تقاعس الولايات المتحدة عن التحرك في سوريا ساعد في جعلها جحيما على الأرض

تقاعس الولايات المتحدة عن التحرك في سوريا

ساعد في جعلها جحيما على الأرض

التحرير - واشنطن بوست

24-5-2014

استخدمت كل من روسيا والصين الفيتو يوم الخميس ضد مشروع قرار صادر عن الأمم المتحدة يدعو فيه محكمة الجنايات الدولية إلى التحقيق في ارتكاب جرائم حرب في سوريا. القوى الغربية ومجموعات حقوق الإنسان أدانت هذا الفيتو, وهم محقون في ذلك

ولكن دعونا نكون واقعيين. إن التهديد بإجراء تحقيق من قبل القضاة في لاهاي لن يثني الدكتاتور السوري بشار الأسد عن حربه ضد المدنيين السوريين, والذي تجري أموره كما يقول على خير ما يرام. الأمر الوحيد الذي يمكن أن يوقفه هو وجود معارضة عسكرية ذات مصادقية من قبل المتمردين, المستمرين في تلقي مساعدة محدودة جدا من قبل الولايات المتحدة, التي تعتبر في الواقع الدولة الوحيدة القادرة على تغيير الحسابات في هذه الحرب المرعبة. الدعوة إلى إجراء تحقيق من قبل المحكمة الجنائية الدولية والغمغمة حول العار في استخدام الفيتو من قبل روسيا يسمح لكل من الولايات المتحدة وحلفاؤها في تحويل النظر بعيدا عن فشلهم المستمر

وكانت سامنثا باور سفيرة أمريكا في الأمم المتحدة قالت في تغريدة يوم الخميس على التويتر :" بعد سنوات من الآن سوف تسألنا الأجيال القادمة كيف فشلنا في تحقيق العدالة لشعب يعيش جحيما على الأرض. ما الذي سوف تقوله كل من روسيا والصين؟". لطيف جدا, انتقاد ساخط. ولكن السؤال الأهم من هذا واضح جدا اليوم كما سوف يكون عليه الحال بعد سنوات من الآن :" لماذا سمحنا نحن لسوريا أن تصبح جحيما على الأرض في المقام الأول؟". 

لأكثر من ثلاث سنوات, رفض الرئيس أوباما نصائح من داخل وخارج إدارته للتخلي عن سلبيته والقيام بتحرك ما لمساعدة سوريا – لا يتعلق الأمر بإرسال قوات برية, وهو ما يذكره دائما المتحدث باسمه لإبعاد الانتقادات عنه, ولكن بدلا من تدريب وتقديم المعدات اللازمة للمتمردين أو المساعدة في إقامة منطقة آمنة لهم لإبعاد شر الأسد عنهم, قام السيد أوباما بخلق الأعذار التي كان منها: سقوط الأسد حتمي مع أو بدون مشاركة الولايات المتحدة والمتمردون لا يستحقون مساعدة الولايات المتحدة وأي شيء سوف تقوم به الولايات المتحدة سوف يجعل الأمور أكثر سوء

 ولكن من دون تدخل الولايات المتحدة, فإن أسوأ التوقعات تتحقق على أرض الواقع: أكثر من 160000 شخص قتلوا وأكثر من 9 ملايين سوري شردوا من بيوتهم, والإرهابيون التابعون للقاعدة ينشئون مناطق آمنة لهم تكون منطلقا لشن هجمات ضد أوروبا والولايات المتحدة. والأسد الذي أصبح أقوى مما كان عليه من أي وقت مضى, سلم جزء كبيرا من أسلحته الكيماوية. ولكنه مستمر في في شن هجمات كيماوية وإلقاء البراميل المتفجرة المحشوة بالشظايا الحادة على المدارس والمخابز والمباني السكنية في الأحياء التي يسيطر عليها المتمردون. مع قليل من الصواريخ المضادة للدبابات والمحمولة على الكتف يمكن للتمردين أن يوقفوا هجمات هذه المروحيات. الولايات المتحدة لن تقدم الأسلحة بنفسها

مثل هذه الصواريخ يمكن أن تقدم مع ضمانات بعدم وقوعها في أيدي المتطرفين. هذا الأمر قابل للتطبيق ولكنه يشكل تحديا في نفس الوقت. ولكن لماذا نزعج أنفسنا في حين أنه من الأسهل إلقاء اللوم على روسيا؟ 

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي