مع الامن الفلسطيني* فتمسكوا بها رغم *التنكيل والقمع* ليعودوا الآن الى واجهة العمل بالضفه الغربيه بقوة وكأن شيأ لم يكن

عندما أرى مخرب يندفع صوب الميركافا 4 التي تشبه *وحشا فولاذيا اسطوريا* حاملا عبوته مفجرا نفسه فيها دون أدنى ذرة تردد

أعترف أن هذه الايديولوجيا *هزمت الميركافا* في هذه الجولة

*وانها ستكون الخطر الأكبر على وجودنا* 

علينا أن نأخذ الدروس والعبر وأن حربنا ضد حماس عليها ان تكون *حرب اجتثات وحشيه* لاننا ان تهاونا في ذلك فسنراهم خلال العقد القادم على *ابواب تل ابيب* كما يصورون في فيديوهاتهم الدعائيه

*عندها ستكون النهاية*

وسوم: العدد 681